facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ويحدثونك عن صواريخ القسام!


ياسر ابوهلاله
03-03-2008 02:00 AM

رفض عمدة نيويورك جولياني تبرع الأمير الوليد بن طلال في غضون زيارته لبرجي مركز التجارة المدمرين، مع أن الأمير لم يقصر في تجريم فعلة القاعدة والنكير عليها. السبب كان لأن الأمير دعا ضمنا إلى مراجعة في السياسة الأميركية تجاه منطقتنا. عبر موقف جولياني عن حسم أخلاقي؛ لا يجوز تحميل الضحية المسؤولية. عندما تغتصب فتاة المطلوب أن يدان الاغتصاب لا أن يقال أن الفتاة كانت جميلة. وصفها الإسرائيليون بأنها "محرقة" عندما هددوا، وتحقق عيانا أنها كذلك. وخرج علينا وزير الإعلام في السلطة الفلسطينية رياض المالكي ليحدثنا عن صواريخ القسَام ويحملها مسؤولية المحرقة، ليبرّئ متطوعا المجرم الذي يشاهد على الهواء مباشرة! وكأنه يزايد على الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما تحدث يوم التهديد بالمحرقة عن "القاعدة" التي ترعاها حماس في غزة، وهو ما يعني في السياسة أن تتجه طائرات أميركية من دون طيار وتدك معاقل القاعدة وتصطاد رؤوسها وتحبط مشاريعها النووية التي ربما تكون قد بدأتها في ورش الحدادة التي تنتج صواريخ القسَام!

يحسن البكاء على الوحدة الوطنية في هذا المقام. ومع البكاء حري بنا أن نتذكر بأنه لم يكن الفلسطينيون في تاريخهم يتفيأون ظلالها. وهم كسائر الشعوب التي تعرضت للاحتلال ينقسمون في كيفية التعامل معه. حدث ذلك في الحرب الأهلية الأميركية، وفي فيتنام وفي الجزائر.. من دون خلق الله على الفلسطينيين ألا يختلفوا. أبو عمار وهو من هو في حياته وفي مماته لم يوحد الفلسطينيين. هل يذكر المالكي، وهو أحد كوادر الجبهة الشعبية سابقا، أن الحكيم جورج حبش قال في حرب المخيمات في لبنان "على كل فلسطيني أن يشعر بالخجل عندما يصافح ياسر عرفات". تقاتلت فصائل منظمة التحرير قبل أن تتقاتل فتح وحماس. وذلك لم يبرئ الاحتلال من جرائمه.

لماذا غابت المعايير الأخلاقية قبل السياسية في تصريحات المالكي؟ الإجابة تكمن في حكومة سلام فياض التي تمثل شريحة من متقاعدي اليسار وخريجي الجامعات الغربية، ويمكن متابعة تفاصيلها في مدونة "دكاكين" http://dkaken.blogspot.com/" فقدت الوهج الثوري واستعاضت عنه بالتدفق المالي الذي تؤمنه المساعدات الأميركية بخاصة والغربية بعامة. وفي الانتخابات التشريعية كان وضعها كارثيا. هنا علينا أن نلحظ الفرق بين مواقف الفتحاوي جبريل الرجوب ومواقف حكومة فياض. فالفتحاوي في النهاية لديه جمهور في الداخل والشتات معني به مهما ذهب مع الأميركيين والإسرائيليين.

يتجاهل المالكي مشاعر الضحايا وتغيب عنه الرؤية الواقعية، 40 في المائة من العمليات العسكرية تجري في الضفة الغربية حيث لا قسام ولا ما يحزنون. وليست حماس وحدها من يطلق الصواريخ، كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح تطلق، وألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس. هؤلاء ليسوا مرتزقة وافدين ولا أغبياء ومعتوهين. هؤلاء يقاتلون وهم بين أهلهم وأطفالهم ولا ينتظرون مخصصات من طهران لينفقوها في الملاهي الليلية في غزة! يقاتلون ويعرفون اختلال موازين القوة، وهم على خط النار يدركون أن الصواريخ على ضعفها تزيد من قوتهم.

لا يجيب المالكي عن سؤال بديهي: لماذا لم تنهر سلطة حماس على الرغم من كل هذا الحصار والدمار. الإجابة عند هآرتس في عددها أمس فهي ترى أن الكلفة العالية للصراع في غزة لن تجعل الفلسطينيين ينفضون عن حماس، على العكس تنقل عمن استطلعتهم في غزة دعمهم "المطلق" لحماس، ومنهم منير وهو ضابط أمن سابق من فتح (يعني من ضحايا حماس) يقول: "كل من في غزة اصبح حماس. سيتعين علينا جميعا ان نقاتل اسرائيل، واذا كان جيش الدفاع الاسرائيلي يتحرك في عمق قطاع غزة، وينبغي عليه أن يتوقع الرماية من كل بيت، حتى لو أن من يسكنها (مع المدنيين)".

طبعا، فقد الضابط الفتحاوي كل شيء بسيطرة حماس على غزة، لكنه لم يفقد كرامته. ولم يزغ بصره بحيث يفقد التمييز بين جيش الاحتلال المجرم وبين الشعب الضحية. وليت خصوم حماس يرتقون إلى مستوى هذا الضابط. ويكفون عن حديث الصواريخ.

yaser.hilala@alghad.jo

عن الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :