facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معان في الميزان


د.محمد غزيوات الخوالدة
26-04-2014 12:46 PM

عندما نتحدث عن الوضع القاسي والمزري في مدينة معان هذه المحافظة الغالية علينا أرضا وشعبا والتي تربطنا بها علاقات القربى والنسب , وعندما نسمع ونشاهد بعضا ممن يتداولون في هذا الشأن , نرى في وجوههم وعيونهم علامات الحسرة والاستفهام كأنها تريد قول شيء ما..؟ حيث يتبادر إلى الذهن فوراً وبدون تردد أسئلة مفادها: لماذا الخوف من التفوه في قول الحقيقة ومجابهة الواقع المؤلم والكشف عن المستور,وعما نشعر به ....؟

ونحن كأردنيين لدينا إحساس بالذنب وتأنيب الضمير, في أن لا نقول الحقيقة عما يجري في هذه المحافظة الصابرة على ظلم ذوى القربى من المسئولين ومتخذي القرار وعلى ظلم بعض أبناء هذا الوطن لها ,فلا نقبل أن يتم استغلال الوضع المتردي لها من بعض المنتفعين والانتهازيين لتجيره لمصالحهم الخاصة والظهور بمظهر الوطنية الزائفة وهم منها براء فلا يجوز الصيد في الماء العكر ولا يجوز ركوب الموجة لظهور بمظهر الوطنية لتتكسب ببعض المصالح الشخصية التافهة والوطن اكبر من الجميع واكبر من يوضع في جيوب الآخرين, فعلينا المصارحة مع الذات ومع الآخرين وعلينا أن لا نسكت على هذا الوضع المخيف والمرعب،وعلينا أن لا نخفى الحقيقة ، فالجميع يساهم في تأزم الوضع المتردي وتفاقمه في هذه المدينة الطيبة بأهلها , فالبعض يساهم بالسكوت , والبعض يساهم بالتواطؤ مع المسكوت عليه, والبعض بالمسايرة والتملق, والبعض بالقول دون الفعل, والبعض بالمساهمة في التردي, والنتيجة معلومة للجميع هو على حساب هذا الوطن ومدينة معان بالذات,أليس الأولى وضع النقاط على الحروف ومعالجة الأخطاء قبل وقوعها وتفاقمها، وبالتالي قبل خروج الوضع عن السيطرة..؟

يجب ان يكون معلوم لدى جميع الأردنيين وبدون أدنى شك انه إذا تم التهرب من الحقيقة المزرية الموجودة في مدينه معان والتغاضي عنها بأساليب شتى وملتوية، فإننا لن نستطيع إزالة ومعالجة الأخطاء والسلبيات التي تحصل في هذه المحافظة ، لا بل نجد أنه من يقول الحقيقة حول هذه القضية يعتبر غير مرغوب فيه وهو من أعداء الوطن ويحارب في رزقه وفى مستقبلة ، والنتيجة هي أننا لا يمكننا تغيير الوضع المتأزم في هذه الحالة، والخاسر الوحيد هو الوطن بأكمله ، وتحطيم المبادئ التي قام عليها مجتمعنا الأردني من المحبة و التكافل, وخلق اليأس والإحباط لدى الجميع.

وهنا دعونا نتكلم في الشأن العام الاردنى وعن الكثيرين من أبناء هذا الوطن المسؤولين والنواب منهم على حد سواء ترى ماذا يكون حال المجتمع عندما تتحطم المبادئ (أن وجدت )عند بعضهم في سبيل تحقيق الغايات والمآرب الشخصية متجاهلين واجباتهم تجاه مجتمعهم الاردنى وتجاه اليمين الذي أقسموا به على أنفسهم. إلا أنة مما يؤسف له، أن البعض من أبناء هذا الوطن الذين يعلمون ويعملون بهذه الأخطاء تجاه وطنهم يضعون رؤوسهم كالنعامة في الرمال ولم يتجرؤوا بمصارحة الحقيقة ومجابهة الواقع الموجود ليتم محاسبتهم بشكل جدي وصحيح، وبهذا الشكل يظهرون اصطفافهم مع تلك القوى الظلامية المتربصة والمتكتلة والتي تعمل ليل نهار في الغرف المظلمة من أجل إعادة الحياة إلى قرون سحيقة عفي عليها الزمن، ولا يهمهم المصلحة الوطنية والقومية بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية والآنية تاركين المصلحة العامة خلف ظهورهم،

ونحن نسمع، لا بل نلوك على ألسنتنا ليل نهار المثل القائل: وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب،بدون أن نعمل من أجل تطبيقه على أرض الواقع تطبيقاً صحيحاً بما يرضي الضمير والمبادئ التي يتم النضال والعمل من أجلها وفي سبيلها. لذلك، لا بد من إيجاد ثمة رادع يحد من تفشي ظاهرة المداهنة على حساب هذا الوطن وهى ظاهرة سلبية وخطيرة، فالرادع في هذه الحالة مهم جداً بل ويجب الأخذ بة وتطبيقه بمنتهى الدقة والحماس، وعلى تلك العناصر المسيئة والفاسدة والمتكتلة من بعض المسئولين والنواب من أبناء هذا الوطن أن يعلموا ان هنالك يوم لا بد فيه من محاسبتهم، وبترهم من قبل شعبنا الاردنى , ويجب ان لا نسمح لهذه العناصر الوصولية والانتهازية في طبيعتها ان تزدهر وتنتعش في هكذا أجواء، لكي لا تستغل الفرصة من أجل الخلط بين مصالحهم الشخصية ومصالح الوطن في آن واحد، والتهرب من الالتزامات والمسؤوليات المترتبة على عاتقها وهي أصلاً غير قادرة على أدائها بشكل ناجح وسليم، ولأن التمادي في السلوك الخطأ يسهل على الآخرين إتباعه والاقتداء به, وإذا لم يكن هنالك محاسبة حقيقية للمسيئين والفاسدين من بعض المسؤولين وبعض أعضاء مجلس النواب فأنهم سيتسببون فى فتنة لهذا الوطن لا يعلم نتائجها إلا الله .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويراود الذهن هو : لماذا هذا التغاضي المتعمد عن الأخطاء التي تحصل من قبل أصحاب النفوس المريضة والجاهلة في وعيها وثقافتها ، أليس الجواب هو التهرب من المسؤولية وعدم تطبيق الأنظمة والقواعد والضوابط المتفق عليها لتكون الفيصل والحكم في هذه الحالات.

هنا لا بد من التأكيد بأن وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب يشكل عاملاً مهماً ومسلكاً صحيحاً لنجاح مهمة المسؤول والنائب المرجوة, فمن يملك القدرات العلمية والمؤهلات القيادية والإدارية لابد سيكون أداؤه أكثر نجاحاً من العناصر المتكتلة والمتخلفة، لأن الأداء الناجح يعود بالفائدة والخير على الجميع بدون استثناء .

لذلك،نتمنى على أبناء مجتمعنا الاردنى الطيب والذي اختار هؤلاء النواب وهو بالتأكيد لا يستطيع اختيار مسؤولية أن يحاسب ضميره وان يتقى الله في اتخاذ قراره عند وضع الصوت في صندوق الانتخاب ، لأن العقول الواعية هي التي تحدث التغيير الإيجابي لصالح الوطن والمواطن.

وهنا لا بد من القول وباختصار شديد أن المواطن الاردنى الحقيقي والواعي والذي يعمل من أجل المصلحة العامة، ومن أجل إزالة الشبهة من النفوس وقول الحقيقة مهما كانت مرّة،هو إنسان يحترم نفسه ومكونات مجتمعه وحتى خصومه وأن نتمثل قول الله تعالى عند اتخاذ قرارنا في أية مصلحة تهم هذا الوطن بقولة تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" صدق الله العظيم""





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :