أقسم لك يا معاذ بالله العظيم، وأُشهدُ على ذلك كل النجوم التي عانقتها وعانقتك، وكل الأرواح الطاهرة التي باتت روحك واحدة منها، أني حاولت أكثر من مئة مرّة أن أكتب عنك، ولكنني عجزت.
خاصة وأن الحبر لا يصمد، بأي حال من الأحوال، أمام الدم.
وكلما حاول هذا الحبر أن يقول شيئاً، يمتلأ وجهه شعوراً بالدونية فينغدو أسْوداً، وفي ذات الحين يمتلأ وجه الدم زهواً فيغدو أحمر زاهياً.
الحبر يا معاذ لا يستطيع أن يطل برأسه في حضرة الدم. والنار لم تغادر، يا معاذ، يوماً حقيقة كونها الشيء الذي يتطهّر بها الذهب.
معاذ شكراً على ما قدمت. ومعذرة عمّا لم نستطع أن نقدم،
شكراً
شكراً
شكراً
شكراً
شكراً
شكراً
شكراً
شكراً وأنت ترسم على الغيم آيات النصر.
ومعذرة يا معاذ، أننا نناديك من خلف الطور، معذرة وألف معذرة، وسامحنا لأن الحروف لم تستطع أن تخترع كلمة، ولو كلمة، تليق بمقام طهرك.