facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لنعترف اننا مقصرين ومخطئين بحق .. مجتمعنا !!!


المهندس هاشم نايل المجالي
28-10-2014 05:28 PM

متى تكون مساعدتنا لمجتمعنا سلبية ومتناقصة مع عافية الانسان وعافية المجتمع ومتى تكون مساعدتنا لمجتمعنا ايجابية ومتوافقة معهما ومنتجة .

هناك قصة هندية لا بد من سردها كان على احدى الطرقات في الهند رجل كبير في السن يجلس على جانب الطريق كل يوم يبيع شرنقات وكان على الجهة الاخرى من الطريق صبي يراقبه وفي يوم من الايام سأل الرجل الصبي هل تدري الجمال الكامن في هذه الشرنقة ان كنت لا تدري سأعطيك واحدة لتشاهد جمالها بأم عينيك ولكن من الضروري جداً ان لا تلمس الشرنقة حتى تخرج الفراشة منها فرح الصبي كثيراً بالهدية وركض نحو البيت ليراقب الفراشة فوضع الشرنقة على الارض ولاحظ امراً مثيراً رأى الفراشة تضرب بجناحيها الضعيفين على الغلاف القاسي حولها شعر بأن الفراشة تعاني وانها سوف تموت قبل ان تقدر على كسر الغلاف المسجونة فيه فأشفق الصبي على الفراشة واراد بكل حسن نية وعاطفة جياشة ان يساعدها فقام وكسر الغلاف اندلقت على الفور مادة رطبة بنية اللون وسرعان ما توقفت عن الحركة والحياة فحزن الصبي كثيراً على ما حصل فأخبر الرجل الكبير الذي اهداه الشرنقة بذلك وما حصل معه فقال الرجل للصبي ان الفراشة تحتاج من اجل ان تقوي اجنحتها ولتصبح قادرة على حمل ذاتها ان تضرب باجنحتها على الغلاف الذي يلف جسمها اي انه فقط عن طريق بذل هذا الجهد تصبح الاجنحة قوية وتصبح الفراشة قادرة على الطيران وقال للصبي ان مساعدتك لها منعها من القيام بالجهد اللازم والضروري لنموها وبالتالي سلبها قدرتها الطبيعية وفرصتها الوحيدة للبقاء .

تعكس هذه القصة الواقع في مجتمعاتنا تعكس فقداننا لحكمة غالية جداً الا وهي مدى اهمية عدم القيام بأي عمل او مساعدة يمكن ان يسلب الناس والمجتمعات مما لديهم من قدرات طبيعية ومقومات ذاتية اعتقاداً منا سواء كان ذلك عن حسن نية ام سوء نية بأن ما نفعله هو عمل خير وهذه الاعمال تندرج عادة تحت اسم تنمية المجتمع او تقديم خدمات او مساعدات والتي تبدو وكأنها تعكس نيات حسنة الا انها غالباً ما تؤدي الى ان يصبح الناس والمجتمعات غير قادرين على العيش بدون تقديم تلك المساعدات أياً كان نوعها وأياً كانت الجهة التي تقدمها اي يصبح مجتمع اتكالي .

فنحن بذلك نسلب الناس قدراتهم ومقوماتهم وطرق معيشتهم تحت ادعاءنا تنميتهم وتطوير مجتمعاتهم وخدمتهم ومساعدتهم وهذا هو من اهم اسباب الخلل الذي نفعله ونشاهده في المجتمعات سواء كان ذلك من الوزارات والمؤسسات المعنية او المنظمات والهيئات او الشركات التي تدعم تنمية المجتمعات تحت مظلة المسؤولية الاجتماعية فبدل ان نبني قدرات في المجتمعات المحلية ونؤهل ابناءها وندربهم وندعمهم ونوعيهم الى الآلية السليمة والصحيحة لبناء قدراتهم للانتاج والعمل والعطاء نقوم بتخريب المجتمع وتسكين ابناءه بتقديم المساعدة لهم التي تغنيهم عن العمل والعطاء مهما كان نوع تلك المساعدة .

خاصة عندما تقدم للأسر القادرة على الانتاج مساعدات عينية مختلفة تغنيهم عن العمل والانتاج كذلك عندما نقوم بتوظيف ابناء المجتمع بوظائف يتلقون من خلالها راتب دون ان يبذلوا اي جهد للحصول عليه .

اننا بذلك نسلبهم قدرتهم على التأهيل والتعلم والتدريب وتقوية فكرهم واجسادهم نسلبهم قدرتهم على ادارة شؤون الحياة والقيام بالعمل والانتاج لما يحتاجونه نسلب المجتمع قدرة ابناءه على مساعدة البعض للبعض الآخر تكامليا ًوتوافقياً فعندما نحل الواجب المدرسي عن ابنائنا نحن لم نساعدهم بل قمنا بعمل سلبي فعلينا ان نساعده كيف يفكر ليحل واجباته المدرسية وكيف يجب ان يبذل جهداً من اجل ذلك .

ان سلب قدرات المجتمع الذاتية يؤدي الى تمزيق النسيج الاجتماعي الروحي والتعاوني والانتاجي ويصبح المجتمع اتكالي ان التنمية الحقيقية هي تنمية النفس البشرية اولاً وبناء القدرات المؤسسة في المجتمعات ثانياً لتكون الآلية الصحيحة للانتاج وان يكون الاستثمار في الانسان في بناء وتطوير قدراته لا ان نكون كجهات حكومية او قطاعات خاصة ومنظمات اهلية بمثابة حصان طرواده الذي هزمنا من الداخل واعاد السيطرة وعكس المعادلة ونحن تقبلناه بكل براءة لا مبرر لها احتضنا تلك التنمية وما زلنا نحتضنها بعفوية وعاطفة وبراءة كأي فكرة لا تتناغم مع عافية الانسان والمجتمع والطبيعة ان التفاعل الايجابي والتعامل والتشارك والعمل والانتاج بين ابناء المجتمع من خلال تدريبهم وتأهيلهم وبناء المقومات والقدرات الذاتية لديهم للعمل والانتاج حتى نبني مجتمع حديث ونحقق تنمية حقيقية وخلاف ذلك سيبقى المجتمع اتكالياً غير منتجاً ينتظر المساعدات والهبات وحتى نحرر مجتمعنا من هيمنة وسيطرة شخصيات متنفذة تعيلهم وتتحكم بمصير ابناء المجتمع وتظهر نفسها أنها الجهة الوحيدة القادرة على تنمية المجتمع والقادرة على احضار المسؤولين لخدمة المجتمع كذلك هو الامر لكثير من الجهات بنفس الاسلوب لتصبح مجتمعاتنا ساكنة غير منتجة اتكالية وغير متعافية شعارها لا تفكر نحن نفكر عنك ولا تعمل نحن نعمل عنك ونوفر لك ما تريد دون ان تبذل جهد فالمساعدات اياً كان نوعها لها اسبابها ولها مبرراتها ولها ظروفها عند تقديمها لأبناءنا في المجتمع .

لقد قمنا بتطبيق برنامج للتأهيل المجتمعي في المناطق النائية كمنطقة وادي عربة ومحافظة الكرك وغيرها حيث تم تأهيل وتدريب فتيات غير عاملات من تلك المناطق على كيفية التعامل مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من علاج طبيعي وتدريبهم وتحسين اوضاعهم وتقديم مختلف الخدمات الخاصة بهم كمساند لوزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة والجهات الاخرى حيث لقي هذا البرنامج دعماً من المنظمات الدولية والشركات الكبرى والجهات الرسمية نتج عنه توظيف 25 فتاة من وادي عربة كذلك تم تدريب الامهات حول كيفية التعامل مع هذه الفئات بالطرق السليمة اما فتيات وشباب محافظة الكرك فكان العاملون في البرنامج يتجاوزون ال 250 شخصاً قاموا بعمل مسوحات ميدانية للتعرف على مختلف الاعاقات في المجتمع وتعبئة استمارات متخصصة تم اعدادها بالتعاون مع وزارة التربية والتنمية والصحة وغيرها وعلى المسنين والاسر الفقيرة وتشخيص حالتهم طبياً ونفسياً وتقديم مختلف انواع الخدمات لهم من نفس أبناء المنطقة ونتج عن ذلك تنفيذ مشروع المعهد الوطني للتأهيل المجتمعي مع جامعة مؤتة وتنفيذ مشروع مركز الامير الحسن للتشخيص المبكر للاعاقات مع وزارة الصحة والتنمية والتربية وانشاء وحدة العلاج الطبيعي وصالة رياضية متعددة الاغراض للمعاقين والسويين ومركز تدريب مهني لتدريب الشباب والفتيات على مختلف البرامج والانشطة حيث تم توظيف العديد من هؤلاء العاملين في عدة جهات مختلفة حكومية وقطاع خاص ومع منظمات دولية وخارج الاردن خاصة اختصاص صعوبات التعلم وصعوبات النطق ومختبر تصنيع وصيانة القوالب السمعية والعلاج الطبيعي والتخطيط السمعي وغيرها من الاختصاصات اي اننا قادرين بجهود بسيطة وبتعاون الجميع تنمية وتمكين المجتمعات وبناء القدرات المؤسسية لتلك المجتمعات بدلاً من تقديم المساعدة فقط والغياب عنهم اشهر وتفاقم مشكلاتهم النفسية والطبية والتأهيلية .





  • 1 محمد خير الصباغ 28-10-2014 | 05:45 PM

    لقد اصبت الحقيقة والواقع واتمنى على الجميع القرائة بتأني لفهم واقعنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :