facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانقلابيون .. وثقافة الحقد


بلال حسن التل
10-05-2015 02:18 PM

تحدثنا في المقال السابق عن جوانب من انقلاب مجموعة التنظيم السري الذي اطبق على عنق جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، وقلبها عن مسارها التاريخي في اطار انقلابها على الاردن كوطن، حيث صارت تربي شباب الاخوان على ثقافة كراهية الاردن والحقد عليه.. والامثلة على ذلك كثيرة، منها ان دورات اعداد نقباء الاخوان المسلمين كانت تركز على ترسيخ مفهوم جاهلية المجتمع الاردني، مع تأكيد المحاضرات التي كانت تلقى في هذه الدورات والنقاشات خلالها على ان الجماعة ليست جزءا من النظام السياسي في الاردن، وأن عليها أن تعد العدة لازالته، الى غير ذلك من المفاهيم التي تدور حول جاهلية المجتمع، استنادا الى فكر سيد قطب خاصة كتابه «معالم في الطريق» الذي صار مع كتاب اخيه محمد قطب «جاهلية القرن العشرين» والكثير من كتبهما الاخرى هي العمود الفقري لمناهج تربية شباب الاخوان المسلمين. ومن المعروف ان كتب سيد التي انتزعت منها بعض مقولاته وافكاره من مسارها العام وسياقها التاريخي، هي التي استندت اليها جماعات التطرف والتكفير.. وأولها جماعة (التوقف والتبين) المشهورة باسم (التكفير والهجرة) وغيرها من مدارس العنف، ولعل هذا ما يفسر لنا سر انقلاب جماعة التنظيم السري على الاردن كوطن، وبروز خطاب التهديد اللفظي للاردن لدى الجماعة، والذي انتقل الى تهديد علني عبر الاستعراضات شبه العسكرية التي شهدتها شوارع عمان.
نعود الى دورات إعداد نقباء الاخوان المسلمين التي اشرنا الى المفاهيم التي كانت تحرص على غرسها في نفوس المشاركين بها، وهي مفاهيم ترى في المجتمع الاردني مجتمعاً جاهلياً، وفي النظام الاردني نظاماً جاهلياً لابد من ازالته، ولمن لا يعرف، فان النقباء الذين يجرى غرس هذه المفاهيم فيهم، هم الذين يتولون تثقيف وتربية وإعداد سائر الاخوان المسلمين، خاصة الطلاب والشباب، وهذا يعني تربية هؤلاء على ثقافة كراهية الاردن مجتمعاً ونظاماً، ومن ثم الحقد عليهما، وهذا ليس انقلابٌ على الاردن فقط لكنه انقلابا على مفاهيم مؤسس الجماعة حسن البنا، الذي كان يرتدي لباس جوالة الاخوان المسلمين للترحيب بالملك فاروق كبادرة حسن النية من الجماعة نحو رأس النظام السياسي في مصر، وعلى قاعدة «أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، لكن مجموعة التنظيم السري في الاردن ركلت تعاليم البنا، ومن ثم نهج المؤسسين الأوائل للجماعة، وانحازت الى ما يوافق هواها في الانقلاب على الاردن الوطن من بعض مقولات آل قطب.
وفي اطار ثقافة الكراهية والحقد التي تبنتها مجموعة التنظيم السري في الاردن لتمرير فكرة الاغتيال المعنوي للاردن كوطن في نفوس شباب الجماعة، مارس رموز التنظيم السري عملية اغتيال ممنهجة لكل مؤسسات الوطن الاردني، باعتبارها مؤسسات نظام جاهلي، يجري العمل لازالته عبر تشويه رموزه ومؤسساته، خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية، وفي هذا الاطار كرس رموز النظام السري ثقافة الحقد على جهاز المخابرات الاردنية على سبيل المثال، وصاروا يتهمون كل من يعارضهم بـ«الرأي» والتوجه بانه عميل للمخابرات الاردنية، باعتبار ذلك «تهمةً مشينةً» وباعتبار الأجهزة عدوة، حتى ليظن المتابع ان عداء مجموعة التنظيم السري اشد من عدائها لجهاز الموساد الاسرائيلي، علما بأن رموز هذا التنظيم السري كانوا يسعون الى التواصل مع بعضهم سرا للاستفادة من خدماتها، وعندما فكرت الجماعة بتنظيم العلاقة بينها وبين الأجهزة المختصة، خاض رموز هذا التنظيم صراعا حادا لتكون اللجنة المكلفة بالتواصل، وهي اللجنة التي اسمتها الجماعة في حينها (اللجنة الأمنية) والتي اقترح تشكيلها آنذاك احد اعضاء الكتلة النيابية للجماعة بهدف تنظيم الاتصال مع المخابرات هذا في السر، اما في العلن فقد واصل رموز التنظيم السري نشر ثقافة الكراهية ضد المؤسسات الاردنية، مما يوضح النزعة الباطنية عندهم، والاسلوب الميكافيلي في عملهم على قاعدة: (الغاية تبرر الوسيلة).
لم تتوقف عملية نشر ثقافة الحقد والكراهية عند حدود المؤسسات الوطنية، بل امتدت الى الاشخاص، فقد صار كل اردني لا يؤمن بمنهج التنظيم السري وبموقفه من الاردن، باعتباره مجرد ساحة عمل، لا وطن متهم بانه (عميل) وهي تهمة الصقت بالكثيرين من رموز وقيادات الاخوان المسلمين، ومنهم من تولى موقع المراقب العام، وعضوية المكتب التنفيذي، ومجلس الشورى، حتى صار كل اردني متهمًا حتى تثبت براءته، وعندما اكتشف رموز التنظيم السري ان تهمة التعامل مع الأجهزة لم تؤد الى اغتيال بعض رموز الاخوان المسملين، اطلقوا بحقهم اشاعات تقام على من يطلقها حدود الله، خاصة وان بعض هذه الاشاعات دخلت في باب قذف المحصنين من رموز الجماعة التي لم تساند رموز التنظيم السري، الذين لم تسلم من أذاهم قامات اخوانية قدمت للجماعة اضعاف اضعاف ما قدمه اصحاب ثقافة الحقد والكراهية فلم تسلم منهم قامة يوسف العظم، ولا قامة عبد الله عزام، الذي كان هؤلاء الانقلابيون يسمونه (مخلول افغانستان) والذي دفعه اذاهم له بعيدا عن الاردن وفلسطين بتواطؤ من رموز هذا التنظيم الذين اذوه وأخرجوه، ثم لم يترددوا في تقبل العزاء به والبكاء عليه والتفاخر بأعماله في تكريس لممارستهم الميكافيليه التي صاروا بها يعرفون.
كل هذا الأذى الذي لحق بالرموز من اصحاب السبق من الاخوان المسلمين ممن تعرضوا للاغتيال المعنوي في اطار الاغتيال الاخطر للوطن، خروجاً على ثوابت الجماعة وفكرها الذي قامت عليه.. كل ذلك كان من اسباب تململ الخيرين من ابناء الجماعة ضد الانقلابيين من حملة ثقافة الحقد والكراهية ومروجيها، بهدف إعادة الجماعة الى منهجها الحقيقي.

"الراي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :