facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إخوان مصر، هل من تنازلات ؟


د.حسام العتوم
19-06-2014 09:19 PM

لقد أصبح فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم مشاركة اقل 51% من المصريين الذين يحق لهم الاقتراع في انتخابه والحصول على 96,6% منها لصالحه حقيقة واستحقاق رئاسي سابق ، وحصول منافسه الوحيد حمدين صباحي على 3% من هذه الأصوات وهو الذي لا يمثل اخوان مصر بقوة ولم يضع الاخوان كل ثقلهم في ميزانه فإن الأمر يتطلب من من يخسر الجولة الانتخابية الرئاسية يبارك لمن فاز وهو عرف ديمقراطي لا غبار عليه، وفي الوقت الذي فيه طالبت سابقاً في كتاباتي السيد الرئيس السيسي تقديم تنازلات تجاه المعارضة التي يقودها الاخوان عن طريق مصافحتهم ومحاورتهم وزمزمتهم أي تقريبهم من السطلة واشراكهم فيها بوضوح وعدالة والعمل على اخراج الرئيس السابق الإخواني محمد مرسي من سجنه وكل من تم سجنه منهم على شكل قادة وأعضاء من أجل فتح صفحة جديدة متجددة معهم لصالح أمن واستقرار مصر التي انتقلت بسرعة من القومية الاسلامية الى القومية العروبية عبر صناديق الاقتراع فإن عقارب الساعة يجب ان تتحرك ايضا من طرف الاخوان انفسهم لمد يد المصالحة السياسية الحقيقية والميدانية .

لا أطالب هنا الاخوان الاعتذار فقط جراء النتائج السلبية للانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في ميدان التحرير أو جراء اصطدام نظامهم مع الجيش المصري ابان قيادة المشير السيسي له لكنني اتمنى منهم الجلوس على طاولة الاعتذار والحوار المشترك مع السلطة في القاهرة والتي هي وبمشاركة كافة شرائح المجتمع المصري السياسية وغيرها للجميع وليست مسجلة باسم قائد واحد مثل السيسي الذي أثبت بسرعة تواضعه واحترامه لشعبه الذي صوت لصالحه أو الذي لم يصوت أو لم يشارك بالمطلق بها تحت تأثير التحريضات السياسية المفهومة عن قرب وعن بعد أيضا، فالأخطاء تحصل والاجتهادات كذلك لكن مصر تبقى فوق كل اعتبار ، وما ينتظره العرب والعالم منها الشيء الكثير، والقومية المصرية عمقها بالتأكيد عربي، وهي على تماس مع افريقيا ودول اوروبا والعالم .

اخوان مصر هم في الاصل جماعة من المسلمين تنادي بتطبيق شرع الله، وهي مرتبطة بتيار عالمي وسبق للمفكر حسن البنا ان أسسها في الاسماعيلية عام 1928 على شكل جمعية دينية سرعان ما انتقلت الى القاهرة في الفترة الزمنية بين 1932 – 1938 ، وكانت سباقة من وجهة نظرها الاقصائية الى رفض دستور مصر والدعوة للاحتكام للقرآن الكريم واعتباره دستور حياة ولا ضير في ذلك بالطبع وله خالص الاحترام ، وجدف باتجاه ترسيخ القومية الاسلامية بدلا من المصرية، والدعوة للتحرر من الأجنبي والعمل من أجل بناء دولة اسلامية حرة، وفي هذه الدعوة بالذات نخشى ان يستغلها فصيل داعش الذي يلتقي معها فكرا ويرغب بتطبيقها بين دمشق وبغداد، والاعلام الآن يتحدث عن ولادة نواة لها في القاهرة، والاخوان في مصر بالمناسبة هم أول من رفضوا الحزبية السياسية وهو توجه اقصائي أيضا وعدم القبول بالآخر، وفي المقابل حاولوا التقرب من الملك فاروق وعندما أحس بقوة حجمهم وتفوقهم على حزب الوفد عمل على حل جماعتهم، وهكذا فعلوا مع جمال عبد الناصر وثورة الضباط الأحرار 23 يوليو بهدف مواجهة الإنجليز، وفي كل مرة كانت لهم النجاة من هدم الأحزاب كونهم جماعة وجمعية دينية دعوية .

يستمر إخوان مصر في مماحكة جمال عبد الناصر عام 1953 بواسطة الطلب من مجلس ثورة الضباط الأحرار عرض قوانين الدولة على مكتب الإرشاد للتأكد من تطابقها مع شرع الله، لكن عبد الناصر رفض ذلك واعتبرها وصاية على سلطاته الدستورية، وبدأ بعدها حراكهم السياسي لمطالبته بالعودة للحياة المدنية بعد الانتهاء من مهمة ترتيب السلطة السياسية في البلاد، وفي عام 1954 سجل الاخوان على انفسهم في ميدان المنشية محاولة اغتيال جمال عبد الناصر وتم حظر أعمال الإخوان واعدام أهم قادتهم مثل عبد القادر عودة والشيخ محمد زغلي وهو من علماء الازهر، وفي عام 1964 رصدت محاولة ثانية لاغتيال جمال عبد الناصر من قبل حسن البنا، وفي عام 1966 تم اعدام سيد قطب، وفي عهد أنور السادات تجددت مصالحة الإخوان وأغلقت السجون التي كانت تأويهم، وبعد حرب أكتوبر 1973 تم توقيع معاهدة سلام منفردة مصرية مع اسرائيل عام 1979 سميت بكامب ديفيد، وهي التي عارضها الاخوان بسببها تصادموا مع السادات وتم اعتقالهم، وفي عام 1981 اغتيل السادات تاريخ 6 اكتوبر يوم العرض العسكري والاحتفال بانتصار حرب اكتوبر على يد الاسلامي المتشدد خالد الاسلامبولي وأعوانه وهو الذي اعدم لاحقا رميا بالرصاص عام 1982، وبدأ عهد حسني مبارك بمصالحة الاخوان ثم تأزمت الأحوال بسبب العلاقة المصرية مع اسرائيل وامريكا، وفي عام 2005 خاض الإخوان الانتخابات البرلمانية وحصدوا 88 مقعدا، ووعدوا بالعدالة وبتعزيز الوحدة الوطنية ورفعوا شعار (الاسلام هو الحل ) وهو اقصائي ملاحظ من قبل الغير.

وقف الاخوان ضد تولي المرأة والأقباط حقائب في رئاسة مصر عام 2010 ورفضوا دخول الانتخابات البرلمانية عام 2011، وبعد ثورة 25 يناير اسس الاخوان في مصر حزب الحرية والعدالة 6 يونيو 2011 وانتخب محمد مرسي رئيسا، والمفكر السياسي المسيحي رفيق حبيب نائبا للرئيس، وعصام العريان ومحمد سعد مساعدين، ودخل الاخوان البرلمان عام 2012 بنسبة 47% من المقاعد، و59% من الشورى لكن الدولة حلت البرلمان، وقبل صعود مرسي لسدة الحكم توقع كتاب ( لو حكم الاخوان) عزلة مصر لعدم وجود استراتيجية سياسية دقيقة لديهم وهو ما حصل لاحقا حيث لاحظ العالم انهيارهم السريع؛ يقول مركز الاهرام للاستراتيجيات الرئيسية بأن عدد جماعة الاخوان وصل ال 2.5 مليون شخص، بينما يرى عبد الستار الميلجي القيادي المنشق عن اخوان مصر وحسب تصريحه لجريدة المصري اليوم 25 يونيو 2008 بأن عدد الاخوان آنذاك لم يتعدى 100 ألف والعاملين منهم لا يزيد عن خمسة ألاف شخص، و10 محافظات مصرية خالية منهم .

كل ما نتمناه على اخوان مصر هذه الأيام هو القبول بحراك النسيج السياسي المصري بكافة الوان طيفه والتصالح مع السلطة الجديدة، ومصر لن تكون أم الدنيا بالارتكاز على الفوضى والعنف والخراب والمؤامرات، لكنها ستبقى أم الدنيا وأما لكل العرب بالاستقرار والامان والانتاج وبالوقوف صفا واحدا الى جانب دعاة الاعتدال والسلام والحرية؛ يقول الكاتب العربي المصري الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه مصر إلى أين؟ ص 231 (نحن بلد في أزمة خطيرة تهدد وجود الدولة فيه، وذلك تحد لم يواجهه هذا البلد على طول ما واجهه في تاريخه الحديث من تجارب :حرب الثورة ... حرب الحرب...وحرب الغزو، لكنه لم يواجه في ذلك التاريخ الحديث تجربة خطر تهديد الدولة)، وفي ص 238 من نفس الكتاب يقول هيكل بأن الدولة المصرية وبنيانها ومؤسساتها هو ما يجب ان يتغير ، وليس مجرد اعادة توزيع السلطة فيها ، والسبب الأساسي اننا لم نفهم فكرة المرحلة الانتقالية ، قصرنا فهمنا لها على انها انتقالية من سلطة الى سلطة وليس من حال الى حال ، الأزمة . الثورة . مرحلة الانتقال .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :