facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عرفان واعتذار !


خيري منصور
14-01-2015 02:30 AM

من العقوق بل من الجحود نكران ذلك الفضل لمن يسهرون كي ننام ويتساقط الثلج على رؤوسهم في صقيع العراء بينما نحن نجلس قرب المدافىء ونفرك ايدينا بحثا عن مزيد من الدفء، ولولاهم لأسلم الروح من يعاني من مرض او تباغته نوبة، هم اناس لا يفعلون ما يفعلون لمجرد انهم موظفون، ومنهم من يتطوع وبكامل ارادته كي يقدم ما يستطيع لكن لمن يستحق، فالنكران وعدم الشكر نقيصة تتخطى الوعي الى الاخلاق .

منهم من يصابون بالزكام والبرد وربما ما هو اخطر من ذلك كي لا يصاب الاخرون، وهذا بحد ذاته افتداء وايثار مضاد للانانية والإثرة، يفتحون الطرق كي تصبح سالكة لغيرهم ويشتبكون مع اسلاك الكهرباء والشرر المتطاير منها كي تبقى البيوت مضاءة، ولا تتوقف المدافىء .

وثمة اختبارات عسيرة للمجتمعات منها كوارث الطبيعة والازمات المفاجئة، فمن يلوذ بالفرار لينجو بمفرده راسب بامتياز، ومن يفكر بالاخرين هو المتفوق بكل المعايير، لأنه اولا قادر على التخيّل، ووضع نفسه مكان الآخر، الراسبون هم الذين يتصورون بان الشقاء والالم والفقدان والموت من نصيب سواهم، وهم الاستثناء الخالد، لهذا لا يعرف هؤلاء الراسبون في الاختبار معنى التوازن النفسي او الشعور بتحقيق الذات .

ان عاصفة كهذه رغم ما تحمله من اسم انثوي ناعم لا تترك لنا فائضا من رفاهية رصد التقصير، كما اننا لسنا من الانانية المحكومة بأسفل الغرائز بحيث نعطي درجات لهذا المتطوع او لذلك الذي يؤدي واجبه .

اعترف شخصيا بانني شعرت بالخجل وانا اشاهد الثلج يتساقط بقوة على رجال يحملون مريضا على اكتافهم او يوصلون مدافىء وأغطية لمن لا يغطي اجسادهم العليلة غير اسمالهم، لأن المعادلة في نهاية المطاف هي ان هناك من يشتبك مع العاصفة وهناك من يقرأ او يشاهد التلفزيون قرب المدفأة .

ان اقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الذين سهروا لكي ننام واصابتهم قشعريرة الصقيع لكي نتدفأ هو شكرا .. فهذا اضعف الايمان، ولعل هذه التجربة عيّنة من القدرة على الاستجابة للتحديات، فمن رسب في اختبار عاصفة يرسب في اختبار الحرب او اية كارثة مفاجئة .

اخيرا، بقدر ما نشكر هؤلاء نعتذر لمن طارت خيامهم في الهواء، ومنهم من مات بردا في العراء، انهم ضحايا زمن داحس وداعش والغبراء .... من البقاع الى القطاع !!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :