عمون – محمد الخوالدة - "ان خليت بليت " مثل شعبي يضرب بكثرة في محافظة الكرك ويعني ان الناس الخيرين موجودين في كل الازمان وكل الاماكن ، هذا المثل ينطبق تماما على حادثة فعلية تعكس الامانة في ابهى صورها، هذه الحادثة وقعت فعلا في احدى مناطق جنوب محافظة الكرك حين اوصى اب وهو على فراش الموت ابنه الوحيد باعادة حقوق مالية وعقارية لاعمامه، اذ كان والد هذا الاب، (اي جد الشاب) قد كتب كامل ارثه رسميا باسم احد ابنائه (والد الشاب) كونه اكبر اخوته واوصاه بشكل غير معلن ان يعطي تاليا كل ذي حق من اخوته بعد ان يشتد عودهم مايستحق لهم.

كان بامكان الشاب وقد فاجأ والده المرض والموت العاجل قبل ان يعلن هذا الوالد امرالوصية له ان يظفر بكل ما تركه والده وان يضرب بوصيته عرض الحائط، لكنه الايمان بالله والورع والتقوى حيث اعلن الابن الشاب امر الوصية لاعمامه وورثتهم فاعطى كلا منهم حصته وفق منطوق الشرع الاسلامي واكتفى هو بنصيب ابيه.

تؤكد هذه الحادثة ان الدنيا لازالت بخير وان الطمع والجشع ان كانا مستحبان لدى اناس فانهما مرفوضان من اخرين يخافون الله ويخشونه ومنهم الشاب مدار الحديث والذي هو بالتاكيد واحد من بين شباب كثر من شباب الوطن، ثم ان الوالد المتوفى ووريثه الشاب ضربا مثلا يقتفى في حفظ الامانة وانفاذ الوصية التي يقول رجال دين ان تنفيذها واجب ان كان بما ينسجم ومفهوم الشرع الاسلامي ومؤيدا بكتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.