facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خوري المعايطة .. !!


جورج حداد
14-03-2007 02:00 AM

في صحف أمس أن قسّاً المانيا كاثوليكيا قرر تخصيص تبرعات يوم الاحد المقبل للمساهمة في بناء مسجد كبير للمسلمين بمدينة كولونيا غرب المانيا،. واللافت.. أن محرر الوكالة التي صاغت الخبر وبثته اعتبر هذا العمل «.. مبادرة جديدة من نوعها» مع انها تكاد تكون ظاهرة عادية ومألوفة في كثير من بلدان العالم، خاصة.. في بلادنا!!
ما استوقفني.. ليس العمل، بحد ذاته، انما موقف القس ورده على بعض الاعضاء الذين أعربوا عن الشك في جدوى المحاولة، حين قال لهؤلاء الاعضاء المسيحيين المشككين بأن «.. العلاقة بين الكنيسة والرابطة الاسلامية التركية، قوية وقائمة على الحب والتفاهم المتبادل»،،. بل انه ذهب الى وصف شيوخ الرابطة بما يُفترض او.. على الاصح.. ينبغي ان يكون محل تمعن واستنتاج حين قال عنهم «.. هؤلاء أئمة على قدر عال من الثقافة والعقل ويتمتعون بالمحبة والانسانية وينجزون اعمالا جليلة من أجل الشباب ، ونحن نتعلم منهم الكثير وهم ايضا يتعلمون منا»، ،
هذه الحالة.. تدل على أن هذا النمط من التفكير والفهم ، لدى كل من القس الكاثوليكي وشيوخ الرابطة الاسلامية ، هو الذي يجعل من الدين رسالة حب وسلام وحافز ارتقاء بالانسان والحياة الانسانية ، ذلك ان الدين عندما يتنزّه عن مفاسد الانتهازية والاستغلال والفهم الأعوج الاعرج ويمتنع اتخاذه ستارا او.. استخدامه ذريعة للاغراض الصغيرة والحقيرة والملوثة ، فردية كانت او فئوية او اقطاعية او سياسية او مذهبية ، نقول.. عندما يتنزه الدين عن كل هذه المفاسد والمساوئ يصبح كما ينبغي ان يظل ، عامل توحيد وتلاحم وتراحم وتفاعل مجتمعي ، لن يكون من تداعياته الا الحرص على توفير الامن والامان والازدهار والتقدم، ،
ان الدين.. ليس طائفية ولا مذهبية بل انه.. في جوهره النقي ومقاصده ، عامل توحيد اساس للتراث القومي الواحد روحيا وحضاريا.
هذا.. في المبدأ العام ، اما فيما يتصل بنا وبقضيتنا القومية ، فان الطائفية وابنتها المذهبية ، لم تعد عنوانا للتخلف والانحطاط ولا اداة تهديد وتمزيق للوحدة الوطنية فحسب ، بل اصبحت ، كما تشير وتؤكد الوقائع الماثلة ، جزءا لا يتجزأ من اهداف المخطط الصهيوني الاستعماري في سعيه الضاري لتفتيت المنطقة العربية وتهديد القضية القومية والوجود القومي في الصميم!!
نعود لحكاية القس الكاثوليكي وشيوخ الرابطة الاسلامية التي وصفها محرر الخبر بانها «.. مبادرة جديدة من نوعها»!!
في الواقع.. ليس في هذا الامر جديد ولا طارئ او مستهجن ، فثمة مبادرات مشابهة كثيرة كثيرة حدثت في مدن اميركية واوروبية ، مثلما هو الامر نفسه في الكثير الكثير من مدن عربية واسلامية قام المسلمون فيها بمساهمات كبيرة مؤثرة في بناء كنائس مسيحية او.. المساعدة في بنائها!! حدث هذا في الموصل وبغداد والبصرة ودمشق وحلب وبيروت وطرابلس وصيدا وفي يافا وحيفا وغزة ورام الله ، اقول هذا.. ليس من قبيل الاجتهاد او التوهم بل املك وثائق واسماء وتواريخ!!
بالطبع.. فان الاردنيين لا يختلفون عن سواهم من ابناء وطنهم الكبير في العراق والشام و فلسطين ولبنان. اذ.. بلغ الامر ، لدى عشيرة المعايطة في منطقة الكرك ليس التبرع بالارض التي ستُشاد عليها الكنيسة بل ذهبوا في حماسهم لبناء الكنيسة ان تبرعوا بان يكون الخوري منهم،، ، ومثل هذا.. حدث الكثير في عمان والسلط والزرقاء والمفرق ومادبا ، اما في اربد فربما يجهل كثيرون من سكان اربد الحاليين ، ان المسلمين هم من تبرعوا لبناء كنيسة الروم الارثوذكس في العشرينات من القرن الماضي ، وكذلك.. فان المسيحيين في اربد ، هم من أصروا على بناء المئذنة الكبرى في المسجد الجديد ، مما دفع ابن اربد الشاعر الكبير مصطفى وهبي التل «عرار» الى القول :
بارك الله فيك اردن دارا
ليس فيك الغريب عن اوطانه
بلد كله هدى فسواء
قرع ناقوسه وصوت آذانه، ،





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :