facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا عمال العالم : صلوا على النبي


سليم المعاني
30-04-2015 05:56 PM

ولمقولتي المنحوتة هذه حكاية ...
بعد انهيار الدينار في ليلة مدلهمة مكفهرة قبل ان يظهر ضحاها
عصفت بالبلاد والعباد الاحكام العرفية
وضيًقت حكومة رئيس الوزراء حينذاك الخناق على البشر والشجر والحجر
وصادرت حرية الكلمة ... وحق العمل ... والحياة
ففصلت من فصلت من اصحاب الكلمة الحرة النزيهة
وشردت من شردت ...
ونكلت بمن نكلت
ووضعت يدها على جريدة الراي
فابعدت رئيس التحرير محمود الكايد
وفصلت فخري قعوار وبدر عبد الحق من الراي ..
ولميس اندوني من ال (jordan times)
ومحمد سعيد مضية من صحيفة الشعب
وجاء وزير الاعلام حينذاك الى وكالة الانباء الاردنية يتبجح
وزعم انه لايوجد مفصولين عن العمل من الصحافيين
وقفت وسط كل الزملاء وقلت له : ان المفصولين بالعشرات
سألني من هم ؟
قلت : عد معاليك :
فخري قعوار ... بدر عبد الحق ... لميس اندوني ... محمد ابو غوش .. محمد سعيد مضية ... و
فقاطعني صارخا ... :
شو بدك أسلم شيوعين ويساريين صحافة البلد ..
وخرج محتجا غاضبا يرغي ويزبد !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ليعود مساء الى وكالة الانباء
ويصر حينذاك (1989)... ان يكتب كتاب تنسيب عزل (كاتب هذه السطور)
الى الحاكم العسكري اي رئيس الوزراء
(وتلك حكاية اخرى تقص لاحقا)
...............................................................
كنا في بداية ايلول / سبتمبر 1988
وانتخابات النقابة في شهر آذار / مارس 1989
وكان لا بد من الحيلولة دون وصول اي مرشح مرشح أيد البطش في الزملاء وتنكر للنقابة وحقوقها !!
ذهبت تلقائيا ومنفردا الى الصديق محمد ابو غوش في بيته ... وطرحت موضوع الانتخابات المقبلة للنقابة وانه لا يجوز ان نتركها (للمتحمسين الاوغاد) .
سالني : مش بكير ؟
قلت له : معركتنا ستكون شرسة ولا بد من التحضير والتعبئة !!
...................................................................
احضر لي اوراقا ... وطلب مني ان اعد قائمة بكل من اعتقد انه يصلح نقيبا
ففعلت ... واذكر اني فرزت نحو (32) اسما .
ثم بدات (انا وابو عمار) نستعرض الاسماء ... ومكمن قوتها او ضعفها ... ونغربلها الى ان وقع الخيار على (هاشم خريسات) وحينها كان يعمل سكرتيرا لتحرير المحليات .
كلفني محمد ابو غوش ان اذهب عند هاشم خريسات ... واخبره ان مجموعتنا او شلتنا وقع خيارها عليه لنرشحه نقيبا للصحافيين بهدف اقصاء راكان المجالي الذي تخلى عن النقابة ومبادئها منذ ان انزلته حكومة الرفاعي (بالبراشوت) على جريدة الرأي ... ونفذ التعليمات (من فوق) باقصاء فخري قعوار وبدر عبد الحق ولميس اندوني .
وحسب الخطة واحترازا ... قلت لهاشم عليك الان بالتزام الصمت ... فان سُئلت ان كانت عندك رغبة بالترشح نقيبا للصحافيين ... لا تنفي ... ولا تؤكد ... و(غمغم) الامور لان مبدا التقية هنا واجب لكي لا يتم البطش به !!
وعندما يقترب موعد الانتخابات في شهر 2 مثلا ... نعلنك على الملأ مرشحا لمركز نقيب الصحافيين .
التقيت (ابو المثنى) في بيته بنفس الليلة بعد ان انهى فترة دوامه بالرأطي ... ونقلت له
عزمنا وخظتنا ... فتفاجأ بشكل واضح ... ثم بدأ تحركنا الصامت الهاديء .
كان لا بد من استقطاب كافة الاتجاهات رغم ان نقابتنا لم تكن مسيسة بالاصل..لكن لكل صوت اهميته ...
كانت الهيئة العامة للنقابة صغيرة ... وفيها اسلاميون متزمتون ومنهم (ابو عمار) وقوميون ويساريون وشيوعيون (وعميدهم محمد سعيد مضية ابو فؤاد / عضو اللجنتين التنفيذية والمركزية للحزب الشيوعبي الاردني ايام ما كان الحزب حزبا ... والرجال رجالا !!
كان ابو غوش لا يطيق سماع اسم (مضية)
لكن التحالف امر لا بد منه في معركتنا الشرسة ... فضغطنا على (ابو غوش) ... فقبل على مضض ...
كانت مجموعتنا التي تشكل موقفا نقابيا صلبا من ابرزهم (عرفات حجازي ، راكان المجالي (قبل ان ينقلب علينا وعلى النقابة ومبادئنا المشتركة) ، محمد ابو غوش ـ فواز كلالدة ، نايف مخادمة ، احمد الدباس (باستثناء احدى الدورات خرج على السرب) ، عوني بدر ، رشيد حسن ، صدقي الريماوي وآخرين كانوا مناصرين ومؤيدين لكن (من وراء حجاب) .
عندما اتضح لراكان المجالي انه فقد انصاره وقاعدته الانتخابية وان معركته ــ إن ترشح ــ خاسرة ... لم يجرؤ على الترشح ... وقام جناح (الحكومة) بترشيح الاستاذ عبد السلام الطراونة لمركز النفيب !!
ويمتاز الاستاذ عبد السلام ... باخلاقه الرفيعة وادبه الجم ودماثته ومهنيته المعتبرة لكنهم ظلموه عندما دفعوا به للترشح !!
وحين حمي الوطيس ... اصبحت اجتماعاتنا يومية ... وخلال سهراتنا الانتخابية كان فريقنا يحتسى اليانسون والشاي بالميرميه والبابونج والقرفة ... وفي احسن الاحوال (القهوة) بينما الفريق المنافس يعقدون اجتماعاتهم في مزرعة (الحج محمود سعيد) ويسفكون دماء الخراف ويستبيحون لحومها ما بين مناسف وشواء وما يصاحبها من شراب مصفر واقرب لونا لسنابل الشعير او داكن اومشع وابيض كالحليب
في سهرة من سهراتنا الانتخابية ... وبعدما غادر ابو فؤاد ... ففجًر (ابو عمار) مفاجأة مدوية عندما ابدى اعجابه الشديد (بابو فؤاد) وخلقه وتعامله ودماثته وحصافته فما كان مني إلا ان قلت في اللقاء الذي يليه وبحضور (ابو فؤاد) ... لا بد ان يكون لحملتنا شعار ... واقترح ارضاء (لابو عمار وابو فؤاد) ان يكون شعارنا (يا عمال العالم : صلوا على النبي ) فضج الحاضرون ضحكا !!
....................................................................................
من طرائف الحملة الانتخابية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنا نقوم بجولات انتخابية من اقصى الشمال لاقصى الجنوب ... فالاغوار الوسطى والشمالية ...
في احدى الجولات ... التقينا صباح يوم جمعة في صويلح ... (ابو عمار وابو فؤاد وهاشم خريسات وبدر عبد الحق وكاتب السطور) ... واصر بدر عبد الحق ان نستقل سيارته ... كما اصر ان اقودها انا تحديدا ... فامتثلت .. وعندما فتحت باب السيارة رميت بثقلي وانا واقف على الكرسي فصرخت صوتا شق عباب السماء فتراكضوا جميعا عندي وانا اصرخ فرفعوني سحبا من السيارة فاذ بالدماء تنزف بغزارة من اليتي او (قفاي) نقلوني بسرعة الى مستشفى الجامعة فرتقوا الجرح وانقطعت الدماء وذهب هاشم خريسات واشترى لي (كلسون) بدلا كلسوني الذي غرق بالدماء !!
كان بدر يضحك ... ويضحك كعادته وكأن شيئا لم يحدث ..وابو فؤاد تملكه الخوف بداية ... وحقيقة ما حدث ان سلكا غليظا بارزا من مقعد سيارة بدر ... لم انتبه له ولم يخبرني عنه بدر ... وعندما القيت بكل ثقلي على المقعد لاتولى القيادة ... دخل السلك بإليتي !!
حاولوا ان يعيدوني الى البيت ... فرفضت ... وواصلت معهم الجولة الانتخابية ... زرنا الزملاء في السلط وفي الاغوار زرنا صالح العدوان وشحادة ابو بقر ثم اتجهنا الى الشمال / محافظات اربد وعجلون وجرش ...
وعدنا عمان منتصف الليل .
قاد بدر سيارتي ... وقاد ابو فؤاد سيارته ورافقنا هاشم واوصلوني للبيت ...
وعندما دخلت غرفة النوم كانت زوجتي تغط في سبات عميق ... فاستيقظت
وعندما خلعت البنطال واذ بها تصرخ باعلى صوتها :
شو ؟ مغير سروالك؟
فين شالح سروالك وجاي بسروال جديد ؟؟
كنت اشير لها بيدي اي انتظري ...
ما كنت ادري ماذا افعل ما بين الالم وضحكي ... وصراخ زوجتي ...
وعندما خلعت السروالوظهر الضماد انبهرت وسالت شو في : شرحت لها فاخذت بالبكاء !!
وهكذا هن النساء ... جميع النساء !!
...................................................................
في ليلة الانتخابات ... كان اجتماعنا الاخير للتقييم بمنزل الزميل احمد الزغيلات بضاحية الرشيد ... كنا على ما اذكر محمد ابو غوش وابو فؤاد وهاشم وعوني بدر وانا ... غادرنا جميعا مع آذان الفجر ... صعدت مع ابو فؤاد بسيارته اللادا الحمراء ... كان الثلج يتساقط والسكون يطبق على المنطقة ... شغل ابو فؤاد محرك السيارة ... وبعد برهة التدفئة ... ونحن لا زلنا لم نبرح مكاننا ...
سألني : بالك بينجح هاشم ؟
قلت له : أعطني قائمة الهيئة العامة ...
واخذت اتصفحها بصمت مثل صمت القبور ...
بعدما فرغت ... قلت له :
ان كان هناك بقايا ضمير لدى الوسط الصحفي ... فسينجح هاشم بفارق صوتين او ثلاثة
كان احد الزملاء من قادة حملة الزميل عبد السلام (وهو من الذين فتح الله عليهم فاصبح نائبا ووزيرا من وزراء حكومة وادي عربة) ... كان يقول ... نحن سنتجاوز الثلاثة ارقام ... أي فوق أل (100) صوت ...
كانت الهيئة العامة نحو 170 صحفيا فقط ...
............................................
أوصلني أبو فؤاد لبيتي حينذاك ببيادر وادي السير
وعندما واجهه احد المنعطفات اخذ اقصى اليسار ...
صحت باعلى صوتي : يا ابا فؤاد ... (توديناش بداهية) خذ اقصى اليمين
احتد قائلا : بدك إياني بتالي العمر آخذ يمين ؟ اهية لا يرد السيارة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اخذت حماما سريعا
احتسيت كوبا من القهوة ...
ثم مضيت نحو غرفة الصناعة بجبل عمان مكان الاقتراع
وبعد انتهاء التصويت ... كنت اقف الى جانب ابو فؤاد ...
ومع النطق بنتيجة كل ورقة كان قلبي يخفق ... اخاله يتفلت من قفصي الصدري
وبمجرد الاعلان عن النتيجة (83) صوتا لهاشم و(81) صوتا لعبد السلام
مسكت يد ابو فؤاد ورفعتها صارخا : الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...
كنت ارفع يد ابو فؤاد وهو يحاول جاهدا ان ينزلها للاسفل ...
نجح هاشم ... ونجحت انا وبدر في المجلس
وحكايا نقابة الصحافيين ... كحكايا الافعى ... والجان ...
لا تنتهي ...
(س.م)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :