facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوحُ القُرى .. سيمفونيةٍ "عَدوانيةٍ" بامتياز


02-04-2008 03:00 AM

بوح القرى، عمل رائع يأخذك بعيداً إلى ذكرياتٍ ومشاهد عاشها البعض، وحُرم منها البعض الآخر، هو عمل إبداعي يمزج بين كبرياء عِقالٍ كركي يتكئُ على جبينٍ أسمرَ، وأصالة بلقاوية مزنّرةٍ بشماغٍ أردني.

هو إبداعٌ يأخذك بعيداً إلى عوالم الجزئيات، لدرجة تتخيل نفسك معها جزءاً من المشهد، فأنت حين تقرأه تشتم عبق شيح السلط، ورائحة حصى الغور المعمّدِ بمياه نهر الأردن، وتقف على لحظة اندماج بين قطرة مطر وزعترٍ جنوبي من جبال الشرّاة، وعمل يُسمعك "قرطَ المناجلِ" في سهل قمحٍ إربدي، أو " هَضْلَ نِجْرٍ" عند بني صخر، أو سامرٍ مسائيٍّ في وادي القمر، تفترش فيه لآلئ رم، في بيت شعر حويطي، ليلة اكتمال البدر، ويصور لك وجهاً عجلونياً صبوحاً بغمّازتين وعين خَجْلى، أو سيّالاتٍ نقشت بدقة على خدود جدة من بني حسن.

بوح القرى، يفتح لك بهدوء شديد، مشاهد كانت تقتصر على من فيها، بعيداً عن الضوضاء والإبهار، فتعيش في عالم "الفانتازيا الملائكية الأردنية" وأنت تترجل من فوق سرج قصة، لتعتلي هضبة حكاية، ثم لترتقي لتجلس في بيت شعر في أوائل نيسان، محاطاً بالواسط والرّفّة والشِقّ والمْحَرمْ، تعلّلكَ خيوط شمس تتدفق بفوضى من بين شقوق رواقه، ويتنقل بك بين صهيل حصان مربوط بِمِقْدِم البيت، وثغاء حمل رضيع ينتظر أمه على الجهة اليمنى، وعزف " صاجٍ" كَحّلّ جسده النحيلُ كثرة الضيفان.

بوح القرى، مشهد سينمائي جميل من مشاهد هذا الوطن، استطاع فيه "المخرج" مفلح العدوان، أن ينقل للرائي بتناهٍ شديد تفاصيل تواقيع الزمن في وجه جدتي "دْهَمَهْ"، واستطاع أن ينقل لنا حفيف لمسات أصابع آبائنا الخشنة، في سيمفونية تعزفها قطرات ماءٍ تتسلل خلسة من بين شقوق صخرة حُبلى بالماء الزلال في وادي الموجب، وبنفس المهارة، استطاع أن ينقل لنا طعم زفرةِ " وَلَهٍٍ" تعتقت في صدر عاشقة لم تكمل عشرينيتها، وهي تنتظر إجازة خطيبها الذي يخدم في كتيبةٍ عسكرية بعيدة كان يقودها شهيد مثل نبيل الشيشاني.

هذا الإبداع العَدواني، يتيح لك أن تستمع لنمر بن عدوان وهو يحدثك في ذروة تجلي عن " غليونه" وعن بنات نابلس، ووضحى السبيلة، أو يعدد لك مزايا بندقيته " القَنْصَلِةْ " وقصص عشقه التي لم تُروَ لأحد، ثم تطيحُ برأسكَ سكرةُ "طرقوع لبن" من "جودٍ" أراحته وضحى في ظل صخرة قريبة، ومددته برفق فوق سيقان نبتة برية معطرة.

أخيراً وأولاً، بوح القرى مشهد أردني محض حتى نخاع الأصالة، تتجلى فيه عالياً عظمتنا الأردنية، وعنفواننا العربي الأصيل.

karakjo@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :