العربود .. زاد البادية (صور)
18-03-2015 12:33 PM
عمون- نوف الور- لا تخلو الحياة البدوية من متعة الترحال رغم صعوبته، ومن روعة العيش رغم كدره وضيقه في بعض الاحيان، فلجولات البدو نكهة خاصة تعيد للروح شيئا من عبق اصالة التاريخ. فمن يصل الى خاصرة الجنوب والى فينان خاصة هذه القطعة الفريدة من بادية وادي عربة، تجبره برامج السياحة البيئية على ان يكون جزءا من برنامج السياحة هناك لتأخذه قدماه في سير يستمر لساعات لن يخطر بباله ما رأه لكن الاغرب هو ن يأكل هذا الزائر خبز «العربود»، نعم ففي حقيبة الدليل السياحي هناك ابريق الشاي والكؤوس والشاي والسكر وزجاجة المياه وطحين.
في اول استراحة يجمع الدليل السياحي وهو من ابناء المجتمع المحلي الحطب ليشعل النار لعمل ابريق مميز من الشاي على نار الحطب بعد تعب مسير طويل، لكن الغريب هو بدء بحثه عن «صفاة» اي صخرة ملساء ويغسل سطحها بشيء من الماء ، ثم يضع الطحين وقليلا من الماء ليبدا بعملية العجن. هذه الخطوات تماما ما يقوم بها محمد ضيف الله مع الوفود السياحية التي تزور فينان، ويستمر بالعجن حتى تتماسك العجينة جيدا ويعمد الى بسطها براحتيه حتى يصبح منظرها قريبا لقرص القمر المستدير ويحفر في جمر ناره التي اشعلها ليدفن قرص العجين في الجمر ويغطيه جيدا لعدة دقائق. بعد ذلك يخرج الخبز و يقلبه على الوجه الأخر و يغطيه بالجمر مرة أخرى، بعد أن ينضج الخبز يقوم بإخراجه و تنظيفه عن طريق ضربه كف يده لإزالة الرماد عنه, ويقسمه بعدها ليكون لهذا الخبز طعما رائعا مميزا لذلك يتانى البدوي بنوع الحطب الذي يشعل به النار، وما ان ينتهي خبز العربود حتى يكون رفيقه «ابريق الشاي» قد جهز ايضا. بهذا يكون البدو او من يرافق الدليل السياحي في البادية لسد رمق جوعه بشيء بسيط فريد ومميز بعد مسير طويل بين وديان وصخور ومياه وفي الطريق تفترش النباتات الطبيعية والطبية على الجوانب، وبيوت الشعر و»الحلال»اي مجموعات الاغنام والماعز التي يرعى بها اصحابها في وديان عربة، لتنطق الصحراء التي يظنها البعض انها رمال وصخور بالحياة الاروع من ضوضاء المدينة المكتظة بالنشاط.
"الراي"