facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ناهض حتّر يكتب: الخصخصة .. " سيئة الصيت"


31-03-2014 10:59 PM

لم تحظَ الخصخصة بأي شعبية في الأردن؛ اللهمّ جماعات من عناصر معزولة مرتبطة بالمحافظين الجدد الأميركيين والمستفيدين. وقد تسنى لهؤلاء اختطاف القرار الاقتصادي منذ أواسط العقد الماضي، وتنفيذ برنامج خصخصة قوبل بالسخط الشعبي والاتهامات بالفساد. وقد تبين أن بعضها، على الأقل، صحيح.

الخصخصة مكروهة من قبل الأردنيين ابتداء؛ ذلك أن الوطنية الأردنية مرتبطة بالدولة ودورها الاقتصادي ـ الاجتماعي الفعّال. وهذا هو العنوان العريض لبرنامج الزعيم الشهيد وصفي التل.

ولعل الحضور الحي الذي يتمتع به التل في وعي الأردنيين، جيلا وراء جيل، يعود إلى هذا العنوان بالذات؛ فالأردنيون الذين بنوا دولتهم الوطنية، كمّن ينحت في الصخر، يؤمنون بأن الحفاظ عليها، وعلى هوية البلد نفسها، يظل مرهونا بالدولة وقوتها السياسية والاقتصادية والدفاعية.

ولذلك، تكمن النزعة اليسارية ـ بالمعنى العام ـ في قلب الوطنية الأردنية التي تشكك بالليبرالية والليبراليين بكل أصنافهم. إلى ذلك، فإن الأردنيين ـ وهم، بالأساس، أنصاف بدو ـ أنصاف فلاحين، راكموا، خلال ما يقارب القرن، خبراتهم ونضالاتهم في مجال واحد هو بناء الدولة، الإدارة والقطاع الاقتصادي العام والقوات المسلحة. وهو ما يجعلهم يشعرون إزاء نهج الخصخصة كله، وكأنه خدعة تاريخية أو مؤامرة على الكيان والهوية ومستوى المعيشة والحياة والمستقبل، بالنسبة لأغلبيتهم الساحقة.

ليست الخصخصة ـ كما في التجربة الأردنية ـ مجرد عملية بيع كثيفة ومتعجلة لموجودات حكومية، وإنما تحولت إلى نهج شامل في مجالات أساسية كالتعليم والخدمات ـ ومنها الصحية والأمنية الخ ـ وهيمنت على العقلية التي تدير التنمية المحلية في المحافظات؛ فهي عقلية استثمارية رأسمالية لا عقلية تنموية اجتماعية، مما أدى ويؤدي إلى فشل حتمي لكل مشاريع التنمية المحلية في البلاد.

بالإضافة إلى أن الخصخصة، بالأساس، مرفوضة في الوعي الوطني الأردني، فإن ما شابها من فساد وغموض أو سوء إدارة أو سوء تصرّف بعائداتها، وما رافقها من انتشار الفقر والبطالة إلى جانب الثراء الفاحش، أدى بالخصخصة لأن تكون سيئة الصيت.

وقد عكس الحراك الشعبي الأردني، خلال الأعوام 2010 ـ 2012، كل هذه المعاني، وتمحور الجزء الرئيسي من مطالبه حول المطالبة باستعادة المؤسسات التي تمت خصخصتها، والربط بين الخصخصة والفساد، حتى ظهرا وكأنهما شيء واحد.

لم تجر الاستجابة لأي من مطالب الحراك تلك، ولكن بالنظر إلى التشكيك العام ببرنامج الخصخصة، فقد تم تشكيل لجنة لمراجعته، وقد توصلت اللجنة إلى تأكيد المعطيات المتداولة حول ملفيّ "الفوسفات" و"أمنية"، كما أنها استنتجت ما كنا توصلنا إليه سابقا من أن أنه كان الأجدر تنظيم قطاع الكهرباء بلا خصخصة؛ فخصخصة "الكهرباء" كانت عملية سيئة جدا من كل النواحي، وفيها شبهة التربّح مع عائد وصل إلى 20 بالمئة سنويا للمستثمرين بلا مخاطر تذكر.

وانتقدت اللجنة، منح وضع احتكاري لشركة مخصخصة، كما في "الاسمنت"، وضعف أداء ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات المختلطة، ويُحسَب للجنة أنها أوصت بالنظر إلى الخصخصة كوسيلة ـ قد تكون لازمة هنا أو هناك، على مستوى الملكية أو الإدارة الخ ـ ولكنها ليست هدفا بحد ذاته، كما تمت ممارستها في الأردن.

ما تزال الحكومة الأردنية تملك أسهما في معظم الشركات التي تم اخضاعها لبرنامج الخصخصة. وأول خطوة ينبغي القيام بها الآن هي الحفاظ على هذه الموجودات، وتفعيل أدوار ممثلي الحكومة في مجالس إدارات تلك الشركات، وربما كان الحل الأمثل هو تشكيل هيئة حكومية دائمة لإدارة الاستثمارات الحكومية ـ الموجودة فعلا والمستحدثة ـ تمارس عملها ضمن الأصول، وعلى أساس الشفافية، وتخضع للرقابة النيابية والشعبية؛ فلم يعد ممكنا الاستمرار في الفوضى الحالية.

على رغم كوني يساريا، فإنني مستعد لتفهّم الضرورات الفنية لخصخصة جزئية في هذا المجال أو ذاك. والمفاجأة أن هذا ما لا يقبله الوعي الوطني العام الذي تساوره الظنون حيال كل ما يقع تحت بنود الخصخصة والمشاريع الكبرى والاستثمار ، ويقرنها كلها بالمزيد من قضايا الفساد وتراكم المديونية العامة وتراجع دور الدولة الاجتماعي وضياع هويتها الوطنية الخ. وهكذا، فإن توصية "لجنة مراجعة الخصخصة"، بضرورة التواصل الشفاف مع الرأي العام، لن يكون لها، على رغم أهميتها، أثر في الموقف الشعبي من الخصخصة، الرديئة والجيدة معا.

يقول رئيس الوزراء في تعقيب على تقرير لجنة مراجعة الخصخصة : إننا ربحنا منها وخسرنا. والمطلوب اليوم هو الإجابة على السؤال الأهمّ : مَن الذين ربحوا ومَن الذين خسروا؟ من الواضح أن هناك مَن راكموا، بصورة قانونية أو غير قانونية، ثروات كبيرة ومتوسطة، وامتلكوا أو وسعوا نطاق استثماراتهم وملكياتهم العقارية وأرصدتهم المالية، كذلك، فإن العديد من الشركات، أصبحت أقوى وأكثر ربحية؛ إنما، بالمقابل، تفاقم عجز الموازنة وازدادت المديونية العامة إلى حد غير مسبوق وتراجعت قدرة الدولة الاجتماعية وازدادت اعداد المعطلين عن العمل والفقراء.

إن التناقض الحادّ بين الوعي الوطني الاجتماعي ومجمل النهج الاقتصادي الحاكم، هو المسؤول عن تشكّل الأرضية الخصبة للتوتر المستمر في البلاد، والذي لا يمكن استيعاب نتائجه الكارثية الحتمية إلا بحل سياسي اجتماعي، يمنح الأردنيين الثقة بمستقبل الدولة والكيان والهوية، والأمل الملموس بحياة أفضل للأغلبية.

ولا يمكن الفصل بين هاتين المهمتين اللتين تشكلان الجوهر النضالي للحركة الوطنية.





  • 1 الاردن اولا 31-03-2014 | 11:16 PM

    احسنت تحليل سليم ولكن قد أسمعت لو ناديت حيا وبالتالي وبالنهاية مبيوعة والبداية الفقر والفقر يودي للسرقة والسرقة تأتي بالعنف والعنف يودي للدمار والخراب متى غير معروف وهذا هو اهم شي غير معروف والله يسترنا

  • 2 منير 31-03-2014 | 11:29 PM

    يجب دسترة فك الارتباط الان

  • 3 ابو الحكم 31-03-2014 | 11:54 PM

    مين طلب رايك

  • 4 موظف في هيءة الخصخصة 01-04-2014 | 12:45 AM

    اولا مع احترامي للكتاب شركة الأسمنت تم إلغاء امتيازها في العام ٢٠٠٥ والدليل على ذلك فيكف قامت الحكومة بمنح تراخيص لإنشاء خمس شركات أسمنت ، ثانيا لماذا لم ينتقد الكتاب الادارة الحكومية التي أوصلت شركة الفوسفات على تحمل خسارة وصلت الى ١٢٨ مليون دينار في العام ٢٠٠٢، ومن المسوول عن الأوضاع الاقتصادية التي جعلت الحكومات على انتهاج سياسات الخصخصة التي انتقدها الكاتب ، لماذا وصلت الملكية الاردنية قبل عام ١٩٩٨ الى الإفلاس وكم تحملت الحكومة ديون محلية قدرت بمئات الملايين ، اليسارية نهج فشل في أروبا

  • 5 موظف في هيءة الخصخصة 01-04-2014 | 12:46 AM

    اولا مع احترامي للكتاب شركة الأسمنت تم إلغاء امتيازها في العام ٢٠٠٥ والدليل على ذلك فيكف قامت الحكومة بمنح تراخيص لإنشاء خمس شركات أسمنت ، ثانيا لماذا لم ينتقد الكتاب الادارة الحكومية التي أوصلت شركة الفوسفات على تحمل خسارة وصلت الى ١٢٨ مليون دينار في العام ٢٠٠٢، ومن المسوول عن الأوضاع الاقتصادية التي جعلت الحكومات على انتهاج سياسات الخصخصة التي انتقدها الكاتب ، لماذا وصلت الملكية الاردنية قبل عام ١٩٩٨ الى الإفلاس وكم تحملت الحكومة ديون محلية قدرت بمئات الملايين ، اليسارية نهج فشل في أروبا

  • 6 متابع 01-04-2014 | 01:21 AM

    مقال متوازن

  • 7 موظف في التخاصية 01-04-2014 | 01:26 AM

    النقطة المهمة الذي لمي تطرقها الكاتب حجم الاستثمارات التي أدخلتها الى الملكة وخاصة في قطاع الطيران فيكف يحكم على البرنامج من زاوية واحده والهم فيكف توصل الكاتب بان المستثمرين في قطاع الكهرباء حققوا ٢٠٪ أرباح ياحبذا ان يعرفنا الكاتب من أين حصل على هذه النسبة حتى يزيل جهلنا بعلم التحليل المالي وفي حساب نسب الربحية٠ وانا القول للكتاب اليسارية التي تؤمن بها أصبحت في عداد الموتى والضرب في الميت حرام

  • 8 منذر العلاونة 01-04-2014 | 02:13 AM

    أحسنت وخير الكلام .بوصف ( خصخصتهم الامريكيه .التي طبقوها ابناء الخصخصه ..على الشعب الاردني .جراء ويلاتها و امور اخرى . لا اريد ذكرها .........

  • 9 ....... 01-04-2014 | 02:22 AM

    سؤال :مين بده يطعمي 5 ملايين فلسطيني و2 مليون سوري و مليون مصري وعر اقي إذا الولايات المتحدة تخلت عن دعم .....

  • 10 احمد 01-04-2014 | 02:32 AM

    الوطن البديل وينو

  • 11 هند القدسي 01-04-2014 | 11:37 AM

    سلمت يا ناهض الخير والامه.

  • 12 علي صالح 01-04-2014 | 12:00 PM

    عندما تصبح الشركات الحكومية شركات خاصة للمدير وابنائه واقاربه وعشيرته ومعارفه يبدو أن من الأفضل أن خصخصتها.. هكذا علم الاقتصاد يقول يا استاذ حتر..

  • 13 صحفي 01-04-2014 | 01:01 PM

    كلام ........ لا علاقة له بالاقتصاد.

  • 14 معاذ التل 01-04-2014 | 02:26 PM

    الاردن يحاول الان بناء برامج لمكافحة الفقر تكون موجهة لاعداد محدودة وذلك في التعليم والصحة والمسكن والغذاء وهذا الامر طبقته بعض دول امريكيا اللاتينية ايام ما كانت جمهوريات موز،وأثبت فشله فهو دلالة على تدهور الوضع الاقتصادي ويدل على انقسام للمجتمع طبقيا ومجرد محاولة من الكمبرادور للترقيع ، فالاساس في التنمية ان تكون شاملة تعمل على تعظيم الطبقة الوسطى وليست مجرد برامج لمحاربة الفقر والجهل على غرار برامج وزارة التخطيط ومدرستي وما شابه من شكليات لا تطور المجتمع بمجمله بل تساعد بعض العينات المحظوظة.

  • 15 الفرد عصفور 01-04-2014 | 04:41 PM

    شغلونا بمقاومة التطبيع ونسوا التبييع. لقد باعوا كل شيء وهذا عار عليهم. اعتقد ان اهم المطالب الشعبية الان هي استعادة ما تم بيعهز واعادة بناء الاقتصاد الوطني على مبدأ الشراكة بين الدولة والاهالي. بدون هذا ستبقى البلد ذاهبة نحو الخراب الاقتصادي الكامل

  • 16 حادي العيس 01-04-2014 | 06:38 PM

    الى المعلق رقم 9 اجابه على سؤالك انت بحاجه ماسه وضروريه الى محو اميه

  • 17 11122 01-04-2014 | 07:06 PM

    في شركات كبرى مساهمة محدودة موظفيها فوق الثلاثة الالاف و بتعمل شركات داخلية من جديد و بيتعين مدراء بعشرات للالاف رواتب بيقولو هادا افضل لصالح الشركات لكن مش مصدقين هالكلام و بيمددو لبعض الموظفين ولما بعد الستين سنة للموضفين اللي بيقولو مل لهموش بديل و مع انوة موجودين موظفين بيسدو مكانهم

  • 18 نصيحه 01-04-2014 | 11:51 PM

    روح نطر عند الاسد يمكن اقتصاده بحاجة تنطيرك...........

  • 19 عبدالله الرشيد 02-04-2014 | 11:53 AM

    استاذ ناهض انا اقول ان لا غبار على الخصخصة كمبدأ ولكن في حلة الخصخصة التي جرت فان المواطن يتساءل اين ذهبت اموال الخصخصة ما دامت لم تدخل موازنة الدولة ولم تعرض لا على مجلس الوزراء ولا على مجلس النواب كما يتطلب الدستور؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :