facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملف النووي الايراني التحديات والتداعيات في الاقليم .. بقلم : د .صالح ارشيدات


23-04-2015 05:26 AM

الملف النووي الايراني
التحديات والتداعيات في الاقليم

ماذا يجري في الاقليم العربي الشرق اوسطي ؟
فظهور الارهاب ومنظماته المتطرفه العابرة للاقليم،والاقتتال المذهبي والاهلي في معظم دول العالم العربي،
والغموض المحيط بالتحالف الدولي، ومواقف اعضاء التحالف من مكافحه ارهاب تنظيم داعش في سوريه والعراق،وخصوصا موقف تركيا الغامض ،رغم انها عضو فعال في حلف الناتو،
وتلكؤ وتردددول التحالف العربيه والعالميه عن محاربة الارهاب بريا على الارض ، وتدخل ايران التدريجيفي العراق لمحاربه تنظيم داعش على ارض العراق ،
يطرح عدة اسئله عن مستقبل الاقليم ودوله.......
هل نحن امام اعادة ترسيم للنظام العالمي الجديد ، تلعب ايران فيه دورا اقليميا معترف به!

• يرى بعض المحللين الاستراتيجين فرضيه ربطجزء من مسيرة مفاوضات الملف النووي الايراني الطويله وتداعياتها ،بما يجري في الاقليم من صراعات وفوضى مسلحه، واحداث متسارعه تهدد دول الاقليم العربي بالحروب الاهلية والصراعات المذهبيه ،وخصوصا صعود التنظيمات المسلحه الارهابيه،و ما اصبح ما يمثله تنظيم داعش اليوم من تهديد للاقليم وللعالم كله.
• ويرى المحللون ان الحرب على المشروع النووي الايرانيكانت قد بدأت منذ سنوات ،كخطه استباقيه،في اعقاب ضرب ارهاب القاعدة الولايات المتحدة في عقر دارها عام 2001، وبدأت باحتلال اميركا للعراق والقضاء على النظام( السني) عام 2003، وصعود دور ايران في التاثير على احداث العراق.
• وبدأت بالحرب على حلفاء ايرانالاساسين في المنطقه ،حزب الله، في تموزعام 2006،كجزء من الحرب على التحالف الايراني.
• كما حاولت القوى الغربيه لاحقا،ابان انتخابات ايران الرئاسيه عام 2009 ،دعم المعارضة والثورة الخضراء الايرانيه ،من اجلتغير رئاسهالنظام الايراني،من خلال دعم اليات ووسائل ما سمي سابقا بحرب وسائل التواصل الاجتماعي والشبكه العنكبوتيه(الحرب الالكترونيه)،لدعم المرشح للرئاسه أنذاك ميرموسوي،وكلا المحاولتين كانتا قد فشلتا.
• ويجب الاشارة في نفس السياق، الى التهديدات التي اطلقتها اسرائيل ضد مشروع ايران عام 2012 ، وما كشفته محطه ن-بي-سي الاميركيه عن وجود خطه اسرائيليه لضرب المشروع النووي الايراني.
• ويبني المحللون الاستراتجيون، الكثيرعلى نتائج المفاوضات الدولية الحاليه مع ايران حول الملف النووي، والتي اعطيت سقفا زمنيا حتى 30 حزيران هذا العام 2015، والتي على اثر نتائجها، قد يتحدد نوع التداعياتالقادمة،وحجمها على دول وشعوب الاقليم الشرق اوسطي، فأما مزيد من التوتر والحروب المتوسعه بمشاركه دوليه ،وأما توافق الاطراف المتواجهه بالحد الادنى على الملف النووي، ضمن شروط قد تكون قاسيه ومفاجئه للجميع. حيث ستصبح ايران على اثرها ،لاعبا اساسيا في النظام العالمي الجديد وشريكا للنظام العالمي.
• فالمتابع لمفاوضات الدول (5+1) مع ايران منذ سنوات طويله، يلاحظ قرب التوصل الى حل ما ،وصفته القياده الايرانية بالمقبول والغير مذل لايران اذا تم !،وايران تعلم طبيعه الموقف العالمي المتشدد حول برنامجها النووي، ومن هم خلفه، وتعلم موقف الرئيس الاميركي الاخير امام الكونجرس الامريكي في خطابه السنوي (حال الامه)، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لايران بامتلاك القنبلة النووية، وان خيار اميركا في الحرب حول هذا الموضوع هو آخر الخيارات ، ويصاحب ذلك استمرار حصار دولي بقيادة الولايات المتحدة ومقاطعة دولية لايران وعقوبات اقتصادية شديدة آخرها تفعيل سياسه هبوط سعر النفط 50% مما يشكل ضغطاً اقتصادياً على ايران وشعبها، وكذلك على حلفائها دوله الاتحاد الروسي الذي ينتج 10 مليون برميل يوميا.
• ورافق ذلك حملة سياسية دولية لحصار ايران بقصد اخضاعها وعزلها سياسيا،واتهمت ايران بدعم الارهاب، والرغبة بالتوسع على حساب الجيران العرب، مثل دعم القلاقل في البحرين ، و استمرار احتلال جزر في الامارات العربيه،واستمرار دعم ايران لحلفائهاا في سوريا وجنوب لبنان وفلسطين واليمن(حركه الحوثين التي قد تهدداليمن بالتقسيموالملاحه في البحر الاحمر )، وما زال حزب الله يشكل تهديداً واضحاً لاسرائيل بسبب ترسانته الصاروخية على حدود اسرائيل المباشرة،وتشدد عقيدته ضد دوله اسرائيل.
• بالاضافة لموقف دولة ايرانحتى الان،المعروفضد سياسه دوله اسرائيل وتهديدها لها بالتدمير احيانا، ووقوفها بجانب القضية الفلسطينية،حيث يحدث ذلك، بالرغم من تاريخحسن العلاقات التاريخيه بين ايران واليهود منذ عهد الملك قورش اول ملوك فارس الاخمينيه والملكه اليهوديه استير ، بعد فترة السبي البابلي التاريخيه، وبالرغم من ادراك الحال اليوم، من وجود مقاعد برلمانيه اليوم مخصصه للاقليات اليهوديه في البرلمان الايراني.
• وتدعم ايران اليوم حركه حماس في غزة،الامر الذي يوجد لهاانصارا في العالم العربي، وينظر اليهاكمدافع عن الحق الفلسطيني، وتنظر بعض دول الغرب و الاسرائيليون اليوم، لمشروع ايران النووي بأنه موجه بالدرجة الاولى ضد دولة اسرائيل.
• واعتبرت ايران الوصيةالسياسيه وشبه الا منيه على نظام الحكم في العراق،بعد احتلال الولايات الاميركيه للعراق عام 2003,و بعد تفكيك جيشه القوي، وكذلك تفكيك ادارته الحكومية، وتقديم ايران الدعمللاحزاب الشيعية التي تسيطرعلى حكم العراق، بحكم التعديلات الدستورية، التي تمت بعد انتهاء حكمصدام حسين.وكان هذا الاحتلال الاميركي للعراق نقطه ظهور الاصوليه الدينيه الى العلن بين السنه والشيعه، وافسح المجال لتصبح ايران لاعبا اساسيا في العالم العربي.
• كما تستمرايران بالعلن، بدعمالنظام السوري في حربها الداخلية الدائرة منذ اربعة اعوام، ومشاركتها الحرب الدائرة هناك من خلال حزب الله اللبناني وبعض المليشيات العسكرية التابعة لها،مما ادى الى تغير الموازيين العسكرية لصالح النظام السوري.
مكونات المشهد الاقليمي
• المراقب اليوم لحركة قوى العالم السياسية والعسكرية ومنذ انتهاء فترة الحرب الباردة، وسقوط جدار برلين 1989، وتفرد الولايات المتحدة في ادارة، مايسمى النظام العالمي الجديد، وسيطرتها فعليا على مصادر النفط ،والقرار السياسي في الشرق الاوسط، يرى ان هناك تطورات جديدة تحدث على الساحة الدولية والاقليمية،فالولايات الاميركيه اليوم وفي عهد الحزب الديوقراطي، تملك مستجدات ، فهي تملك النفط والغاز الكافي لمستقبلها القادم، وتريد فتح ملفات جديدة في كوبا وافريقيا، وهي ايضا ترغب في عدم خوض حروب جديدة بعد ان خسرت وتكبدت خسائر هائله في افغانستان والعراق، وكثر العداء لها في العالم، وربما تريد مشاركه قوى ما في الشرق الاوسط، جزءا من مسؤلياتها الاستراتيجيه.
• والمراقب للساحه الدوليه يشهد صعود دول كبرى،فدولة الصين اصبحت اكبر قوة اقتصادية عالمية (17.6 ترليون دولار) بالاضافة لوزنها العسكري والبشري. بالاضافه لصعود دوله الهند الصناعيه ذات التعداد البشري القريب من دوله الصين.
• كما ان روسيا، رغم تفكك الاتحاد السوفيتي الا انها استفادت من فترة الانفتاح العالمي،وحصلت على مواقع واسواق جديدة في الاقتصاد العالمي، كما حصلت على التكنولوجيا الصناعية والعسكرية بالاضافه الى تراكم عوائد النفط لديها، رغم تخليها عن جمهوريات غنية مثل اوكرانيا وغيرها كانت تشكل الاتحاد السوفيتي سابقاً.
• كما ان سرعه تطور وصعود الاتحاد الاوروبي بهذه النجاعه الاقتصاديه والاجتماعيه، بقيادة المانيا وفرنسا واصبح يلعب دوراً سياسياً وتنمويا هاماً في العالم في معادله التوازن الدولي الجديد، بالرغم من ان المانيا لا زالت مترددة ،ولاسباب تاريخيه، في الانخراط بأدوار سياسيه كبيرة، وتركز اوروبا اليوم على الحد من الهجرات اليها.
• اما على مستوى الشرق الاوسط ودوله،فقد شهد تغيرات هائله ادت الى ظهور وصعود ثلاثة قوى اساسية هي ايران وتركيا واسرائيل، وهي، اي الدول الثلاث ،وفي غياب المشروع العربي النهضوي، وفشل الجامعه العربيه ومشروعها في لم شمل العرب،وفشل الدوله القطريه، تسعى لملىء الفراغ الحاصل في العالم العربي، حيث لايوجد فرصه لدوله اسرائيل للعب هذا الدور، بسبب العداء الاسرائيلي المزمن للعرب وللفلسطينين تحديدا،وبالنسبه لايران فان العداء الذي اوجدته الصراعات الطائفيه والمذهبيه في منظومه الدين الاسلامي في العراق وسوريا واليمن ،اوجد عداءا مخفيا وخوفا من التقرب من ايران. وتبقى فرصه تركيا السنيه القريبه من السعوديه،مواتيه للعب دور جديد اساسي في الشرق الاوسط العربي(تحالف سني).
• وبالمقابل تراجعت ادوار الدول العربيه مصر والعراق وسوريا عن التأثير في الاحداث، وخصوصا بعد ان تم تدمير معظم الجيوش و الخدمات، والبنيه الهيكيليه لهذه الدول العربيه، وبرزت لديها هويات فرعيه تهدد وحدتها الوطنيه. كما ان العالم العربي الرسمي ينتظر حاليا، باي اتجاة ستؤل الاحداث والصراعات الحاليه، بسبب موقف الولايات الاميركيه تجاه الشريك الجديد ايران، لتحدد مواقفها النهائيه من التحالف القادم.
• ويلاحظ استمرارصعود دور السعوديه الاقتصادي ا لبارز، ودورها القيادي والتنموي في الجانب الديني العربي والاسلامي،في غياب تيارات الاصلاح والنهضه الوطنيه والانسانيه في العالم العربي، وبروزعمليات الاحياء الديني لدى السنه والشيعه،مع توتر ملموس بالعلاقات العربيه الايرانيه وخصوصا الحرب الباردة بين السعوديه وايران حول اليمن.
• فقد اصبحت ايران قوة صاعدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ذات ايدولوجيه دينيه سياسيه، ويحسب لها حساب في معادلات التوازن الاقليمي، ولها انصار حقيقيون في العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان، من خلال التنظيمات المسلحه،وعلاقات متميزة مع دوله الصين وروسيا، وترغب في الانضمام لنادي الدول النوويه الكبرى، بالاضافة لرغبتها في نشر برنامجها السياسي( الامبراطوريه الفارسيه)في دول الجوار العربي الاسلامي، ولعب دور شرطي المنطقه، الذي لعبته عدة دول سابقا.
• واصبحت تركيا ،دولة اقتصاديه وعسكريه وبشريه صاعدة،وبقوة مدعومة من حلف الناتو، وتسعى للدخول في الاتحاد الاوروبي ،كما تسعى لاحياء واستحضار فكرة الدولة القوية التي حكمت العالم العربي وجزء كبير اوروبا لأكثر من 500 عام وتلاشت عام 1918. ورغم علمانية الدولة وحزبها العدالة والتنمية الا انها تدعم الحركات الاسلامية في العالم العربي وتنافس على قيادة المسلمين السنيه في العالم، وخصوصاً في مصر وسوريا ،وتعتبر نفسها مرجعية ومظله لهما، كما اصبحت اليوم، الممر الوحيد لولوج التنظيمات الارهابية الى سوريا والعراق،ولا يزال موقف تركيا غامضا حتى اليوم من تنظيم داعش المتواجد على حدودها في سوريا والعراق.
• واسرائيل هي ايضاً دولة نوويه،لا تلتزم بالاتفاقات النوويه الدوليه، وتهدد بضرب ايه منشأت نوويه ضمن نصف قطر محدد جغرافيا، وهي قوة صاعدة اقتصاديا في الاقليم لها طموحاتها واحلامها بالتوسع، وتحقيق اقامه الدوله القوميه لليهود، وتملك ترسانة عسكرية متفوقة على جميع العرب، بسبب دعم وموقف الولايات المتحدة واوروبا، والذي يأتي على حساب قضيه الشعب الفلسطيني المحتل من 47 سنة، بحجة امن دوله اسرائيل والذي تلتزم به الولايات الاميركيه واوربا بشكل كامل، ولكنه يخفي اطماع اسرائيل التاريخية في التوسع، تحت شعار من الفرات الى النيل،ولا زال حكام اسرائيل ينظرون الى الاراضي العربيه المحتله بانها اراضي اسرائيليه محررة، او اراض متنازع عليها، كما انها حتى اليوم، لا تملك مشروعا حقيقيا للسلام مع العرب،و لا مع الفلسطينين بالذات. وتواجه اسرائيل موضوع تزايد السكان العرب في اسرائيل وتأثيرة على مستقبلها وسط عالم عربي كبير.
النظام العالمي القادم
• اذن هناك تحولات سريعة ومهمة على ساحة التوازن الدولي وقواه المؤثرة ، وتراجع الدور الاميركي الاستراتيجي المعلن والممارس فعليا ،وظهور دول وقوى جديدة مثل الصين واوروبا الموحدة وتركيا وايران واسرائيل ،وكلها تريد حصتها من النظام الجديد، وهذا الامر قد يتطلب نظرياوفرضيا ، وبعد مرور مائه عام على مؤتمر فرساي واتفاق القوى الكبرى على تقسيم العالم عام 1919،على اعادة ترسيم للنظام العالمي الحالي ،من خلال استغلال احداث و نزاعات و صراعات في الاقليم (MENA)، وربما حروب صغيرة داخليه طاردة للمكونات المذهبيه والعرقيه في البلد الواحد،وخلق بيئات متفاوته الولاءات المذهبيه والعرقيه،فالعالم العربي كيان متناثر الاجزاء حيث تجد القبائل والعشائر موزعه على رقعه العالم العربي،كما تجد الطوائف والفرق الدينيه هنا وهناك، وكذلك بالنسبه للاعراق.
• وهي فترة زمنية حاليه،مليئه باحداث وازمات راهنه مستمرة ومتحركه ذات ابعاد سياسيه بالدرجه الاولى، يتم خلالها استدعاء واستحضار الذاكرة الصداميهلصراعات تاريخيه شبيهه سابقة، ولت، ومتواريه في اللاوعي،حصلت ونظجت مكوناتها على الساحه الاوربيه أنذاك ، في فترات ما قبل بداية القرن الماضي،حتى عام 1914 ،وهي الفتره التي سبقتها الحرب الدينيه في الديانه المسيحيه ،و التي بدأت كحرب دينيه بين البروتستانت والكاثوليك عام 1618 وانتهت كصراع سياسي للسيطرة على اوربا ،حيث استخدمت فيها جيوش مرتزقه على نطاق واسع ودمرت مناطق باكملها ،تركت جرداء من نهب المرتزقه و الجيوش المتحاربه، وانتهت الحرب الدينيه بمعاهدة (مونستر) وهي جزء من صلح وستفاليا في المانيا عام 1648 ،

• تلك الاحداث والحروب الدينيه، والتحالفات الاوربيه السابقه،شكلت بذور الحرب العالميه الاولى،والتي صاحبت بدء نهايه الامبراطوريه العثمانيه، وتحرر دول وشعوب البلقان والامه العربيه، وظهور قوميات جديدة،حيث جاءت نتائج الحرب العالميه الاولى مفاجأه للعالم،حيث تلاشت خمسة امبراطوريات عن الساحة منها روسيا القيصريه والمانيا البروسيه وتركيا العثمانيه، وسمحت بصعود قوى ودول جديدة على الساحة الدولية على رأسها الولايات المتحدة الاميركية، والدوله الروسيه الشيوعيه،وولادة فكرة الدوله اليهوديه بدعم من بريطانيا(وعد بلفور ).

• فالتاريخ يعيد نفسه من جديد، من خلال الاحداث المتشابهه،وبلاعبين جدد، فالدوله المريضه آنذاك تمثلهااليوم منظومه دول العالم العربي ، وهو المفتقد لاي استراتيجيه عربيه تنمويه، او سياسيه او امنيه ،وهدف الصراع الجاري حاليا في دول الاقليم، هو لملىء الفراغ الحاصل، ومن يملؤه فعلا، وحول اعادة ترتيب مكونات دولها السكانيه على اسس مذهبيه او عرقيه،كما في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، بعد ان تم اضعاف موقف المكون السني الاوسع في تلك الاقطار(80 %سنه)، واغرى ايران بالهيمنه والتمدد.
• هناك مؤشرات ودلالات قويه لدى اللاعبين الدولين والاقليمين لرسم النظام العالمي الجديد، في غياب ووجود و مشاركة ( الدوله المريضه) المكون العربي وانظمته المتعددة والواسعة سكانياً واقتصادياً وثقافياً (الاسلام المحافظ والمسيحيه)، بالاضافة لموقعه الجغرافي المتميز في وسط القارات.
• هذا الغياب او التغيب اليوم،تلازم مع فشل الدوله القطريه، التي قامت معظمها بعد فشل حرب الجيوش العربيه على اسرائيل عام 1948 ،والتي قامت على الانقلابات العسكريه، والتفرد بالحكم، وانشاء الحزب الواحد للحاكم، بديلا عن التعدديه السياسيه والفكريه،التي تمتعت بها معظم الدول العربيهلعقود،قبل الانقلابات، وقبل الاستقلال،وفشلها اي الدوله القطريه، في بناء مجتمعات متماسكه وقويه، من خلال تعزيز المواطنه والمكونات وسيادة القانون،وفشلها في ايجاد مشروع نهضوي وانساني ،وفشلها في ايجاد التنميه المستدامه الشامله، رغم توفر الموارد الطبيعيه، حيث تذرعت معظم الدول العربيه لفشلها التنموي،بالانشغالبالتصدي للدفاع عن القضيه الفلسطينيه التي اوشكت اليوم على الضياع.
• وحاله الاحباط العام اليوم، ادت الى تفشي ظاهره التطرف بشكل عام والتطرف الدينيوالارهاب والاقتتال الداخلي، وازدياد نزوح وهجرة السكان القصريه، ولجوئهم بالملاين تحت اصعب الظروف الا نسانيه داخل معظم الاقطار العربية ، ويجريذلك كله بحجه الدفاع عن الاسلام احياناً ،وباسم الدفاع عن الحقوق والحريات والقلقالوجودي للمكونات،الذي سببته ممارسات بعض الانظمة العربية بحق شعوبها احيانا اخرى.
اسباب ظهور التطرف
• لقد كشفت احداث الربيع العربيالدائرة منذ سنوات،وهي بالنتيجه استحقاق تاريخي،ومحطه مفصليه للتقيم والانجاز المجتمعي للدوله القطريه لفترة ما بعد الاستقلال، وشملت معظم الدول العربيه،كشفت معظم هذة الاحداثعن ضعف واضح في بنيةوهيكليه وعمق جذور شرعيهمعظم الانظمة العربية، السياسية والاجتماعية والتنموية.
• حيث تميزت فترة عهود الدول العربيه ما بعد الاستقلال ، بظاهرة الانفراد بالسلطة،والتعسف وغياب العدالة الاجتماعية ،وضعف المشاركة الشعبية في العمل العام، والاقصاء السياسي والاجتماعي لبعض القوى السياسيه والفكريه والمجتمعيه(انعدام التعدديه السياسيه والفكريه)، وقصورشمول التنمية الشاملة للمكونات في الارياف والاطراف، خارج العواصم، وغياب سيادة القانون والعداله الاجتماعيه وتكافئ الفرص وحقوق الانسان والحريات الفردية، وتفشي الفساد .
• مما خلق ارتباكاً قيمياً وروحياً ومعرفياً مرت به معظم الشعوب العربية ،ادى الى ظهور صراعات اجتماعية وسياسية، اصابتاساس ثقافتهم الدينيه الموروثة، وابرزت ثقافات تاريخية بائدة قاتلة،تتقاتلاليوم تحت مسميات، سنة وشيعة واخوان وسلفيون، يتنازعون الحديث باسم (الاسلام السياسي)،في غياب ورعايه معظم الانظمهلعمليات التنوير والاصلاح والتطهير للمنظومه العقائدية والسلوك الديني الرسمي، وتخليصه من الشوائب والدخلاء على الاسلام والفساد.
• وفي غياب مشاريع التنوير الفكري والفلسفي الذي يساهم في رفع رقعه العقلانيه اللازمه للتنوير السياسي، الذي تحجبه نوازع الاستبداد والتسلط ،برزت الحواضن والبيئات للتطرف والارهاب، التي خلقت وانبتت التنظيمات الارهابيه ،واصبحت سلاحا واداة في ايدي المتصارعين المحلين والاقليمين الباحثين عن السيطرة.
• وتمارسمعظم هذة التنظيمات الارهابية، تبريرا لاعمالها الوحشيه، فتاوي غريبه باسم (الاسلام السلفي)، وهي من الماضي، متواريه في اعماق اللاوعي، ، لحقبه محددة ولت من الماضي، الذي لم يكن كله مشرقا، ولم يكن لهم دورا فيه،وهي بعيدة عن الاسلام الصحيح ورسالته السمحه للعالم والداعيه للرحمهوالتعايش والسلام.
• فالتنظيمات المسلحه،تجيز لنفسها ولاعضائها الرجوع الى فكر وفقه فرق الخوارجالدينيه الكثيرة،وممارسات بعض التنظيمات المسلحه البائدة الغريبه عن جوهر الاسلام المحافظ ،مثل القرامطه والحشاشين،وجميعها تدعي نفس المرجعيه الفقهيه، رغم اختلاف اسمائها، والخوارج هم مناسس لمذاهب قتاليه وعنف من اجل التغير،وممارسه تحريف معاني القرأن الكريم ،باسلوب( ان العبره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)،والتي اصبحت اساس القاعدة الفقهيه التي نشأت فيما بعد لدى المتطرفينوالتنظيمات الارهابيه،والتي تدعو الى تكفير الامه الاسلاميه المحافظه تحت ما سموة( حاكميه الله).
• و (حاكميه الله ) ،هو نوع من الصياغات الخطرة اذا اريد له تفسيرا مغايرا كما تفعل التنظيمات الارهابيه ،لانه فرغ البشر من ارادتهم الرحمانيه المسؤله، المستقله،ويلغي دور الجماهير الانساني ، بدعوى ان الحكم لله والحاكم هو الله،ولانه يفتح الباب لاساءة استخدام اسم الله وسلطا ته سبحانه وتعالى،فضلا انه يتسع لتقديرات وتفسيرات مختلفه كما هو الموقف من اهل الكتاب، وغير المتدينين، قد يختلط فيها حق الله بحق الحاكم وحق الافراد.
• وهو اختلاط يدفع ثمنه افراد المجتمع في النهايه،وهو تكريس للسلطه الدينيه الغير منظبطه، كما تقوم به تنظيم داعش اليوم ،ودعوة للحكم باسم الله ،ويترتب عليها تكفير المجتمعات الاسلاميه المعاصرة ،وتكفير المسلمين المعاصرين،ورفض كل ما هو قائم على اساس انه جاهلي.
• ويرفض اصحاب هذا النهج مفهوم التعدديه والشورى والديموقراطيه والاحزاب، ويدعو الى استعمال القوة في التغير لتحقيق اهدافها في نشر الفوضى والعدميه والتكفير والتهجير والترويع والقتل للسكان الآمنيين والاقليات العرقية والمذهبية، مما ساهم في ظهور حواضن للتنظيمات الارهابية المتطرفة،لها انصار ومؤيدون، كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر.
• فقد ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش) بسرعه وقوة غامضه المرجعيه،كتنظيم ارهابي اقوى من الدول التي يقيمون فيه ولا زالت تحكم الموصل والرقه، يقوم فكره وفقهه على فقه مدارس الخوارج وفرقها الزائله ، التي حللت وشرعت على القتل والتدمير والسبي، وقدمت انماطا من قتل الانسان كانت متواريه في اعماق اللاوعي مثل الحرق للاسرى وسبي النساء، اعتقد لوهله انها ولت ،ويجري ذلك باسم وفائها لحقبه محددة من العالم القديم،وتمارس التنظيماتالتكفير المطلق للأنظمة والدساتير، وتتبني العنف المسلح للتغير، وهو اليوم يشكل تهديدا للعالم،وللدين الاسلامي ودوله العربيه والاسلاميه،ولا زال يواجه اهل الموصل المحتله والمحكومه من تنظيم داعش شتى انواع الرعب والقتل .
• وللأسف فقد استقطبهذا التنظيم الكثير من الشباب العربي من خلال الوصول اليهم عن طريق ثورة المعلومات و الشبكه العنكبوتيه ووسائل التواصل الاجتماعي،والتي يتقنها تنظيم داعش ،والمتوفرة للجميع بسهوله،والتي شكلت فضائا رحبا لهم.
• و تم اغراء الشباب للالتحاق بهذه التنظيمات المسلحه،بوهم الدعوةللمشاركه بالجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الاسلام،وتصويرهم لهم، ان المعركه هي مقدسه ضد المرتدين والكفار، و ضدالغرب المستعمر، بحجه انه عدو الوجدان الجمعي، المادي والفكري، للعرب والمسلمين على مر الزمان ،منذ الحروب الصليبيه،وعدو دائم لمشاريع النهظه العربيه.
• وباسم الدين، تنتهك حرمته،وباسم الدين يتم شحذ الشباب وشحنهمبوهم ان لهم قضيه يناضلون من اجلها، هي الثورة على الظلم و حاله الاقصاء والتهميش،و ثورة على الحكام الذين لا يحكمون باسم الله، ويجري ذلك في غياب الرعاية الكافيه للشباب في اوطانهم،وغياب العمل على تلبيه رغباتهم الحياتيه والروحيه.
• والشباب يشكلون 60% من المجتمع العربي،ومع استمرار التهميش لدورهم الوطني في التنميه والتطوير، مما افقدهم الافق والامل بالحياة الكريمه والشعور بالعدالة الاجتماعية في معظم بلدانهم.
• هذا الاستقطاب الفكري والديني المتطرف للشباب العربي والدولي، قد يتوسع الى معظم دول العالم و العالم العربيتحديدا،وقد يخلق فتنة دينية في مواجهة ثقافتنا الاسلامية السائدة والمحافظة فقهياً ودينياً واجتماعياً،الامر، الذي قد يفصل ويفسخ اي مجتمع اسلامي عربي محافظ بحجة المطالبه بالتغيير والاصلاح.
وسائل لمكافحه الارهاب والتطرف
• على الدول العربية وشعوبها ،ان تدرك ان اشكاليه الاصوليه والتطرف، وتزايد ظهور التيارات الاسلاميه المسلحه والمتصارعه ،هي اشكاليه ترهن مصير العالم العربي والاسلامي ،وتؤطر للحديث عن التقسيم المذهبي والعرقي، وتؤثر على الحياة داخل المجتمع العربي، بالنظر الى دورو مكانه المؤسسه الدينيه والدور الاعتباري لرجل الدين داخل هذا المجتمع.
• فالصراع اليوم، لا يظهر فقط على مستوى التقابل بين الحداثه والمحافظه،ولكن على مستوى اخطر بكثير وهو صراع داخل التيارات الاسلاميه فيما بينها، من اجل الهيمنه على المشهد الاجتماعي والسياسي من معتدلين وتكفيرين وسلفين وجهاديين وانصار شريعه .
• على الدول العربيه،العمل سوية،وبدعم عالمي لمحاربه التنظيمات المسلحه على ارض الواقع، ومحاربه ثقافه التطرف، القادم من رحم هجمه العولمه الثقافيه القدريه، ومن فكر التنظيمات الارهابيه السلفي، والبدء بتنفيذ خطة اعلاميه طويلة لمعالجه اثارها السلبيه.
• و على الدول العربيه،البدء بالاصلاح الديني كما هو الاسلام السمح، والتنويرفي الثقافة والاعلام والمناهج والوعض والارشاد،واعطاء الشباب مزيدا من الاهتمام والرعاية،ورفع درجه الوعي العام لتحصين الجبهه الداخليه، وخصوصا آليه دحض الفكر التكفيري واعادة تأهيل خطباء الجوامع، والقائمين على التربيه والتعليم، ومؤسسات الشباب واعادة مراجعه المناهج المدرسيه،وطرق التدريس، والانفتاح على العلوم والفلسفه.
• وعلى الاعلام الرسمي، المتباطىء في فهم المتغيرات الثقافيه التي احضرتها العولمه منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن،والذي جعل العالم قريه كبيرة متصله، عليهم معالجهحاله الاغتراب Alienation،المصاحبه للعولمه ،والتي هي نتيجه عمليه التسارع الرقمي للتغير الاجتماعي،وهو عنصر اساس في الحداثه، والذي ادى الى تبدل القيم والعلاقات وانماط الحياة اليوميه للناس ،وهو ببساطه عدم قدرة الناس على فهم هذا العالم مع تعقيداته، والذي يؤدي الى نشوء ميل لدى الافراد للانكفاء وراء تفكير منغلق و محافظ جدا، قد تتحول الى عمل عنف وارهاب، او اللامبالاة بالعمل السياسي كحاله ،المانيا بعد حروب نابليون بونوبارت.
• على منظومه الاعلام العربي، ان يتحرك لانقاذ المجتمعات العربيه من حمله التشويش على الاسلام السمح، وهوا لتشويش الفكري و الثقافي المتطرف، ضمن خطة طويلة ، وهي اي الاعلام، القادرة على الوصول الى كل الناس، والاعلام هو صانع الثقافة الشعبية،فالاعلام الايجابي الموجه،وضمن نظام الكتروني عالمي، لضبط استعمال الشبكه العنكبوتيه، سيخفف من تغول وسوء استعمال التواصل الاجتماعي على افكار الشباب والتغرير بهم،فالحرب على الارهاب والتطرفهي حرب اعلاميه وثقافيه بالدرجه الاولى.
• وعلى الدول العربيه في نفس السياق،للانتصار على التطرف والارهاب،فك الحصار عن عمليه الاصلاح الشامل وتحقيق مزيدا من العداله الاجتماعيه،واحترام حقوق الانسان وتعزيز مفهوم المواطنه الانسانيه ،وهي قاعدة يقوم عليها التعدد الديموقراطي وسلامه الوطن والمجتمع وامنه واستقراره،وهي تعزز الوحدة الوطنيه الجامعه البعيدة عن التعصب والتطرف والعنف والمعززة بثقافه الحوار والاعتدال الاجتماعي والديني والوعي الوطني،و توسيع المشاركه الشعبيه في الحياة العامه،والانتقال الى الدوله المدنيه ،وهي محاور اساسيه لمقاومه منظومه التطرف والارهاب ،ولبناء مجتمعات أمنه ومستقرة ومحصنه،فالرهان الحقيقي في العالم العربي اليوم هو رهان تربوي ثقافي بالدرجه الاولى، كماان رقعه الصراع الحقيقي لا تتمثل في المجال السياسي المباشر،بقدر ما تتمثل في مجال التربيه والتعليم والتنشئه،القائم على الاصلاح الديني والاصلاح الثقافي.
الخيارات القادمه
• وعودة الى الملف النووي الايراني، وفرضيه علاقتهفي احد اوجهه بالاحداث الحاليه و بالتداعيات القادمة للاقليم، فإن نفوذ ايران الهائل في العراق، والذي دعم ويدعم المكون الشيعي، الذي عمل على اقصاء مكون السنة خلال سنوات سقوط النظام السابق،خلق حاضنه سنيه لمصلحه تنظيم داعش، وادى الى نزاعات مذهبيه وعرقيه، حين هاجم التنظيم الداعشي، المكون الكردي السني في الموصل، واباد السكان الايزيدين العراقين ،والمسيحين العراقين،وهيأمناخاً شعبياً عند البعض للمطالبة بالمحاصصة السنية الجغرافية،التي تطالب بالحماية الدولية، بعد ان حصل الاكراد على اقليم كردستان،وهي بدايه قد تؤدي مستقبلا الى الاستقلال عن العراق اذا توفرت لها الظروف الاقليميه والدوليه.
• وقد تنتشر حالهالمحاصصة الطائفية والمذهبية،الخالقه للحواضن المختلفه، في غياب المدافع الوطني القوي عن كل المكونات في البلد الواحد، وهوالدولة القويه، والمحصنه بكل مكوناتها البشريه ومؤسساتها الرسميه والشعبيه والمجتمعيه، حيث تظهر الهويات الفرعيه ،التي تنحاز غرائزيا للقبيله والطائفه والعرق، وتحتكر الحقيقه والمقدس، وتتعصب لهما،وقد تخلق حاله ما، تطلب المحاصصه الجغرافيه ضمن الوطن الواحد،كما في اليمن والعراق،وقد تنتشر مثل هذة الحاله للمحاصصهفي دول عربية كثيرة مثل سوريا وليبيا واليمن .
• وهذا كله مؤشر خطير على امكانية جربعض دول المنطقة، الى حرب دينية ومذهبيه وعرقيه(سنيه شيعيه)، قد تكون العراق وسوريا واليمن موقعها ،وقد تجر معها لهذة الحرب، بحكم الاصطفاف المذهبي والعرقي المعروفين،دولا اقليمية كبرى مثل ايران وتركيا وباكستان،اذا خلقت الاهداف و الاسباب،وتوفرت البيئه المحفزة لذلك.
• فالملف النووي الايراني قد يكون في احد جوانبه، صمام امان للاقليم نظريا !!!!، اذا ما نجحت الاطراف المتصارعه في تحقيق اتفاق الاطارفي حده الادنى المقبول،والغير مذل لايران وللغرب،وقد فضلت ايران هذا الخيار للتوسع بالنفوذ في محيطها العربي، بدلا من الاستمرار بالمشروع النووي ،وقد يكون له ثمن غير معلن، مثل القبول بادوار ايرانيه في اليمن، او دعم بقاء االنظام السوري، وفك ارتباطه التاريخي بفلسطين وحل مشكله اللاجئين،وينطبق التساؤل نفسه على مستقبل حزب الله في لبنان،وهل يصبح مثلا، حزبا سياسيا ويلقي سلاحه.
• بالاضافه الى تحقيق شرط فك العقوبات الاقتصاديه عن الملف النووي الايراني، وتوفير اموال طائله محجوزة (100 مليار دولار)، وامكانيه اعادة رفع اسعار النفط من جديد، مع بقاء العقوبات الدوليه الاخرى على ايران مثل عقوبات الارهاب وحقوق الانسان.
• وقد يؤدي الاتفاق الى تبطييء العتبه والمسار النووي الايراني لفترة طويلة، ووقف الابحاث الايرانيه في المجال النووي، ولكنه لا ينفي ان ايران اصبحت دوله نوويه في المستقبل،ولكنه قد يدعو الى تسارعدعوات بعض دول الاقليم ،لامتلاك التكنلوجيه العسكريه النوويه، بحجه التوازن الردعي مثل السعوديه ومصر والخليج.
• ولكن الاتفاق، قد يحمل في طياته ايضا ، بدايهالنهاية لتنظيم داعش المتطرف، الذي يهدد دول العالم كله، وخصوصا اذا شاركت ايران وتركيا الولايات الاميركيه ودول الاقليم، الحرب على الارهاب.وهذا يعني بالنتيجه تعاون اميركي اوربي واعتراف بالدور الايراني في الاقليم، رغم انزعاج بعض الدول العربيه واسرائيل من ما يجري.
• و قد يحمل الاتفاق الكثير من الشروط والتبعات، لجميع الاطراف في المنطقة والعالم ،وخصوصاً فيما يتعلق بعلاقة ايران المستقبلية بدولة اسرائيل وشروطها االمستدامه (اتفاق سلام دائم)، وكذلك علاقة ايران الاستراتيجية بحلفائها الحاليين، سوريا وحزب الله واليمن وفلسطين(حماس) ضمن ،رؤى سياسيه جديدة، تتعلق بفك ارتباط الصراع العربي الاسرائيلي ومفاهيمه المتراكمه في الوجدان العربي بالاطراف المتصارعه مثل سوريا والعراق وحزب الله ودوله اسرائيل.
• وقد يشمل الاتفاق لاحقا، شمول دولة روسيا، حليفة ايران السياسية، وقد يشترط فك العقوبات عن روسيا، وتسهيل موضوع استمرار تزويد روسيا لاوروبا بالغاز الروسي، مقابل تسويه في اوكرانيا،مع ملاحظه اشتدادالتنافس الدولي الجديد للغاز المكتشف في شرق المتوسط، بكميات كبيرة والذي، يشكل بديلاً محتملا لتزويد اوروبا بالغازالمتوسطي.
• ،مع ملاحظهفرضيه المحللين الاستراتيجيين،ربطجزء من احداث الاقليم الحاليه بالصراع العالمي حول الطاقه ، ومصادر الغاز الهائله والمكتشفه مؤخرا في السواحل العربيه،بعد ان اصبحت الولايات الاميركيه، من المصدرين الكبار للطاقه النظيفه، ولديها شبه اكتفاء ذاتي من النفط المحكم( الصخري ).
• كما يمكن لشروط الاتفاق القادم، ان تشمل دوله تركيا الصاعدة اقتصاديا، و الفقيرة بالنفط ، والطامعه تاريخيا بحقول كركوك العراقيه،والتي تواجه التحدي الكبير بدخول الاتحاد الاوروبي، وتحدي الدولة الكرديةالجارة، الصاعدة،والتي دافعت عن العراقين والسورين الاكراد في عين العرب والموصل،واصبحت حاميه القوميه الكرديه، و المالكه للنفط، والمالكه للتعاطف الدولي السياسي والعسكري.
• وتواجه تركيا اليوم،تحدي استمرار العلاقة التركيه مع الحركات الاسلامية في العالم العربي، وخصوصا مع الاخوان المسلمين في مصر، وتصلب العلاقه مع دول الجوار وخصوصا مع اسرائيل وسوريا.
• وبالنسبه لمجموعه الدول العربيه، فأنها لن تستطيع تعبأة الفراغ السياسي في المحيط العربي، وستبقى الولايات الاميركيه وشركاؤها شاغلي هذا الفراغ، وستبقى الدول العربيه مشغوله ولفترات طويله في اعادة التوازن لعلاقاتها الدوليه الجديدة مع ايران الجديدة، وقبول واقع، ما لم تقبله سابقا، وقد تلجأ الى تحالفات سياسيه مع تركيا(السنيه)، للوقوف امام النفوذ الايراني(الشيعي) في اليمن ولبنان والعراق.
• وعلى الدول العربيه، اعادة ترتيب بيتها الداخلي، ضمن عقد اجتماعي جديد،وحل مشكله اللاجئين والنازحين العرب انسانيا، وتحديث مفهوم المواطنه والعداله المجتمعيه الغائبه عن معظم الدول القطريه، وتعزيز المشاركه الشعبيه في العمل العام، وخصوصا تفعيل دور منظمات المجتمع المدني،وبناء دوله المؤسسات وسيادة القانون.
• وستبقى قضية الشعب الفلسطيني، المحتلةاجزاءكبيرة من اراضيه منذ حرب ال48 وحرب 1967،هي الاهم في منظومه الشروط المقيدة والتسويات لاي حل في المنطقه، وخصوصا بعدازدياد التعاطف الدولي مع القضيه والشعب الفلسطيني، والذي يلاقي كفاحه وصموده اعترافاً دولياً متزايداً ،بمطالبه المشروعه،في اقامه دولته المستقله على ترابه،وباعتراف دولي متزايد، ولعل الموقف الاميركي الجديد والناقد لسياساتاسرائيل،بعد نجاح الليكود المتطرف وتصريحاته السلبيه ،حول السلام مع الفلسطينين ، هو منعطف هام في مسيرة القضيه الفلسطينيه وتداعياتها.
• وعلى الاسرائيلين، المؤمنين بسياسه نتينياهو العنصريه، تجاه الفلسطينين العرب، ان يقرروا مستقبل العلاقه مع الفلسطينين، وطرح مشروع حقيقي للسلام مع العرب، فالنظام العالمي الجديد لن يقبل استمرار الاحتلال الابدي للفلسطينين، وعلى الاطراف الدوليه ان تقرر مستقبل حل هذه القضية، بما يرضي الفلسطينين ايجابياً، والا فإن العالم لن يستقرابدا ، وسيزداد التطرف والارهاب ،فمعظم ما يجري في الاقليم سببه الاساسي، هو عدم حل القضيه الفلسطينيه واقامه الدوله الفلسطينيه ،واستمرار بناء الموستوطنات في الاراضي العربيه، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي،والظلم الواقع على الفلسطنين.
• الخلاصه
o اعادت الولايات المتحدة الاميركيه دراسه استراتيجيتها في الشرق الاوسط،بعد ان اصبحت دوله نفطيه، ولديها اكتفاء ذاتي من الغاز والنفط الصخري لصناعاتها الاساسيه،وترفض المشاركه في ايه حروب كبرى الا اذا اعتدى عليها،وهي تبحث عن شريك استراتيجي في الشرق الاوسط، وقد تكون ايران هي الشريك المناسب، في دلاله واضحه على اعادة تشكيل النظام العالمي الجديد.
o اصبحت مصادر الطاقه الجديدة المكتشفه على السواحل الشرقيه للبحر المتوسط، تشكل اهتماما عالميا،وقد تصبح بديلا ممكنا لتزويد اوربا بها بديلا عن دوله روسيا.
o اصبحت ايران لاعبا اقليميا بعد توقيع اتفاق الاطار النووي مع الولايات الاميركيه والدول الاوربيه، وقد تلعب دور الشرطي في المنطقه اذا ما طلب منها ان تنظم الى التحالف الدولي لمحاربه تنظيم داعش الارهابي.وفي المقابل صمدت دوله كردستان العراقيه وردت هجمات التنظيمات الارهابيه عن اكراد العراق وسوريا ولاقت تعاطفا عالميا من الناحيتين السياسيه والعسكريه.
o نفوذ ايران في المنطقه بدأ بالصعود بعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 والقضاء على نظام صدام حسين السني القوي،حيث توفرت البيئه والادوات بعدها للصراع المذهبي والعرقي، واوجدت حواضن للتطرف والارهاب ،قد تسهل فكرة الحرب الدينيه والتقسيم المذهبي في البلد الواحد .ويندرج الموضوع نفسه على سوريا واليمن.
o نتج عن الحروب الاهليه والحرب على الارهاب في سوريا والعراق واليمن عمليه طرد للسكان من مناطقهم على شكل نزوح ولجوء غير مسبوق في التاريخ المعاصر ففي سوريا مثلا لجأ حوالي 5ملايين سوري الى الاردن ولبنان وتركيا والمانيا، كما نزح داخل سوريا حوالي 5 ملايين سوريوالعمليه مستمرة، ونزح كذلك ملايين من العراقيين واليمنين ولا زال الموضوع مستمرا.ويرى المحللون السياسيون ان هذة العمليه لها تداعيات خطيرة على مستقبل هذة الدول.
o على الطرف الاخر من المعادله، فشلت الدوله العربيه القطريه، بعد الاستقلال،في تطوير اي مشروع عربي نهضوي، واجهضت التعدديه السياسيه والفكريه السائدة قبل الاستقلال،ودمرت مفاهيم المواطنه الدستوريه للمكونات السكانيه، في غياب سيادة القانون والعداله الاجتماعيه وتكافئ الفرص، وافشلت مشاريع الاصلاح الشامل والاصلاح الديني والثقافي والانساني، مما ادى الى بروز الهويات الفرعيه والتعصب لها،والتي اصبحت حواضن جاهزة للتطرف والارهاب في معظم الدول العربيه.
o فشلت الجامعه العربيه كمشروع اقليمي عربي، في لم شمل العرب واحياء التعاون العربي ضمن رؤيه نهضويه شامله،الامر الذي اوجد فراغا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، استغلته دول الجوار القويه تركيا ,ايران واسرائيل، وخصوصا بعد ان تم تدمير القوى العربيه الاقتصاديه والثقافيه والمؤسسيه والعسكريه في سوريا ومصر والعراق وليبيا وغبرها.
o تأكد بشكل ثابت ان حمايه امن دوله اسرائيل الدائم ، هو التزام ومسؤليه اميركيه واوربيه لا تقبل النقاش، وقد يعيد اتفاق الاطار النووي مع ايران الجديدة، وضمن اعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، الحياة الى مشاريع التفاوض العربي الاسرائيلي من جديد. والملاحظ ان دوله اسرائيل بقيت متفرجه عما يجري في دول الجوار وعلى حدودها،وهو عكس ما كان يحدث عادة،لابل ساعد ذلك في اعادة انتخاب اليمين المتطرف الاسرائيلي والذي ينادي باقامه دوله قوميه لليهود في اسرائيل.
o يمكن لتركيا السنيه ان تلعب دورا بارزا في خلق تحالفات جديدة مع العربيه السعوديه وبعض الدول العربيه،لمواجهه النفوذ الايراني الشيعي.
o ستبقى معظم الدول العربيه لفترة طويله، خارج دائرة التأثير،الدولي و الاقليمي ، وعليها لكي تعود مؤثرة، تبني وتنفيذ برامج اصلاح وتنوير شامل لبلدانها، ويشمل ذلك الاصلاح الديني، هدفه الانسان العربي وحرياته وحقوقه وثقافته، واحترام التعدديه السياسيه والفكريه، والعمل على تحقيق العداله الاجتماعيه والوصول الى حاله الدوله المدنيه تحت سيادة القانون وحقوق الانسان.فالعرب يملكون مقومات اعادة النهوضالانساني والحضاري والثقافي المشترك لامه عربيه واحدة متوحدة الوجدان والتاريخ والامال،تستمد من عقيدتها الاسلاميه السمحه معاني التسامح والاعتدال ،شريطه الاهتمام بالانسان العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :