facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تضخيم "داعش" !


جهاد المحيسن
28-09-2014 03:16 AM

عندما كنا نحذر من سطوة الفكر التكفيري على مجتمعاتنا، لم نقصد بذلك الصورة التي هولتها الإدارة الأميركية وحلفاؤها من الدول والأفراد والمنظمات، والفرق المحمولة جواً، وتهويل حجم قوتها العسكرية وسرعة انتشارها كالنار في الهشيم!

كان المقصد من الحديث عن هذه الجماعات المتطرفة، إيقاظ المجتمع من الهيمنة الفكرية عليه، التي استمرت لعشرات السنوات وتعود لما قبل طفرة "البترودولار"، حيث تم تصدير هذه الأفكار السلفية الموغلة في العنف وعدم التسامح مع "الأنا" و"الآخر"، وجربت في مواقع كثيرة في مصر عبدالناصر ولبنان في الحرب الأهلية.

ما حدث من تحالفات قادتها الولايات المتحدة مؤخرا، للقضاء على "البعبع" "داعش" الذي صنعته هي وموله المال العربي، يصب في خانة إعادة تفكيك المنطقة ورسم خرائط جديدة لها تتناسب وطبيعة مصالحها ومصالح "إسرائيل" في المنطقة، فبعد سنوات من إنهاك الجيش السوري، في حربه ضد القوى التي تحقق المشروع الأميركي في المنطقة، وجدت "واشنطن"، أن اللحظة التاريخية قد أصبحت مناسبة لتحقيق حلمها عبر الحديث عن الخطر الذي يمثله الإرهاب "الإسلامي" على العالم، فكان لا بد من وضع حد له، وكأننا شعوب مغفلة لا تستطيع تحليل مضمون الهدف الأميركي في المنطقة.

نتفق تماما مع الرؤية الواقعية التي تقول إن هذه الجماعات خطر على الدين الإسلامي، من حيث كونها جماعات يصدق فيها قول الحق تبارك وتعالى " الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، من هذه الزاوية القرآنية البرهانية، نفهم شكل الخطر الداخلي، الذي يتهدد العرب والمسلمين.

لكن أن يتم تصوير "داعش" على أنها سوف تحتل العالم، بصورة لا تصلح إلا في خيال المخرج الأميركي، الذي أسس مسبقا لثقافة قطع الرؤوس، والكثيرون يعلمون أن غلاف أشهر المجلات العالمية في الحرب الأميركية على فيتنام، حمل صورة جندي أميركي يحمل في كل يد رأسا مقطوعة من رؤوس الفيتناميين، الذين قتلوا بدم بارد على يد هؤلاء الجنود!

لذلك من حقنا أن نضع مليون علامة استفهام على التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لمحاربة "داعش"، فالقصة أكبر وأعمق وأكثر تعقيداً مما يعتقد البعض، ومن سوء الحظ، أدخلنا هذا التحالف دون أي حساب لمصالحنا الوطنية، بل على العكس بدأ الأميركيون والفرنسيون الأشد كرها وقتلا للعرب في تاريخ استعمارهم، بترويج إشاعات تثير الرعب لدى المواطن الأردني، وتحاول منعه من الخروج بلزوم بيته نتيجة لخطر "داعش" علينا.

السيناريو يتكرر معنا كل مرة ونحن مع الأسف لا نعاني من فقد ذاكرة بل نتمتع بكم هائل من "الحمق" لا يمكن فهمه، أو تفسيره.

الدواعش والجواحش والفواحش والبحاوش، تسكن بيننا ولكننا نعجز عن درء خطرها، لأنها وُجدت لتفتيت الأمة العربية لمصلحة السيد الأميركي وإسرائيل.
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :