facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثقافة شيء لا داعي له!!!!!


سليمان الطعاني
12-06-2014 02:27 PM

يتخيل البعض، أن الثقافة شيء لا داعي له، نخبوي جمالي لابد منه لكي تكتمل الصورة، أو يعتبرونها من الكماليات، تتعلق بشريحة معينة وراقية من الناس، في حين أن الواقع يؤكد على أن الجميع، دون استثناء، هم بحاجة للثقافة ومعنيون بها، بل الثقافة هي حق من حقوق الانسان، لا يصح حرمانهم منها، مهما كانت الاسباب او التبريرات، لسبب بسيط، يتعلق باكتمال شخصية الانسان ووعيه، بمعنى، إذا حُرم الانسان من الثقافة لأي سبب كان، فإنه سوف يتعرض لنقص في المعرفة، وهذا بدوره يتسبب في خلل في الفكر وطبيعة السلوك، ومن ثم شبه عجز أو خطأ في معالجة المصاعب والمشكلات التي تواجهه، أياً كان نوعها أو مصدرها.

الثقافة تبقى تسهم في صناعة مجتمعات تؤكد حضور الفعل البشري على الأرض، تَنْحت بمرور الزمن صورة الفرد في المجتمع وسلوكه، فيصبح شخصاً متذوقاً للجمال، متمتعاً بالروح السلمية، وبالتالي يصنع مع غيره عبر الزمن صورة المجتمع الفاضل إذ ان نتاج الفعل الثقافي لا يحصد في نهاية كل موسم، كما لو أنه صافي ربح شركة تجارية أو أرباح أسهم طيلة العام.

الثقافة عامل مساعد في طرح البدائل والمعالجات لما يواجهه الفرد والمجتمع من مصاعب، باعتبارها فضيلة كبرى ومبتغى كل من يرنو لتحقيق التقدم الإنساني والرفاهية، وهي الحل للخروج من دوامة الجهل ومن دائرة الضعف ومحيط الذل، وهي القوة، والعزة، والرفعة.

الثقافة هي التي تضخ الافكار الى العقل، محملة بمنظومة قيم ومسارات اخلاقية ذات بعد انساني متطور، ينطوي على سمات التعاون المتعارف عليها، ومنها احترام الجوامع، وقبول الاخر وتقدير الرأي والتكافل والتسامح وغيرها، وهذه القيم السامية النبيلة هي التي يجب أن تربط بين الناس في كل زمان ومكان في عالم متغير نحو الأفضل بعيدا عن قيم التناحر وثقافة التهور والنزوع الى الشر،

وعندما تختفي الثقافة وتُحجَب عن الانسان لأي سبب كان، فإنه سوف يتعرض للجهل، ومن ثم قلة الوعي، وهذا بدوره يقوده الى الضعف والعشوائية في معالجة المصاعب والمشكلات التي تعترض طريقه، الامر الذي يقود الى جملة من التعقيدات التي تواجه الانسان في معظم تفاصيل حياته، فضلا عن عجزه في الحصول على حقوقه، كما هو الحال لدى المجتمعات المثقفة او المتمدنة،

بالرجوع إلى معني لفظ (الثقافة) ودلالاته نستخلص أن منها ما يدل على الصفات الذاتية للمتعلم وهي: الفهم والفطنة وسرعة التعلم، ومنها ما يدل على معنى الآلة حيث استعملت الثقافة أداةً وأسلوبا في تسوية المعوج وما يدخل في ذلك من التهذيب والإصلاح والتقويم، ويؤيد هذا ما ورد في بعض المصادر عن آلة كانت تسوى بها الرماح تسمى"الثَّقْافَة". ومنها ما يدل على معنى الإمساك بالشيء والظفر به وحيازته. وكلها معاني تدل على التعلم واصلاح الاعوجاج وتبديد عتمة الجهل.

من هنا الكل معني بالثقافة وهي حق للجميع، لا يصح اهماله، أو تجاوزه، كونه السبيل الاقصر والاسرع لنشر الوعي بين صفوف عامة الناس، حتى يعرف الناس حقوقهم، ويحافظون عليها، وهنا تشمل الثقافة التعليم، وتشكيل الوعي السليم، للتعامل مع الايجابيات والسلبيات بصورة عامة، حتى يتمكن الانسان من خلق البيئة الحياتية التي تناسبه، وتصون حرمته وكرامته وحرياته كافة.

مؤسساتنا وجامعاتنا معنية بتفعيل جميع معاني الثقافة، وخلق المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه والمنخرط في مشاكل عصره، ومعنيون بايجاد منظومة ثقافية متكاملة ومتوازنة تساعد على تربية النشء تربية حضارية غير متشبثة بماضويتها، باعتبار أن التثقيف هو بحد ذاته فعل من أفعال الحرية يقوم به شخص فاعل، حيث أن حضارة اقرأ كانت ولا تزال واحة تترعرع فيها الثقافة الحية والفكر الأصيل وتتفاعل على أرضها الخصوصيات وتترجم إليها ومنها العديد من المعارف والعلوم، والأرض التي أنجبت العديد من النظريات والبدائل والرموز والقادة في مجالات عديدة وتخصصات دقيقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :