لقد قرأت كل ما كتب عن الفيصلي والوحدات في الصحف , وأعترف واقر أن هناك حالة شد وجذب تشهدها مباراة الفريقين غالبا , كما أعترف أن هناك حالة إقليمية تنتجها المدرجات بعد كل مباراة ...ولكن الغريب في المشهد , أن جميع من كتبوا عن الوحدات والفيصلي لم أشاهدهم في حياتي يحضرون مباراة , للفريقين ..أو إجتماعا أو دخلوا نادي الفيصلي أو تناولوا الشاي في نادي الوحدات ...

أنا منذ عشرين عاما لم تفوتني مباراة للوحدات والفيصلي وإذا لم أتمكن من حضورها على المدرجات , أشاهدها على التلفاز ....ودعوني بالرغم من كل ما قيل ويقال أفرد بعض الحقائق .

أولا كل صدامات الفيصلي والوحدات هي داخل المدرجات وعلى صفحات الفيس بوك وأوراق الجرائد , ولم تنتقل هذه الصدامات للشارع , ولم تكن على شكل مسيرات أو تشكيك أو تخوين أو تكفير ...

جماهير الوحدات في كل مباراة تهتف للملك وجماهير الفيصلي هي الأخرى كذلك ..وهذه الجماهير لاتمول من (الأن جي أوز) ولا من السفارات , وهي لا تخرج يوم الجمعة في مسيرات أمام المسجد الحسيني وتكفر الناس وتقسمهم لفئات ضالة وفئات مؤمنة ...

جماهير الوحدات وجماهير الفيصلي , لم تغلق دوار الداخلية ..ولم تصدر عبارات صدامية اتجاه السلطة , وهي في حياتها لم تشتم مؤسسات البلد , ولم تفكر بسحب النموذج المصري وإسقاطه علينا ولم تدع لثورة ...ولم يذهب عوض الاسمر ولا حتى مازن البني إلى تركيا من أجل ترتيب لقاءات مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية ذات طبيعة إستخباراتية ...

جماهير الوحدات وجماهير الفيصلي , في حياتها ..لم تتورط يوما بدعم الجهاد في سوريا ولم تجند شبابا للذهاب إلى هناك , ولم تؤسس جمعيات إسلامية أرصدتها بالملايين , ولم تهتف ضد قانون الإنتخاب ...ولم تتورط يوما ,بتنظيم إعتصامات مفتوحة ...أو محاولة تقويض الأمن في عمان .

أنا عضو في النادي الفيصلي منذ أعوام طويلة , وتشاجرت كثيرا مع إداري الوحدات وخضنا سجلات مطولة , وتشاجرت مع طارق خوري على شاشة الجزيرة لكننا يوما لم نختلف على البلد ...لم نقسمها لغني أو فقير ولم نخرج صراعاتنا من إطار حلقة تلفزيونية أو مساجلات على أوراق الصحف ..ولم يطأ السفير الأمريكي يوما أرض نادي الوحدات أو أرض النادي الفيصلي , ولم نكفر أحدا أو نخون فريقا ....كل ما في الأمر أننا بعد أسبوع أو أسبوعين نراجع أنفسنا ونمضي .

الذين يقفون على المدرجات في مباريات الفيصلي والوحدات ليسوا اساتذة جامعات تخرجوا من هارفارد هم أناس لهم أخطاؤهم وهفواتهم , ولكن هذا الجلد الغريب من الإعلام بهذا الشكل جعلني أتوقف مطولا عن المشهد , وكأن جماهير الفيصلي وجماهير الوحدات هي التي أسست الفساد في البلد.

أنا أدعوا لتشكيل لجنه أهلية ممثله للناديين , لجنه من الإداريين ومن الجمهور ولنجلس لنضع قواعد ملزمة , وميثاق شرف ....ولنتفق على أن جمهور الوحدات ليس مجرما وأن جمهور الفيصلي ليس سفاحا ...المطلوب فقط أن نجلس , حتى لو خرج الإجتماع من دون فائدة , فقط الجلوس بحد ذاته سيؤكد للذين يريدون شطب هذين الناديين وتغيير اسمائهما ...أننا في لحظة نستطيع أن نتجاوز أي خلاف بغض النظر عن حجمه وشكله .

أنا ابن الفيصلي وأعتز بهذا النادي, باللاعبين وبإدارة الشيخ سلطان العدوان وبالجمهور واعتز بالوحدات وبأصدقائي فيه ...ولن أسمح لأحد أن يغير إسم الفيصلي , فنحن لسنا حقل تجارب , ولسنا ...قضية خصبة يحق من خلالها لكل قلم لم يجد قضية أن يطرحنا ويفصلنا ويشكلنا بالطريقة التي يريدها .
كل صراعاتي مع إدارات الوحدات كانت على الورق وعلى الشاشات , و في كل ما فعلناه من صراخ وهجوم ...ومن شحن للجماهير , إلا أننا بقينا متفقين على شيء واحد هو الأردن ....لقد نسوا إتفاقنا , وكل ما يبحثون عنه هو الإختلاف ...

على كل حال أنا في صف الجماهير ....
(الرأي)