هل تعرف كيف يفكر جارك؟ ما يجول في خاطرة أعز أصدقائك؟ من هو المثل الأعلى لابنك أو لأبنتك؟ ... من منا يستطيع قرأة مكونات القوة الفكرية عندهم .. من فينا يقرأ العقل الباطني لديهم .. من منا يعرف ماذا يحب وماذا يكره شبابنا؟!!
داعش من المريخ؟!!
لا أظن أن أهل داعش .. هم قوم قد هبطوا من السماء .. أو جماعة خرجوا من باطن الأرض .. أو جيل تم استنساخه بين ليلة وضحاها .. ولا أظنهم كانوا يوما في صحراء الربع الخالي منعزلين ... بالطبع لا ... داعش هي لا ريب ... جماعه كان أفرادها منتشرين بين ابناء جلدتهم ... من ابناء عمومة الجميع ... منهم وفيهم!
كان لابد وأن واحد منهم على الأقل ... كان يلبس الجينز ... مرقعا كان أم ممزقا ... ويصفف الشعر .. افقيا وعاموديا ... كيفما تشتهي أمواج الموضه المتلاطمة ... يتقن لعب فنون النرد والعود والجيتار ... خفيف الظل ... شاب "كووول" بامتياز ... وكان "حبيب "الكل"!
ويكاد من باب اليقين ايضا ... ان احدهم .. كان متعصب مدريدي حتى النخاع ... والاخر برشلوني حتى ما تحت النخاع ... لا يفرح الا اذا فاز فريقه ... وحزن اذا فاز الفريق الاخر .. كان رجل رياضي اجتماعي بامتياز ... فحاز على عقول زملائه وأفئدتهم .. وعشقته الشلة بأسرها!!
من منهم اليوم ... كان يظن أن صاحبنا "الكووول" بامتياز ... أو صديق ميسي أو رونالدو بالأمس القريب ... هو هذا الرجل الداعشي اليوم!
ومن هنا يجدر بنا أن نطرح الأسئلة الهامة جدا هنا ... في صلب الأمن الوطني بعدما تبدل مفهوم الأمن ونغيرت مكونات طبيعة التهدبد ...
هل كانت "داعش" فيهم وهم يعلمون؟
أم "داعش" كانت فيهم وهم لا يعلمون؟!
والأهم من ذلك ... أين كانت الدولة حينها ... وكيف كانت تفرأ وكيف كانت تفكر!!

في الحالة الأردنية: أين هو "الضمير المستتر" المخبئ اليوم في شبابنا؟ وأين نحن من المستتر في ضمير شبابنا؟!
لا غرابة أن هناك دواعش كثر بين ظهرانينا ... علينا أن نتذكر حسب احدى النتائج لاحدى الجامعات المحلية ... أن الشيخ سيد قطب – أبو الارهاب الحديث كما يسمية كثير من الغربيين - كان ولا يزال الأهم اقراءات شبابنا .. "حبيب" شباب الجينز ... والدشداش ... واللحى .. والكوول ...على حد سواء!
لا نريد "لغة" الاردن "غير" من قبيل المباهاة ... الأردن ليس غير كوننا أبعد ما يكون عن شبابنا وهمومهم وقضاياهم .. سياسة الاتصال والمشاركة والتفاعلية الهجينه التي تسر منظمات المجتمع الاجنبي ... هي سياسات أثبتت هشه في الجوهر لا في الشكل ... ومن هنا يجب اعادة النظر في تعاملمنا معهم ... والأهم من ذلك ... نظرتنا اليهم ولأهميتهم!
ولكن نستطيع القول أن الأردن غير .. بجيشة الباسل والأجهزة الأمنيه التي تسهر ولا تنام .. رأس مال استقرارنا واكسجيننا ... كل يوم نسمع عن ضبط كمية من الاسلحه من هذا الجانب أو ذاك .. كل يوم هناك عمل بطولي .. والكثير هناك مما نجهل عنه ... ولكن هذا لا يعني أن يقوم الأمن والامان .. على "الدوائر الرسمية" المعنية بالأمن .. فأساس الامن هو المجتمع .. والانسان .. أولا وأخيرا ... وخاصة فئة الشباب منهم!
الخاتمة: لا يغرنك المظهر .. انه خداع جدا!
لا يعني كل من لبس العباءه .. هو شيخ .. ولا يعني كل من حافظ على شاربه بالرجل ... فالانجليز استعمروا جميل الدول .. من ذوات الشوارب ... وانهزمت من الدول من ذوات "حالقي الشوارب ... ولا يعني كل من لبس الجينز "الممزق" بالمتحضر .. قد يكون .. أكثر عصبية وعنصرية .. ممن يلبس الدشداش ... والعكس صحيح! ومن هنا نقول, اذا ما اردنا ان نخرج من هذا الوهم والضبابية .. علينا أن نسد الفحوة بيننا ... أقلها ان نحترم عقولهم .. قبل أن نحترم أجسادهم .. حتى يستطيعوا أن يثقوا بنا والأهم من ذلك أن نقرأ ما يقرأ عقلهم في الباطن ... والله ولي التوفيق!!