عمون - الحقيقة الدولية - تاكيدا للمعلومات التي توصلت اليها حملة "رسول الله يوحدنا" ونشرتها صحيفة الحقيقة الدولية في عددها الماضي رقم 107 عن اثر المقاطعة العربية والاسلامية للبضائع الدنماركية اثر اعادة 17 صحيفة نشر رسوم كاريكاتورية بقصد الاساءة الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد شهد امس مؤتمرا عن الديمقراطية في البرلمان الدنماركي مواجهة ساخنة بين رجال الاعمال الذين احتجوا على ما اقترفته تلك الصحف من جريمة وبين حكومة بلادهم التي لم تتقدم خطوة واحدة اتجاه ادانة الرسوم المسيئة لانقاذ اقتصاد الدنمارك من الدمار.


واعرب رئيس الغرفة التجارية في الدنمارك نيلس ديو ينسن عن أسفه لسياسة بلاده الخارجية وتعاملها مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول متهما الحكومة بعدم إدراك مدى الأخطار التي تتعرض لها التجارة الدنماركية الخارجية وخاصة مع الدول الإسلامية ومنطقة الخليج بشكل خاص.

وكانت حملة رسول الله يوحدنا وزعت مؤخرا نصف مليون ملصق تدعو المواطنين في الاردن الى مقاطعة المنتجات الدنماركية احتجاجا على اعادة 17 صحف دنماركية نشر رسوم كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للرسول بعد ان بلغها من مصادرها في الدنمارك بان مصانعا اغلقت خطوط انتاجها بسبب تلك المقاطعة التي انتشرت في البلاد العربية والاسلامية.

وقالت مصادر الحقيقة الدولية في الدنمارك بان وزارة الخارجية هناك انشأت غرفة طواريء لرصد حملة "رسول الله يوحدنا" خاصة والمبادرات الاخرى في الدول العربية والاسلامية التي انشئت عقب نشر الرسوم المسيئة في صحف بلادهان وذلك بهدف التحرك السريع بالاتجاهات التي تضرها لا سيما الاقتصادية.

وتاكيدا على ان المقاطعة بدات تضرب الاقتصاد الدنماركي في مقتل، بين ديو ينسن في تصريحات صحفية امس ان " حرية الرأي والفكر وديموقراطية الدنمارك يجب أن تخضع للمحاسبة، وحياة الرفاهية التي يعيشها الشعب الدنماركي سببها نجاح التجارة الخارجية للشركات الدنماركية ودخولها السوق الإسلامية بشكل كبير ولكن أزمة الرسوم تكاد تقصم ظهور أكبر الشركات الدنماركية متأثرة بسياسة الدنمارك الخارجية".

ودعا رئيس الغرفة التجارية " الحكومة والأحزاب التي تقف مع المبادئ والقيم ضد مشاعر المسلمين إلى إنهاء الأزمة برمتها وفتح صفحة جديدة مع الدول الإسلامية على أساس الاحترام المتبادل بينها"، معبرا عن قلقه من خسارة السوق الإسلامية إثر تصاعد لهجة العنصرية في الدنمارك ضد الإسلام.

وكانت قضية الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم سيطرت امس على أعمال مؤتمر خاص ترعاه الحكومة الدنماركية عن الديموقراطية، خاصة بعد ان وجه رئيس الغرفة التجارية الدنماركية انتقادات حادة للقادة السياسيين بسبب دفاعهم عن هذه الرسوم التي كبدت الدنمارك خسائر فادحة، جراء المقاطعة العربية والإسلامية للمنتجات الدنماركية.

ونتيجة معارضة قيادات تجارية دنماركية لنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد اضطر منظمو هذا المؤتمر الذي عقد في مقر البرلمان الدنماركي، برئاسة وزير الخارجية بيير ستيغ موللر ومشاركة وزير التعليم والتربية بيرتل هاردر ووزير الثقافة بريان مايكلسن لتعريف المجتمع والمهاجرين بديموقراطية الدنمارك وأوروبا بشكل عام الى ازالة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.

ويشار الى ان الخبير القضائي في جامعة كوبنهاجن هننيك كوش انسحب من رئاسة المؤتمر اعتراضا على إثارة موضوع الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الحوار، مطالبا بألا تستعمل هذه القضية كحصان طروادة ضد الإسلام والمسلمين.