facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من هو العدو رقم "1" .. ؟!


حسين الرواشدة
08-04-2015 02:59 AM

حين “تعطلت” السياسة في عالمنا العربي اندفعت الشعوب قبل نحو اربع سنوات الى الميادين والشوارع للمطالبة “باسقاط” الانظمة على امل اعادة حركة السياسة بمواصفات جديدة وعادلة ، لكن القوى المضادة نجحت في اجهاض المد الشعبي، فتعطلت عجلة السياسة مرة اخرى، وعلى ايقاع تعطلها خرج على الفور مارد العنف من قمقه، سواء على شكل “عفاريت” ارهابية ، او صراعات وحروب عسكرية.

إذن، الحروب والصراعات التي تشهدها منطقتنا ليست سببا في “موت” السياسة، بل نتيجة لها، وبالتالي فإن ما عجزنا عن مواجهته بالفاعلية السياسية التي ترسم خياراتنا بشكل عقلاني ومدروس ومنتج، لا يمكن أن ننجح في مواجهته بالآلة الحربية، ليس هذا فقط ما تعلمناه من دروس التاريخ، وانما ما يؤكده واقعنا اليوم.

الأخطر من ذلك أن عالمنا العربي حين ذهب الى خيار الحرب (أو اضطر إليه: لا فرق) كمحاوله للدفاع عن وجوده، أو كبديل عن الخيار السياسي الذي لا يمتلكه في الواقع لأسباب يطول شرحها، وجد وجد نفسه حائرا في تحديد عنوان هذه الحرب ، ومن هو العدو الذي يحظى بالأولوية، وأي الجهات يجب أن نبدأ منها ، وفي ظل اختلاف التقديرات والاولويات لكل دولة عربية، وقعنا في فخ التسرع والارتباك(ان شئت فخ التاريخ)، فإيران اصبحت العدو الأول بدلا من اسرائيل، ومقررات الحرب على الارهاب الذي تمثله داعش تراجعت لحساب الحرب على جبهات اخرى، ومشكلة سوريا التي كان مفتاح حلها ازاحة النظام تحولت الى مشكلة “جماعات ارهابية” يمكن حلها بالتوافق مع النظام، وهكذا اختلطت الاوراق في عالمنا العربي الذي تغيرت اولوياته بشكل دراماتيكي، ولم تعد مشكلته سياسية فقط وانما طائفية ودينية وانسانية ايضا.

السؤال الأهم الذي ما زال معلقا بلا إجابات: من هو العدو الاول الذي يمكن للعرب ان يحتشدوا لمواجهته: إسرائيل أم إيران أم الإرهاب..؟ لا احد يستطيع ان يحذف اسرائيل –علنا على الاقل – من قائمة “الاعداء” ، فهي ما تزال تشكل التهديد الاساسي للمنطقة ،كما لا يستطيع احد ان يغض الطرف عن “التهديد” الايراني الذي بدأ يتمدد في المنطقة العربية ، لكن هل ثمة فرق بين الخطرين..؟ البعض يرى ان التهديد الاسرائيلي وجودي واساس (خطر اسرائيل لذاتها وفي ذاتها وممارساتها)، وبالتالي فان مواجهته لن تتوقف وان كانت مؤجلة الآن، فيما التهديد الايراني طارئ وله ظروف تتعلق بحالة الضعف العربي والفراغ السياسي الذي نشأ بعد الربيع العربي، (هو خطر ممارسات اذا) كما انه يتعلق بطموحات غير مشروعة للنظام في طهران لا علاقة لها بالشعب الايراني الذي تربطنا به اواصر الدين والحضارة والمشاعر والمصالح المشتركة، لكن على وجاهة مثل هذه الطروحات يبدو خيار الحرب غير مقنع ، خاصة مع اسقاط العرب لذلك الخيار مع اسرائيل وجنوحهم الى ابرام معاهدات سلام معها، فيما لايزال خيار الحرب مع ايران مطروحا، وان كان ليس وجها لوجه، وهذه بالطبع مفارقة تستحق الانتباه.

الإرهاب كان من الممكن ان يكون العدو المشترك، لكن في غياب التوافق على من يمثل هذا الارهاب : داعش ام النصرة ام الحوثيون ام حزب الله ام الإخوان المسلمون ام الميليشيات الشيعية وجيش الحشد الشعبي في العراق..اسرائيل أم إيران الخ، ومع تبلور التحالفات والاسئلة حول من يمول الارهاب ومن يدعمه وماهي حواضنه، اصبح من الصعب بناء تحالف عربي موحد ضد عنوان محدد للإرهاب ، وترك لكل طرف ان يحدد العنوان الذي يعتقد انه يشكل تهديدا مباشرا لمصالحه.

لا شك أن تل أبيب التي عبرت عن حفاوتها “بالتحولات” التي تجري في عالمنا العربي هي المستفيد الاول من خيار الحرب ، سواء أكانت الحرب في اطار الدولة الوطنية أو لإعادة ترتيب الاوضاع داخل الدول التي لم تتمكن من حل خلافاتها بالتفاهمات السياسية او في اطار التحالفات التي تظهر لمواجهة النفوذ الايراني، ليس فقط لأن هذه الحروب والنزاعات تستنزف العرب وتشغلهم عن قضيتهم المركزية(فلسطين) وانما ايضا لانها قد تدفع البعض الى اعتبار اسرائيل جزءا من الحل، او على الاقل الى تأخير ترتيبها في قائمة “الخطر” الى الدرجة الثالثة، ربما تمهيدا لشطبها من القائمة.

يبقى أن العرب يخوضون اليوم حروبهم بأنفسهم، وضد أنفسهم أيضا، فيما لم يتردد الرئيس اوباما عن تقديم نصيحة للانظمة العربية لكي تتصالح مع شعوبها على اعتبار ان الخطر الذي يواجهها ليس خطرا خارجيا ( لا إيران ولا إسرائيل) وانما خطر داخلي محض، ومع ان ما قاله يحمل جزءا من الحقيقة إلا أن الجملة الناقصة فيه هي ان أصابع امريكا (ومعها اسرائيل) ليست بعيدة عما حدث ويحدث من فوضى وحروب داخل عالمنا العربي ، وعليه فان استعادة روح السياسة والارادة الحقيقية المستقلة هي المخرج الوحيد لدولنا العربية اذا ما ارادت ان تتجاوز “نكبتها” التاريخية الثالثة.. وتستعيد عافيتها ايضا. الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :