facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف انجليزياتوه ؟؟


علاء الطراونه
25-03-2008 02:00 AM

قبل أن أبدأ مقالي هذا اقدم تحية اجلال واكبار لعمون الحضن والملاذ والملجأ و لصديقي العزيز عاطف الفراية والذي بلور أرق المشاعر الانسانية التي يمكن ان تخطر على بال بشر بكلمات بسيطة مؤثرة معبرة منبعها ذلك الحب الكركي الأردني الأصيل الصادق والحزن الحقيقي لكل ألم أصاب عزيز وغال والذي كان في تلك الحالة أنا المصاب بمشاكل في القلب استدعت ذهابي للصين في محاولة لتغييره بالكامل والحصول على قلب صيني كقلوب أبطال الكونغ فو كما تمنى عاطف والذي كلما شكرته على الهاتف قال لي : لم أفعل شيئا هي مشاعري عبرت عنها وفقط , أما المعلقون على مقاله فلا أملك أن أقول لهم شيئا سوى شكرا وشكرا جزيلا فكل كلماتكم زاد في الايمان ايمانا وعلى العزم عزما وما دعواتكم الا بركان من الأمل أشعل ثورته في وجه الأوجاع والخوف من القادم .

أما بعد ,
ومن شباك غرفة في الطابق الثاني عشر بمستشفى تيدا بمنطقة تيانجن اسرق بعض الدقائق وعلى غفلة من الممرضة السجان التي ترافقني 24 ساعة لأرى عبر ذلك الشباك عالما بأكمله هنالك مدرسة وجامعة كبيرة وعريقه وهناك ايضا بعض المصانع التي عرفت بأنها كذلك نتيجة الادخنة المتصاعدة منها وهنالك شارع كبير في الأسفل ومفترق طرق صمم بأريحية وصالح للاستخدام حتى 50 عاما مقبلا دون أن يفكر المعنيون هنالك باجراء اي تعديل عليه أو توسعته كما اشاهد بعض المارة والذين يمشون بشكل جاد وهادئ في الوقت ذاته .

بصراحة لم أعرف بأنني يمكن أن أواجه في حياتي يوما ما شباكا مليئا بكل تلك الحياه ولم أصدق بأنني من الممكن أن أقف أمام شباك مزدحم وممتلئ الى ذلك الحد ونتيجة ثقافتي بالوطن وبأشيائه كان ذلك المشهد بالنسبة لي معجزة من معجزات رب العباد اذ انني تعلمت في الأردن باننا مازلنا نحبو على طريق النمو وبأن تجميع كل تلك العناصر في مشهد واحد يستدعي جهدا وطنيا دؤوبا وعملا منظما ومبادرات وشعارات ومؤتمرات وحافلات تنقل من والى البحر الميت ( لا أعرف لماذا ) وندوات وورش عمل ومناسف وجرائد تفيض صفحاتها بالكلام والثرثرة ورعايات المسؤولين ودعمهم ومؤازرتهم للجيل الشاب وخطابات ولقاءات علنية وجانبية وخلفية وأمامية ومناقشات ومهاترات وأحيانا هوشات واعتذارات وتصريحات اعلامية وتلفزيونية نارية ونستهلك في الوقت ذاته مزيدا من الألبسة الفاخرة والكنادر الايطالية وربطات العنق المبهرجة ونحمل أجهزة الحاسب المحمول " اللابتوب" وبعض الملفات وادعاءات بالسرعة والاستعجال وتكاد ترى الأردن بشعبه ومؤسساته واداراته منشغلا ومتحفزا ولا وقت لديه حتى للكلام علما بأن جميع ما نقوم به لا يتجاوز تنشيط مهاراتتنا الكتابة والكلامية وزيادة منسوب الناتج الوطني من الثرثة والمحصلة صفر في صفر مطلق .

نحن نعيش حراكا وفقط لم يسفر عن شيء نحن نتحرك لأجل الحراك فقط ويصبح النقد ورده هدفا بحد ذاته دون أن نكون معنيين بالنتائج في يوم من الأيام نعقد الندوات ولا نتابع ما بعدها ونفرح باستضافة المؤتمرات لنخرج في المحصلة بأننا شعب مضياف وترانا فرحين بتلك النتيجة التي لا تقدم أو تؤخر في حالنا شيئا , ننشغل بمناقشة الوضع الراهن من غلاء وارتفاع في الاسعار وضنك في العيش وما يرافقه من مهاترات اعلامية ما بين مؤيد ورافض وناقد وفي النهاية لا يقدم أحد برنامجا أو مقترحا للحل أو الرقي بمجتمعنا وتقديمنا للعالم على أننا دولة بامكانها الاضافة " اضافة اي شئ " لهذا الكوكب .

غالبا ما نرفع رؤوسنا فخرا ونصدق التقارير الدولية التي تجعلنا في المرتبة الأولى بمستوى التعليم على مستوى المنطقة وتراني اضحك في داخلي عندما أرى مثل تلك التقارير ويكون أول استفسار أوجهه لنفسي هو أين مخرجات ذلك التعليم ؟ وماذا اضاف الينا ؟ , نحن لا نخرج الباحثين ولا نخرج العلماء ولا نخرج المفكرين , نحن نخرج أفواجا من الباحثين عن الوظائف وعن لقمة العيش فقط نحن نخرج الاكاديمين لتعليم ما تعلموه للأجيال اللاحقة ليصبح التعليم بحد ذاته هدفا دون أن يكون له أي جدوى تذكر في انعكاس ايجابي على الارتقاء في المجتمع وبالفرد وتغيير أنماط التفكير البالية بمختلف أشكالها وألوانها .

ما هي الصناعة التي نبرع فيها ؟ رغم كل المتعلمين والمثقفين والدارسين لدينا ولماذا ينصب جل اهتمامنا على القطاعات التي لا يكون تطورها سوى انعكاسا لبنية متينة من اقتصاد قوي يستوعبها ويستوعب متطلباتها ؟ لماذا ينتعش القطاع العقاري ولماذا نشيد الابراج والمباني الفاخرة ونقحمها وسط مجتمعات لا تحتاجها أساسا , ففي كل دول العالم التي انتعش فيها البناء وشيدت فيها الابراج كان ذلك نتيجة حاجة ملحة خلقتها بنية اقتصادية وصناعية قوية أدت الى ضرورة التوجه لتنشيط قطاع العقار وقطاع الخدمات أما نحن ونتيجة ثقافة العرط والتبجج والادعاء والاحتيال أقمنا قصورا من الوهم على اساس هش ومتهالك وخلقنا طفرة في العقار والخدمات لا تخدم الا العقار والخدمات فقط ولم تأتي استجابة لأساس قوي ومتين من الصناعة والابتكار والانجاز .

ما هذه الثقافة الزائفة والتي تسمح لملطوش ما يجيد التعامل مع الكومبيوتر ويبرع في عرض الشرائح عبر البوربوينت ويلطّش بعض الكلمات باللغة الانجليزية تسمح لأمثال أولئك بالحصول على مرتبة متقدمة على اصحاب الفكر والاكاديمين والمثقفين .

تعنينا المظاهر أكثر مما يعنينا المضمون ولقد اكتشفت بعد ذهابي الى الصين بأن اللغة الانجليزية ليست مهمة أبدا فقد واجهت عمالقة في الطب والتمريض لا يتحدوث الانجليزية أبدا ولا يجيدون سوى اللغة الصينية وأنا الذي علمني الأردن بأن لا مكان على هذا الكوكب لمن لا يتحدث الانجليزية ولا يبرع فيها , لأكتشف بأن تلك كذبة كبرى فتلك الدولة التي يتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة بالكاد تجد من يستطيع التحدث بها الا من رحم ربي والقليل القليل وها انا ازيل غمامة كبيرة من الكذب والاستغباء عندما اكتشفت بأن ثلث سكان هذا الكوكب لا يعرفون اللغة الانجليزية ولا يتداولونها أبدا , علما بأن تلك الدولة المتمسكة بلغتها وبعاداتها وبتراثها أغرقت العالم بصناعاتها ومنتجاتها وبالكاد يخلو بيت في العالم من منتج صيني كبر حجمه أو صغر , وما زالت المحصلة في الأردن صفر في صفر مطلق وما زال اللابتوب واللطوشة الانجليزية هي مقومات النجاح والوصول واذا اراد شخص ان يستعين بشخص مهم لتعيين ابنه فيكون أول سؤال يسأله ذلك المسؤول وقبل السؤال عن مؤهله الجامعي هو : كيف انجليزياتوه ؟؟ العالم بأكمله يتقدم وما زلنا نسأل ذات السؤال .... كيف انجليزياتوه ؟؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :