facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المفارقات والتناقض


د. سامي الرشيد
02-06-2015 04:07 AM

المفارقة هي تناقض الحقيقة وتناقض لمجمل المعرفة وتناقض المنطق ,وهي تناقض ظاهري او امر محير ظاهري التناقض .
المفارقة لدى سقراط تدل على رؤيته الاخلاقية :الدولة الفاضلة هي معرفة , لا يوجد شخص يقوم بعمل سئ دون معرفة .
أما الفيلسوف زينون ,فقد استعمل المفارقات , حول ان الحواس تضلل ويجب الاعتماد على التفكير فقط, وقد الف كتابا في المتناقضات .

لقد الفت الفيلسوفة البلجيكية شانتال موفي عام 2001كتابا بعنوان مفارقة الديموقراطية.
تعني كلمة المفارقة انها تنطوي على الصدق وعدمه اي تنطوي على التناقض.
هناك نوعان من الديموقراطية ,ديموقراطية قديمة ويموقراطية حديثة .
الديموقراطية القديمة نشأت في أثينا وتعني سلطة الشعب ,والقانون هو الممثل لهذه السلطة ,والغاية منه اقامة العدالة لتحقيق المساواة .
بعد ذلك تطورت السلطة الشعبية وتحولت لسلطة الحاكم, ومع غياب الحاكم,غابت السلطة واصبح مكانها فارغا ,وعندئذ أصبحت الديموقراطية الحديثة هي البديل ,وهي عودة الشعب لممارسة السلطة .
لكن الخطاب الليبرالي الذي يدور حول حرية الفرد وحقوق الانسان ,لا يدخل في علاقة عضوية مع التراث الديموقراطي القديم الذي محوره المساواة وسلطة الشعب .
اذن هناك ثمة تباين بين تراثين ,تراث الديموقراطية القديم , وتراث الليبراليين الذي اشتهر بفصل الكنيسة عن الدولة والعام عن الخاص ,فهذا التراث ليس مردودا الى الخطاب الديموقراطي القديم ,انما هو مردود لمصدر آخر .
الحرية هي محور الخطاب الديموقراطي الحديث , لا علاقة لها بالمساواة التي هي محور الخطاب الديموقراطي القديم , ويصبح هناك تناقض بين الحرية والمساواة .
أصبح هناك صراع بين الديموقراطيين والليبراليين ,واصبحت الديموقراطية الحديثة تضع عوائق امام سلطة الشعب باسم المحافظة على حرية وحقوق الانسان .
هذا يعبر عن مفارقة الديموقراطية ,أي التناقض بينها وبين المساواة والحرية
لقد نشأت الديموقراطية مع الدولة الحديثة ,وهذه الدولة نشأت اثر انهيار العصور الوسطى , التي كانت تتميز بتباهي السلطة الدينية المدعمة للنظام الاقطاعي بملكيته الحقيقية المطلقة ,ومن ثم انعدمت المساواة وانعدمت الحرية,فالدولة الحديثة تكون خالية من ملاك الحقيقة المطلقة .

التناقض هو تلازم بين موضوعين في الفعل والقول والاسلوب ,أحدهما صادق والآخر غير صادق , وهو القول بوجود الشئ وعدم وجوده بنفس الوقت .

قيل ان تحب من تكره فهذا انتصار له ,اما ان تكره من تحب فهي الهزيمة لكل الاحلام .



سأل اعرابي الخليل بن احمد ما انواع الرجال ؟
قال الخليل :الرجال اربعة :,رجل يدري ويدري انه يدري فاسألوه , ورجل يدري ولا يدري انه يدري فذاك ناس فذكروه ,ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك يسترشد فعلموه,ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه .

قال نزار قباني في التناقضات :
فشلت جميع محاولاتي
في ان افسر موقفي
ما زلت تتهمينني
كاني هوائي المزاج
ونرجسي في جميع تصرفاتي
فانا كما البحر في مدي وجزري وعمق تحولاتي
ان التناقض في دمي وانا احب تناقضاتي
ماذا سافعل يا صديقة
هكذا رسمت حياتي
منذ الخليقة هكذا رسمت حياتي

اما الدول الكبيرة المتقدمة التي تدعي الديموقراطية,رغم تطبيقها على شعوبها لكنها في الخارج تناقض هذا المبدأ وتكيل بمكيالين ,لمص دماء الشعوب الاخرى والسيطرة على خيراتها واقتصادها,فأي ديموقراطية تدعيها واي عدالة ومساواة؟


لكنني اقول ان الديموقراطية الحقيقية التي هي نظام سياسي واجتماعي , يجب ان تعتبر الشعب هو مصدر السلطات ويحكم نفسه عن طريق ممثلين باجراء انتخابات نزيهة ,تمارس الاغلبية الحكم ,بواسطة دساتير وقوانين تطبق على الجميع ,لضمان الحقوق والحريات العامة وحرية التعبير والعقيدة, ووجود دولة القانون والمؤسسات التي تحترم وتضمن حقوق المواطنين والمساواة بينهم ,وضمان عدم الجمع بين السلطات الثلاثة ,التنفيذية والتشريعية والقضائية وضمان استقلال كل منهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :