facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإسلام بين الأصالة والاغتيال


د.حسام العتوم
11-10-2014 01:15 PM

شتان بين إسلامنا الأصيل حامل الرسالة السماوية السمحة عبر التاريخ ومنذ نزول القرآن الكريم على رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وتحوله إلى روحي ديني واجتماعي سياسي وبين الإسلام الجديد والأسود إن صح التعبير الذي تبنته ما تسمى بالدولة الإسلامية وعبر نهج واضح للإرهاب وممارسة القتل والإبادة الجماعية والتشريد والانطلاق بهذا الاتجاه من جحر تنظيم القاعدة الأكثر شراسة وإرهاباً في العالم، ومن وسط إفرازات قمع السنة في العراق وسوريا من قبل نظاميهما السياسيين المحسوبين على طهران، ومن وسط النتاج الاستعماري الملون والمتشعب والموزع جغرافياً وسياسياً على أكبر أقطاب ودول العالم، وبعد فشل الربيع العربي في تحقيق أهدافه الطبيعية الهادفة لدحر الفساد والظلم والديكتاتورية، فأصبحنا أمام تنظيم واسع خطير أطلق على نفسه بداية دولة العراق والشام (داعش) ثم وسع وبتسارع مساحاته الجغرافية تجاه الأكراد ليخترق الحدود باتجاه هدفه الأبعد السرابي الكامن في الوصول إلى إسبانيا مستنسخاً خارطة طريق الإسلام الأصيل ومختلفاً معه في مضمون رسالته الإلهية السامية، ومفرخاً تنظيماً آخراً إرهابياً تحت مسمى خراسان.
الإسلام الحقيقي لم يولد في بغداد ولا في دمشق وقدم الرسائل إلى الملوك والزعماء على السيف، ففي عام (6هـ) وقعت أحداث صلح الحديبية بين المسلمين وكفار قريش وقت الحج حينما أتى المسلمون إلى هناك أهل قريش وتم منعهم من قبلهم وتم وقف الحرب (10) سنوات وتوجه بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم لدعوة يهود خيبر لله والتوسع في نشر الإسلام فكتب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كتباً للمقوقس حاكم مصر، ولهرقل عظيم الروم، ولكسرى ملك فارس، وللمنذر بن ساوى أمير البحرين، ولهوده الحنفي أمير اليمامة وللحارث الحميري حاكم اليمن، وللحارث الغساني امير الغساسنة، وللنجاشي ملك الحبشة؛ كتب هاشم موسى أبو عماره في كتابه سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم صفحة (120): "لابد من وقفة عند يثرب هذه المدينة التي اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون دار هجرته ومنطلقاً تنطلق منه الدعوة الإسلامية إلى شبه جزيرة العرب ومن ثم إلى العالم كله فقد احتضنت أول مجتمع إسلامي في التاريخ". وفي صفحة (121) كتب هاشم موسى يقول: "هذا وقد نشأت يثرب على الطريق التجاري الغربي الذي يصل بلاد الشام ببلاد اليمن ومن هنا اكتسبت أهمية خاصة رغم أن مكة كانت أكثر أهمية منها في التجارة حيث أن مكة كانت بواد غير ذي زرع، وحول الزعامة الإسلامية في التاريخ فإنها تعود لبيت عبد المطلب بن هاشم وهو ما أكده الدكتور صالح المعايطة في مقال له تاريخ 25/11/2008 في جريدة الرأي الأردنية حيث قال: "من المتفق عليه بين مؤرخي الشرق والغرب أن العروبة لم تعرف للزعامة بيتاً ظلت تتمثل فيه وظل هو يحتفظ بها إلى ما بعد الإسلام غير بيت عبد المطلب بن هاشم فإن المعروف عن هذا البيت هو أنه كان البيت الوحيد الذي ساد الحجاز قبل الإسلام، وفي المقابل لا نقبل بزعامة لغير آل البيت فما بالكم بالتيار الديني المتطرف الداعي لدولة جديدة شريرة تنحر الصحفي العجمي وتهدد أمن الدول المستقرة وتجمع المال والسلاح لممارسة مزيداً من القتل الذي حرمه الله في كتابه العزيز حينما قال تعالى في سورة الإسراء: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) صدق الله العظيم.
انتشر الإسلام الحقيقي في التاريخ والعالم بالارتكاز على عقيدة الدين والإيمان برسالته السامية المعتدلة ولنا في رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2004 قدوة، واستطاع أن يكون حوله عالماً واسعاً مكوناً من (1.300) مليار وثلاثمائة مليون نسمة وأكثر، ودعا للوحدة، لكن الاستعمار والاحتلال أراد له طريقاً مخالفاً لشريعة الله سبحانه وتعالى، فتمزق إلى ألوان طائفية مقيتة وثم غرس الاقتتال والاحتراب في داخله، وانعكست صورته الجديدة هذه على الأوطان داخل عالمنا العربي خاصة، والغريب في الأمر هنا بأن مشروع دولة داعش الإرهابي يحارب بكل اتجاه ويدير حرباً ضد الجميع بينما يستثني إسرائيل فقط، وفي الوقت الذي تشكل التحالف الأمريكي-العربي المحدود مؤخراً لمحاربة (داعش) واقتلاعه من جذوره في موطنه قبل زحفه إلى مناطق جديدة في العالم الإسلامي ووسط مصالح أمريكا نفسها البعيدة جغرافياً تم إبعاد الفدرالية الروسية وإيران ولم يتم استئذان النظام السوري لضربه على أرضه ولا حتى مجلس الأمن لأسباب سياسية ذات علاقة بالحرب الباردة الجديدة التي تم تطويرها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي للإبقاء على النزاعات المسلحة تعمل وتولّد نزاعات جديدة باستمرار ولتبقى أسواق الأسلحة مفتوحة والأموال الكبيرة تهدر لصالحها وليس باتجاه التنمية الدائمة المستدامة، وشخصياً أدعو لإنهاء مثل هكذا حرب والعودة للتصالح والعمل الجماعي الخادم لعالم الكرة الأرضية جمعاء.
نحن في القرن (21) والذي هو قرن الذرة والصناعات الالكترونية والتكنولوجية المتطورة والفضائية كذلك، ولسنا في عصر الجاهلية حتى يتوجه الإسلام الأسود الجديد لتحريرنا ولتعليمنا أركانه حسب تفسيرات منحرفة جديدة تقدم القتل على التسامح. قال تعالى:(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)، وقوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)، وقوله تعالى أيضاً: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن).
خطر دولة أبو بكر البغدادي المكونة من بضعة آلاف من المرتزقة والبكبات المسلحة قد يمتد إلى كل بلاد المسلمين ومنها روسيا ودول السوفييت السابقة عبر القفقاس والوهابية والتتر ووجود (20 مليون) مسلم هناك إن لم يتم التحصن بالوعي الوطني والقومي والإعلام الكاشف للحقائق، والاقتصاد الناهض باستمرار أيضاً؛ فالفقير والعاطل عن العمل والمنحرف صوب الموبقات مثل الإدمان على الكحول والمخدرات الفاتكة مرشح ومستهدف لضمه لحلف العالم الإسلامي الجديد والمتطرف دينياً أيضاً مرشح ومستهدف، وكل الشرائح السابقة يجب العمل على معالجة أوضاعها رغم إن دور الأجهزة الأمنية والتي على رأسها الجيوش الجرارة مهم جداً في ملاحقة مثل هكذا شر مرعب قبل قدومه إلى داخل الأوطان الآمنة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :