facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محاولة بائسة ومصيرها الفشل !


صالح القلاب
11-11-2014 03:41 AM

كمن يعطي لمصاب بداء «السرطان» ولمن يعاني من ذبحة قلبية في مراحلها الأخيرة حبة «أسبرين» أطفال فهذا المشروع الذي جاء به إلى دمشق مبعوث الأمم المتحدة الذي عنوانه تجميد الإقتتال في بعض المناطق الملتهبة كـ»حلب» وحمص الوعر مثلاً قد جاء متأخراً أربع سنوات بأيامها ولياليها.. هذا أولاً أما ثانياً فإنه فشل فشلاً ذريعاً في العاصمة السورية في الغوطة الشرقية وايضاً في الغوطة الغربية.

ولعل ما مِنْ المفترض أن هذا المبعوث يعرفه بحكم موقعه وحكم متابعاته هو أنَّ مثل هذا الإقتراح الذي يشبه «رش السكر على الموت» يجب أن يكون مرتبطاً بمشروع كامل متكامل للحل النهائي يحظى بموافقة المعارضة السورية وبعض الدول العربية التي تساند المعارضة «المعتدلة» وقبل ذلك بموافقة الولايات المتحدة وموافقة روسيا وأيضاً بموافقة إيران التي هي صاحبة القرار الفعلي في دمشق والتي هي صاحبة هذه الحرب التي تخوضها نيابة عن نظام بشار الأسد ونيابة عن جيشه.

إن المؤكد أن الروس والإيرانيين يوافقون على هذا الإقتراح ومعهم بالطبع هذا النظام السوري الذي عندما فاز رئيسه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة «الديموقراطية جدا» أشار على مهنئيه وفقاً لما بثه التلفزيون الرسمي أن يتوجهوا بتهنئتهم هذه إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وليس إليه هو وذلك لأن الولي الفقيه في حقيقة الأمر هو صاحب هذا «الفوز»!!.

لكن حتى وإن وافق هؤلاء جميعاً على هذا الإقتراح الذي ولد ميتاً وهو لن يرى النور ومعهم بالطبع حسن نصر الله فإنه من غير الممكن أن توافق المعارضة السورية عليه فهي خبيرة بألاعيب هذا النظام ومناوراته وهي تعرف أنَّ ما يريده الإيرانيون والروس هو مجرد هدنة أو هدناً قصيرة ليتفرغوا بعد إخماد مشكلة النووي بالنسبة لطهران ومشكلة أوكرانيا بالنسبة لـ»موسكو» لخوض معركة طاحنة سيكرسون كل جهودهم وإمكانياتهم لها لتكون المعركة النهائية التي تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.

إن هذه المناورة المكشوفة ،التي جرت «هندستها» في موسكو والتي وافقت عليها دولة الولي الفقيه «تلقائياً» وبدون نقاش والتي واجهها نظام بشار الأسد بهز رأسه مباركاً مراراً وتكراراً، لن تنطلي على الجانب الآخر كله من المعارضة المعتدلة إلى الدول العربية المؤيدة لها إلى تركيا ومعظم الدول الأوروبية إن ليس كلها فمعظمها إلى الولايات المتحدة فهذا حلٌّ «أعرج» هدفه إعطاء الخصم المنشغل حالياً بقضايا أخرى فرصة ليعد نفسه وليشن بعد التخلص من هذا الإنشغال حرباً مدمرة لا هوادة فيها بعد أن يكون قد دق أسافين الفرقة والخلاف في صفوف «الإئتلاف السوري» الذي يعاني حالياً من إشكالات تنظيمية وسياسية كثيرة.

وهكذا وإذا أرادت الأمم المتحدة ،التي يبدو أنها لا تزال لم تعرف أبعد من أرنبة أنفها بالنسبة للأزمة السورية التي غدت أكثر تعقيداً من ذنب الضب، أن تُوفِّر عوامل النجاح لمشروعها الكئيب هذا فإن عليها التمسك بـ»المرحلة الإنتقالية» التي نصَّ عليها مؤتمر جنيف الأول وإلاَّ فإن مبعوثها الجديد ستيفان دي ميستورا سيكون أسوأ حظاً من مندوبها السابق الأخضر الإبراهيمي الذي هو بالتأكيد أكفأ كثيراً من زميله هذا واكثر معرفة بشؤون هذه المنطقة الشرق أوسطية.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :