facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التسويق السياسي الاردني بين الماضي والحاضر


د. مأمون نديم عكروش
08-05-2014 03:42 PM

لا اريد المقارنة بين استراتيجيات وادوات التسويق السياسي المتبعة في الدول المتقدمة وتلك المتبعة في الاردن ولكن ارغب بالمقارنة بين استراتيجيات وادوات التسويق السياسي التي يتم ممارستها هذه الايام مع ما تم ممارستة في الاردن فعلياً خلال عقود الخمسينات والستينات والسبعينات. من المعروف ان الاحزاب والفعاليات والممارسات السياسية خلال هذه العقود الثلاثة لم تكن مسموحة بشكل رسمي وذلك ليس لأن الاردن لا يرغب فيها وانما لوجود اسباب داخلية وخارجية فرضت على الدولة الاردنية حظر بعض الممارسات السياسية، وخاصة ان بعضها كان مستورداً من الخارج، حفاظاً على الدولة والكيان الاردنيين. ومع ذلك فقد كانت استراتيجيات وادوات للتسويق السياسي فعّالة وديموقراطية وحضاريه اكثر بكثير مما نشهده الآن من تلك الممارسات التي نشهدها اليوم. خلال هذه العقود الثلاثة اعتمدت استراتيجيات التسويق السياسي على وجود فكر ومعتقدات سياسية آمن بها اصحابها وكذلك احزابها السياسية وكان هناك برامج سياسية لها احترامها وتتصف بدرجة معقولة من الواقعية بعكس معظم البرامج السياسية التي نشهدها هذه الايام والتي تشبه الى حدِ كبير وجبات المأكولات السريعة والتي تسبب السمنة بدون اعطاء اية قيمة غذائية حقيقية لجسم الانسان.

خلال تلك العقود استطاعت استراتيجيات التسويق السياسي التي اتبعتها الفعاليات السياسية التأثير في الشارع الاردني واستقطاب العديد من فعالياتة بمختلف اطيافها نظراً لوجود ايمان لدى القائمين عليها بقضية سياسية معينة والعمل على النضال من اجلها والاهم من ذلك الاستعداد الكامل والفطري لدفع الثمن من اجلها وذلك لان الغالبية العظمى من الذين تعاطوا العمل السياسي آنذاك كانوا يعتبرونة مهنة من اجل قضية وليس وسيلة للحصول على منصب او تحقيق مكسب مادي معين! وهنا لا يمكن التعميم ولكن يمكن الجزم بان الغالبية العظمى من الحالات تنطبق عليها هذه الفرضية.

لذلك كان التسويق السياسي خلال هذه العقود فيه جوهر ومضمون ورسالة استطاعت التأثير في فكر ووجدان الشارع الاردني لا بل كان هناك نظرة بعيدة المدى في معظم البرامج السياسية وبعضها استطاعت التأثير في سياسات حكومات معينة. والدليل على ذلك انه وعند عودة الحياة الديموقراطية الى الساحة السياسية الاردنية في عقد الثمانينات تم فرز افضل المجالس النيابية على الساحة الاردنية واستمر ذلك لبداية عقد التسعينات والتي شهد الاردن خلالها ممارسات ديموقراطية على درجة عالية من الاحترام والقدرة على جذب الشارع الاردني. وعليه، اين تكمن المشكلة حتى وصل الية الواقع الحالي للفعاليات والاحزاب السياسية الذي يعُتبر واقع سياسي مؤلم ومرير؟ الجواب يكمن في تبني عملية سياسية شاملة وطويلة المدى ضمن اطار استراتيجي تدريجي يتم من خلاله اعادة احلال وتموضع للعمل والفكر السياسي الاردني وعلى اسس واقعية والعمل على تجاوز حالة الانفلات الفكري غير المنطقي التي احدثها "المدعوا" الربيع العربي من اجل انتاج منتج سياسي اردني متخصص في البيئة السياسية الاردنية بامتياز بدون اية "نكهات خارجية" وذلك لان الاردن كدولة ونظام تبنى منذ عقود البٌعد العربي القومي كمنهج سياسي استراتيجي. احد الحلول الجذرية للتوصل الى هذه الحالة من النضج السياسي هو تبني التسويق السياسي وكافة ادوات واستراتيجيات الاتصال السياسي الفعالة مع قواعد عريضة من الشعب الاردني كهدف اساسي.

ان اية استراتيجية تسويق سياسي تقوم في جوهرها على خمسة اركان رئيسية وهي اولاً، مأسسة العمل السياسي الاردني عن طريق الاحزاب، ثانياً، ان يكون العمل السياسي مهنة وليس هواية لدى قادة واعضاء الاحزاب والفعاليات السياسية، ثالثاً، وجود استراتيجية تسويق سياسي واقعية لكل حزب او فعالية سياسية او شخص سياسي مستقل تستهدف جمهور معين، رابعاً، تبني لغة خطاب سياسي متوازنة وواقعية من خلال استخدام وسائل الاتصال السياسي الحديثة، خامساً واخيراً، عمل شراكة حقيقية مع كافة اركان الدولة الاردنية وخاصةً ذراعها التنفيذي-الحكومة. من الامثلة الاكثر شهرةً في التاريخ الحديث على ذلك استراتيجيات التسويق السياسي التي استخدمها رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرتشل خلال الحرب العالمية الثانية وكذلك استراتيجيات التسويق السياسي التي استخدمها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون خلال حملتة الرئاسية الثانية. لذلك، هناك يمكن الاستفادة من تجارب الاخرين وتحقيق التنمية السياسية المنشودة؟

والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :