facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«إدراك» .. دلالات حضـارية هـل نحـن فاعلـون؟


بلال حسن التل
15-06-2014 03:41 AM

توقفنا في المقالين السابقين عند بعض الدلالات الحضارية لمنصة «إدراك»، التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبد الله، كأول منصة تعليمية الكترونية عربية غير ربحية، مفتوحة للمساقات الجماعية، ورأينا كيف تنتصر فيها جلالتها للغة العربية، وتسعى لسد نقص هائل في الترجمة للغة العربية، باعتبار الترجمةَ عنصرًا أساسًا من عناصر توطين العلوم والمعارف، ومن ثم النهوض الحضاري. ورأينا كيف ان جلالتها تنحاز للعلم كأساس للتغيير من خلال تغيير المفاهيم:»إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». فالتعليم يُسهم إسهامًا كبيرًا في صناعة الإنسان، وتشكيل عقله، ومفاهيمه، وقيمه، ومن ثم سلوكه وعلاقاته مع الآخر، ومما يعطي منصة «إدراك» أهمية مضاعفة انها تقوم على أساس العلم اللامتناهي الذي يمكن ان يستمر به الإنسان مدى حياته، وبذلك تتحقق على أرض الواقع مقولة:»اطلب العلم من المهد إلى اللحد». وهي أيضًا تقرّب مصادر العلم والمعرفة للناس حيث يستطيع المنتسب لمنصة «إدراك» تلقي علوم الشرق والغرب وهو جالس في بيته محققًا لمقولة:»اطلب العلم ولو في الصين» على اعتبار أن الصين كانت يوم ذاك تمثل أقاصي الأرض، وأقصى ما في المعمورة.

ليس ذلك فحسب.. بل إن جلالتها ومن خلال منصة «إدراك» تُسهم في بناء مجتمع العدالة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، من خلال توفير منصة «إدراك» لمساقات عالية الجودة بدون كلفة مالية، أي أن جلالتها تفتح الباب أمام الفقراء الذين تحول ظروفهم المادية دون إكمال تعليمهم لمواصلة هذا التعليم مجانًا، وبمساقات علمية تقدمها مجموعة من أهم الجامعات، والمعاهد العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وفرنسا، وبلجيكيا، واليابان، والصين، والهند كل ذلك دون ان يغادر الفقير بيته، وحتى دون ان يضطر إلى ترك عمله ومصدر رزقه، ذلك أن منصة «إدراك» تتيح لمن يلتحق بها تنظيم مساقاته العلمية بما يتوافق مع برنامجه اليومي، وهكذا لا تعود علوم العصر حكرًا على الأغنياء، فالمنصة تتيح مجانًا لمن يلتحق بها من الفقراء مساقات في «علم الحاسوب، والبرمجة» «دورات كهربائية وإلكترونية» «استراتيجيات فعالة للبحث عن وظيفة»..الخ.

وإذا كانت منصة «إدراك» تتيح للفقراء فرصة الالتحاق بمسيرة علوم العصر فإنها على صعيد الأمة ككل، تفتح المجال أمام أمتنا للالتحاق بموكب التقدم العلمي والمساهمة فيه من جهة، وتحويل العلم إلى إنتاج من جهة أخرى.. خاصة ونحن نعيش عصر اقتصاد المعرفة، والمعرفة الرقمية على وجه التحديد، وهو مجال لم يلجه العرب كما ينبغي حتى الآن، مما يزيد من أهمية منصة «إدراك» ودلالاتها الحضارية فالمنصة تفتح بابًا واسعًا أمام الشباب العربية للالتحاق باقتصاد المعرفة.

كثيرة هي الدلالات الحضارية لمنصة «إدراك»، لعل في طليعتها أن جلالة الملكة رانيا العبد الله تنتقل بنا عبر منصة «إدراك» من مرحلة توصيف حال الأمة الذي أطلنا الحديث عنه، إلى مرحلة علاج هذا الحال، من خلال العلم واستخدام التكنولوجيا لإحداث نقلة نوعية في بلادنا، دون ان تتجنب جلالتها مكاشفة أبناء أمتها ومصارحتهم بحقائق واقعهم المرير، من منطلق ان الاعتراف بالمشكلة هو أساس حلها، وعلى قاعدة: «إن الرائد لا يكذب قومه» تحدثت جلالتها يوم إطلاقها لمنصة «إدراك» عن تدني نوعية التعليم في بلادنا، وعدم ملاءَمة قدرات الخريجين لاحتياجات سوق العمل. كذلك غيابنا كعرب عن ميدان النشر العلمي العالمي، وغيابنا أيضًا عن تصدير التقنية العالية، وبذلك أصبحنا كأمة في الصفوف الخلفية للعالم. غير ان جلالتها لم تتوقف عند حدود الاعتراف بالمشكلة وتوصيفها، بل قدمت لنا العلاج، وصار علينا ان نتعاطاه ان أردنا ان نلتحق بمسيرة الحضارة الإنسانية، التي كنا ذات يوم قادتها، عندما كنا نعي معنى «اقرأ»، التي كانت فاتحة الوحي على رسولنا محمد عليه السلام، وهو بالضبط ما أرادته جلالتها من إطلاقها لمنصة «إدراك» وهو الإطلاق الذي قالت عنه:»يحمل رسالة تحثنا لإدراك ما فاتنا، وإدراك المستقبل الذي يليق بنا وبتاريخنا، وبرسالة بُعثت لنا بدأت بـ «اقرأ» فهل نقرأ؟.

ظل أن نقول: إن جلالة الملكة تقوم بدورها وأكثر، من خلال فتح الأبواب وإتاحة الفرص أمام أبناء الأمة، ويظل علينا ان نكون عونًا لجلالتها من خلال إثراء مبادرات جلالتها بالأفكار الايجابية، وبالعمل الايجابي، دون ان يقتصر دور الكثيرين منا على تكرار مفردات مبادرات جلالتها، ودون ان نعي هذه المفردات ودلالاتها، ودون ان ننتقل مع جلالتها من مرحلة وصف واقع الأمة إلى مرحلة تغيير هذا الواقع بالعلم النافع، والعمل البنّاء. فهل نحن فاعلون؟!.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :