facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسيرة الاصلاح و اصلاح المسيرة !!!


المهندس هاشم نايل المجالي
23-08-2014 01:18 PM

القول حينما لا يقترن بالفعل يصبح مجرد شعار او كلام في الهواء لا يستفاد منه شيء مثله مثل تلك الاستراتيجيات التي تعج بها ادراج الوزارات والمؤسسات ولكنها لا تجد طريقها الى التنفيذ فتبقى بلا قيمة تذكر بالرغم انها كلفت المبالغ الكبيرة لإعدادها ولذلك فان الله سبحانه وتعالى مقت في كتابه الكريم من يقول ولا يفعل حيث قال (كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) وفي آيات اخرى كثيرة طالب الله فيها عباده بالعمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ومن هذا المنطلق نشاهد كيف ان الدول المتقدمة والشعوب المتحضرة تعمل بتلك التوجهات فاستطاعوا ان يبنوا اوطانهم ويحققوا الحياة الامنة المستقرة لشعوبهم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بالرغم مما مرت بها تلك البلاد وحروب عصفت بها ودمرت بنيتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية الا انها قامت من جديد بفكر واستراتيجيات جديدة قابلة للتطبيق والتحديث والتطوير.

بينما لا توجد في ثقافة الحكومات العربية مراجعة للخطأ او التقصير او الاعتراف به فنجد أنها ما أن تخرج من خطأ حتى تقع في خطأ آخر وكأن المسألة قدرية لا يمكن تجنبها وتتحدث تلك الحكومات عن الديمقراطية والاصلاح بانواعه واشكاله في كافة المجالات والميادين وتتحدث ايضاً عن التغير والحداثة والعدالة ولكنها في حقيقة الامر تغرق في العجز والكسل وتغرق في التفرد بالقرار والرأي وتجاوز القانون بالتعيينات وتكرس المحسوبيات والشللية كعنوان ومبدأ لسياستها واستراتيجياتها العملية ليبقى مسؤوليها يعيشون في الفكر التبريري والذي يقرأ الحاضر ويحاكيه ويبرر كثيراً من وقائعه دون ان يثير اي رؤية نحو المستقبل او عناوينه فهو يعيش واقع الحال ويتكيف معه ليحقق مصالحه ومكتسباته ومبرراً عجزه في الانتاج والعطاء ومستنداً ان الازمات فوق طاقة وقدره اي حكومة وهي تراكمات لازمات بينما ليس لديها اي تخطيط واستعداد مسبق او لاحق لما ستؤول اليه الامور من صعوبات بينما نجد ان حكومات الدول المتحضرة تستند على الفكر التنويري وهو الفكر الذي يقرأ المستقبل على ضوء الواقع دون ان ينسى تجارب الماضي فهو فكر متجدد ومتطور ويتكيف مع كافة اشكال وانواع الازمات الداخلية والخارجية بينما نجد ان كثيراً من حكومات الدول المجاورة عاشت في واقع الفكر التكفيري وهو فكر اقصائي والغائي بامتياز يستغرق ويعيش في الماضي وفي الجانب المعتم منه تحديداً دون ان يستأثر بالتطور والتحضر وليس لديه اية اشارات مستقبلية حقيقية انها انماط فكرية مختلفة تتصارع فيما بينها لتفقد كثيراً من الحكومات بوصلتها في تحقيق اي فكر تقدمي يستطيع ان ينهض بواقع الحال من حالة السكون الى حالة الانتاجية والعطاء من حالة الركود الى حالة الاصلاح للمسيرة فلقد بات الحديث عن تراجع في الاداء في كافة القطاعات والميادين سواء الاستثمارية او الاجتماعية وحتى السياسية حتى بات الاقتصاد شبه مجمد مع نزوح الاستثمارات الى الدول المجاورة خاصة مع تراكمات كافة اشكال الفساد في كلا القطاعين الحكومي والقطاع الاستثماري الخاص للشركات المنهارة والمتعثرة حتى اصبحنا في أزمة اقرب الى ان تسمى ازمة الضمير خاصة بوجود منتهزين لأي فوضى او أزمة ليتم استغلالها لتحقيق مكتسباتهم ومصالحهم الشخصية دون ان يكون لديهم اي نضوج فكري وطني او انساني لطرح الحلول للازمات.

حكومات ما ان توجهها ازمة في محافظة ما حتى تسارع لاطلاق التصريحات حول توجيه لتنفيذ مشاريع تنموية بتلك المحافظة وترسل الفرق الاقتصادية والاجتماعية لتعقد الاجتماعات تلو الاجتماعات والدراسات تلو الدراسات والزيارات الميدانية واللغط الكلامي الذي شبع منه المواطنين بتلك المحافظة قائلين ( افلام محروقة).

فهل بحثنا يوماً عن الكشف والتنقيب عن اسباب التكلس التنموي والحضاري لدينا وهل بحثنا يوماً عن الادوات الكفيلة لتذويب وتفكيك عقدة داء الانفصام الحضاري لدى كبار المسؤولين لدينا وهل حاولنا يوماً اكتشاف ما مقدار قوة وقدرة الكثير من المؤهلات المتوفرة لدينا لخوض المنافسات الحضارية ذلك يحدث اذا امتثلنا لمراجعة اطباء الفكر وصناع المجد لنهضة هذا الوطن والتزمنا بصفات العدالة والانصاف والعمل على بناء الذات والتنمية البشرية وبناء اجيال علمية وفنية مهنية وان اتبعنا اسلوب الاصلاح المتجدد معتمدين منهج الفعل اكثر من منهج التنظير والقول وفبركة الكلام ودغدغة العواطف حاجتنا لنظرة ثاقبة عملية لتنقلنا من مرحلة التعبير والتنظير لمرحلة الفعل والتغير من وضع التكلس والتخلف والبكاء والنواح لمظلوميه وطن عاش بين دول الازمات الى مرحلة الانجاز والتكييف والفاعلية وتقوية الارادة بتزكية الروح الوطنية المنتمية وتسخيرها للمحافظة على امن واستقرار الوطن وللعمل والعطاء ولتسير من عالم الوقوف عند نقطة البدء التي لا زلنا نعيشها الى عالم الانطلاق نحو الافق الحضاري من عقلية الاتكال والانهزام الى عقلية الارادة والتفاؤل والمحاسبة والانجاز فهي حقاً استراتيجية " استراتيجية الاصلاح واصلاح المسيرة " تستحق الاخذ بعين الاعتبار من كافة من لديهم ولاء وانتماء وطني مع العناية والاهتمام بالفكر النهضوي واعداد الجاهزية النفسية لأبنائنا لوضع اليات التمكين الذاتي المجتمعي وبناء القدرات المؤسسية في المجتمعات المحلية لا ان يكون الاصلاح تدمير لمستقبل الشباب وارادتهم وتحطيم نفسياتهم في ظل وجود من هو على استعداد لتبنيهم بفكرة المتطرف
إن الايمان والعبادة بعيداً عن التطرف والتعصب تعتبر مولد لطاقة الانسان الحركية والمتزنة وسند الوقاية المناعية ضد اي حركات تكفيرية متطرفة تريد النيل من الوطن فالعقل المتزن هو مركز حراسة الروح من الاضطراب واداة توجيه للانسان نحو الفكر والفهم والادراك لا للانحراف ولتحصين الفرد من مدخلات سلبية عقيمة مع اهمية الانفتاح المتزن على كافة الانشطة الفكرية والذهنية المرتبطة بواقع المجتمع .
نحن بحاجة لحكومات تفتح ابواب التجديد على مصرعيها في كافة الميادين وتأخذ بيد الشباب وغيرهم بفضل الارادة وعشق العمل والعطاء والبحث والابتكار وفوران للعزم لتصبح البيئة في الوطن مشاتل تحتضن فسأل الشباب بالعمل والانتاج والاختراع فكل الميادين العلمية والعملية والمجتمعية هي قاطرة الشباب نحو المستقبل حكومات يجب ان تتسم بالعمق والفهم لتصبح ميناء او مطار او منطلقاً للامة لتكون دائرة تخطيط للاستراتيجيات التي تحاكي الواقع لتعطي ثمارها لان استراتيجيات البناء الحضاري هي دراسة في منهج البناء والبناء الذاتي للانسان بديمومة الحركة والانفتاح الثقافي المتوج بحصانة الذات من كافة المدخلات وتمكينه من مواجهة الفكر المتطرف هذه هي الحكومات والاستراتيجيات التي نريد .

المهندس هاشم نايل المجالي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :