أكثر ما يلفت النظر وخاصةً في هذا الشهر المبارك ما تمارسة بعض الكافيهات والمقاهي من عمليات نصب واحتيال وسرقة للزبائن وبشكل فاضح، لدرجة أنّك تتخيل نفسك في سهرة رمضانية في طوكيو! والمشكلة الكبرى اننا نقبل بهذه السرقات وندفع ونسكت!! فاذا ذهبت الى بعض الكوفي شوبات في قلب العاصمة يبدأ مسلسل السرقة بموقف السيارات ثم زجاجتي ماء على الطاولة ثم بعد ذلك يبدا "برستيج" الطلبات منك على اعتبار انك "مُهم" او ما يسمى (VIP). فإذا قررّت ان تذهب أنت وعائلتك أو عدد من أصدقائك الى بعض الكوفي شوبات المعروفة لقضاء سهرة رمضانية فإننّي أنصحك بالذهاب الى طوكيو لأنّها اقتصادية اكثر، وسوف تتمتع بجودة خدمة أعلى. فلا سمح الله إذا طلبت عصير لك ولضيوفك او لأفراد عائلتك مع "برستيج" الأرجيله وكان العدد مثلاً (4) اشخاص فإنك سوف تدفع ما لا يقل عن (80) ديناراً اردنياً عدا عن البغشيش وموقف السيارة وغيره ليصل المجموع الى (100) دينار. أما اذا طلبت وجبات فالافضل بيع سيارتك أو رهنها لمؤسسة مالية. والادهى من ذلك تم إضافة سرقة جديدة اسمها (Cover Charge) والتي لا أعرف ترجمتها وفقاً لمفهومهم، ولكن أستطعت أنْ افهم انه يجب أنْ يدفعها الزبون (3 دنانير عن كل شخص) بمجرد دخول الكوفي شوب العتيد! والأسوأ من ذلك انّ الزبون يدفع بدل خدمة ويتلقى اسوا خدمة واذا لم تدفع بغشيش (Tip) فانك لن تتلقى خدمة جيدة ولن يكون هناك استقبال جيد (Prestigious) في المرّات القادمة.

وعند الاستفسار عن فاتورتك يكون الجواب "هيك السيستم" او "هيك السياسة". طبعاً، غالبية الناس لا تجادل وخاصةً من لديه ضيوف أو أصدقاء لأنّه وفقاً للقاموس الاردني فهذا يعتبر "عيب" "فاسكت أحسن لك" ثم تدفع وتغادر لانك في طوكيو وليس في عمان. أقول هذا سرقة ونصب واحتيال بكل معنى الكلمة ويجب أنْ تتوقف هذه الأماكن عن سرقة المواطن الأردني سواءُ بقوة أكان بقوة القانون أم بقوة المقاطعة في هذا الشهر الفضيل وما بعده.

وتجدر الإشارة إلى اننا نعرف ان هناك تصنيف سياحي ومصاريف وإيجارات وديكورات وخلّوات وغير ذلك تضاف جميعها على فاتورة الزبون ولكن هذا لا يبرّر السرقات التي تحدث للزبائن في هذه الكوفي شوبات أو المقاهي.

أعتقُد أنّنا بحاجة الى مقاطعة بعض هذه الأماكن ولو لمدة اسبوعين فقط وعندها فقط سنرى ما هو حال هذه المحال والكوفي شوبات دون زبائن والبدء بتحقيق خسائر!! رأس مال هذه الاعمال الحقيقي هو الزبون الزبون الزبون.

فلماذا لا نتحرك حتى نوقف سرقتنا تحت حجج واهية سنبقى تحت رحمة سرقتهم؟ إلى متى سنبقى تحت رحمة بعض هذه الاماكن التي تسرقنا علناً؟ الحل الوحيد هو وعي الزبائن والاعتراض على كل ما لا يعجبهم وبخلاف ذلك سنبقى تحت رحمتهم. يجب أنْ نعلم انّ كل واحد منّا هو رأس المال الحقيقي لأيّ نوع عمل حيث اذا لم نقوم بارتياد هذه المقاهي أو الكوفي شوبات فلن يكون هناك "بزنس" و "ربح" واذا لم نشترِ فلن يكون هناك "عمل ناجح".

وتذكّروا دائماً انّ كل كافية او مقهى او كوفي شوي او متجر له بديل وانت الذي تحدده. ويجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من اجل نشر الوعي الاستهلاكي حول ممارسات الكوفي شوبات والمقاهي التي تستهتر بالزبائن وتسرقهم بشكل فاضح. هل وصلت الرسالة؟ اتأمل ذلك.