facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المشهد الأخير


د. ماجد الخواجا
29-04-2008 03:00 AM

قيل: " إن مقتل إنسان يعدّ كارثة ومقتل الآلاف مجرّد إحصائيات" وأقول كمثال: إن عمان يقطنها الملايين، لكن لها أمين واحد.. ويحدثنا التاريخ أن الشواهد العظيمة كالبتراء والأهرام والحدائق المعلّقة شيّدت على أكتاف وأرواح عشرات الآلاف من البشر الضحايا الذين سقطوا في سبيل تخليد التاريخ لزعيم مثل أخناتون وكليوباترا وخوفو وأرتيمس والحارث ونبوخذ نصّر وهكذا.. كذلك فإن الممثلين الذين تصبح شهرتهم تجوب الآفاق و تفوق شهرة العديد من الزعماء، ليسوا سوى نتاج المشهد الأخير، مع أن ما يتم من أعمال خلف الكواليس وما قبل الظهور على المسرح، هو البناء الحقيقي الذي يتم تجييره لصالح المشهد الأخير عندما تُفتح الستارة ويقف الممثلون على خشبة المسرح ليقطفوا ثمار جهود كافة الجنود المجهولين، هذا المصطلح ليس سوى مواربة مهذّبة لمفهوم ( الضحايا المستغفلون) وما تلك الحركة التي يقوم بها الممثلون عند انتهاء العمل المسرحي بالكشف عن بعض الجنود المجهولين وإظهارهم على خشبة المسرح ليحظوا ببعض التصفيق الأخير من قبل الجمهور، إلا نوعاً من الإقرار بالتقصير والاعتراف بالإدانة، حيث سرعان ما يعودون للاختفاء لتختتم حفلة التصفيق بخروج بطل المشهد الأخير حيث يتواصل التصفيق والصفير إعجاباً وتكريماً له.. كذلك ففي الحروب يموت الجنود وقوداً للمعركة ليبقى أحدهم ممن نجا بحياته وربما ممن تمكنوا من الهروب ليحدثنا عن بطولات وصولات وجولات وعن مشاهد لا نستطيع إلا التسليم بها، وذلك يعود إلى أن محدّثنا هو بطل المشهد الأخير..
ويندرج تحت مفهوم المشهد الأخير كثير من شؤوننا الحياتية.. فرئيس التحرير ورئيس الحزب ورئيس النقابة أو الجمعية.. ورئيس الحكومة.. هؤلاء هم الذين يحظون بالمشهد الأخير، وهم الذين يُدعَوْن للندوات والمؤتمرات والسفرات.. هم الذين يصرّحون ويستقبلون ويودّعون.. هم الذين تتم متابعة أخبارهم ونشاطاتهم وربما كسلهم.. مَن منّا لم يسمع بالبخيت أو طوقان.. بمازن المعايطة.. بناصر جودة.. ببشير الدعجة.. بعمر المعاني.. بفيصل الشبول.. بمحمد عبيدات.. بسهير العلي.. بوائل السقا.. بصالح العرموطي.. بزكي بني ارشيد.. ومَن منكم سمع عن عايدة مرجان وحليمة وأمين عاشور ونذير أبو الغنم وحسن عطية وسميح بكر ونبيل عرفة وزياد عواودة وأحمد الشوابكة ومحمد بني عيسى.. بأكثر من أربعة ملايين مواطن أردني.. المشهد الأخير: إنه مشهد يروق لنا أن نتشوقه ونتأمله، فهو يظهرنا تماماً كما لو أننا لسنا نحن.. بالمناسبة: حكوماتنا كلّها تتقن وتتألق في فن الخروج الأول على المسرح.. لكنها تنهار دفعةً واحدةً في اللقطة الأخيرة..
E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :