facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نستلهم الاسلام من النبي العظيم .. ؟


حسين الرواشدة
02-01-2015 03:11 AM

مع الاحترام لكل المحاولات التي تجري هنا وهناك، للتعريف بالاسلام وابراز قيمه ومفاهيمه ومقاصده، فإن احدا لا يستطيع ان يدافع عن واقع المسلمين اليوم، ولا عن تجربتهم في تجسيد هذه القيم على الارض او التقدم نحوها، لتجلية صورة الاسلام بالممارسة والفعل، لا بمجرد التفكير والتصدير والترويج.

إن افتقادنا للنموذج الاسلامي القادر على استيعاب الاسلام، عقيدة وشريعة هو المسؤول الاول عن ظاهرة التشويش والتشويه التي يتعرض لها الاسلام والمسلمون معا.. وبدون تشجيع هذا النموذج واعادة الاعتبار اليه، فإن كلامنا عن سماحة الاسلام وانسانيته، وعن مضامينه التي تتفوق في حداثتها وانسجامها مع الحاجات والمطالب والانسانية على كل ما هو سائد، سيظل حبرا على ورق او صرخة في واد لا يصغي اليها احد.

في ذكرى المولد النبوي الشريف التي غيرت وجه العالم ، لابد ان نستحضر هذه الحقيقة ، ذلك انه لا يمكن ان نتحدث عن الميلاد في معزل عن البعثة والرسالة او عن الاسلام الذي ولد من جديد ، بما يشتمله من دعوة للحرية والانعتاق من القيود ، ومن حركة نحو الحياة والعمران ، ومن استعداد لاداء امانة بناء الحضارة الانسانية ، وتفويض الانسان مسؤولية الخلافة ، والحاح على طلب العلم والنظر في الكون بما يترتب على ذلك من تكريمه للعقل وتزكية للنفس واعتماد المعرفة طريقا الى السماء ، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، في حياته وسيرته ، نموذجا لكل هذه القيم ودليلا عمليا لكل الباحثين عن الهداية ، والرافضين للعزلة ، والساعين الى حمل الرسالة والولادة منها ، لصناعة فجر يليق بالبشرية العذبة ، ويكمل المهمة التي بدأها الانبياء -عليهم السلام- واختتمها محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن ان نحرر الاسلام مما ارتكبناه بحقة دون ان نفهم شخصية الرسول وسيرته ونستلهم منهما النموذج الذي نبحث عنه.

نتذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا من اجل ان نعيد الخطابات ذاتها ، ونكرر ما الفناه من ديباجات ، وانما لنستعيد المسؤولية التي حملها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، والحضارة التي بناها ، والأمة التي اقام لها دولتها ورسالتها ، والعقل الذي كرمه ، والقيم العزيزة التي رسخها ، ونتذكره في وطأة هذه الانكسارات التي تحاصر امتنا ، لنتعلم من سيرته كيف تكون النهضة، وكيف نتعامل مع السنن والقوانين الإلهية ، وكيف نواجه مشكلاتنا ونتجاوزها ، وكيف نحترم الانسان فينا ، وكيف نصلح انفسنا ونطرح مشروعنا الأخلاقي للعالم دون خوف او تردد...

ميلاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، كان ميلاد لأمة جديدة ، ولانسانية خرجت من رحم المحنة الى رحم الرحمة ، وهو اليوم مناسبة لتجديد هذه الولادة ، ولادة الامة والانسان ، وفرصة لبعث روح الاسلام ، وفهم مقاصده ، والاستعلاء بما يمنحنا من كرامة ، والتصميم على تغيير ما بأنفسنا واصلاح واقعنا ، والخروج نهائيا من مشاعر الانكسار والهزيمة ، الى البحث عن العزة والانتصار.

مهمتنا اليوم ان هي الدعوة لتأصيل هذه المفاهيم ، والبحث عن المعاني الكامنة في المناسبة الكرامة ، واستلهام ما فيها من دلالات ، فاحتفاؤنا بالرسول الاعظم -صلى الله عليه وسلم- لا يمكن اختزاله في يوم او مناسبة لأن ذكراه لا تغادرنا عابدين كنا او قائمين ، ولكنه احتفاء بموسم نتمنى ان يكون فيه المسلم قد ولد من جديد ، او ان تكون فيه الأمة قد استقالت من ضعفها وهوانها واخذت الطريق نحو مستقبلها بالتمكين او ان تكون فيه الانسانة قد استعادت رشدها ، وأصغت لكلمة السماء.. وودعت ضلالها وجبروتها لينعم الانسان ، كل انسان بالخير والسلام..ولتكون رسالة الاسلام ـ الرحمة.. قد شملت العالمين..
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :