facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوش صديق العالم كلّه


خالد محادين
18-03-2007 02:00 AM

عندما كنا على مقاعد المدرسة الابتدائية ، كنا نقرأ في كتاب اللغة العربية عن قصة شخص اسمه (سليم) كان معروفاً لدى كل اهل المدينة، متميزاً في خلقه واستقامته وشهامته وحرصه على ان يخدم الجميع، حتى وصفه اهل المدينة بانه (سليم صديق العالم كله) - كان العالم بالنسبة لهم هو المدينة التي يعيشون فيها.أشعر احياناً أن لا رجل يشبه (سليم) مثل الرئيس بوش في خلقه واستقامته وشهامته وحرصه على ان يخدم الاسرة الانسانية كلها بالطريقة التي يراها مناسبة في العراق كما في افغانستان كما في فلسطين كما في جنوب لبنان ، اذ إن ما اوقف الرئيس بوش حياته وترسانته وكراهيته للآخرين وبالتحديد نحن في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، فهو يواصل منذ ستة اعوام انجازاته الانسانية النبيلة وبناءه المذهل للديموقراطية القائمة على القتل لمجرد القتل ، والتدمير لمجرد التدمير فكان عدد الضحايا في افغانستان قد اقترب من المليون غير المشردين ، وكان في العراق عدد مماثل ، والمذابح مستمرة تحت لافتة واحدة هي توفير الأمن للعراقيين وتطهير العراق من الارهابيين والقاعدة واعداء الحضارة الغربية، وفي ظل هذه الانجازات المذهلة للغزو الاميركي واحتلاله ، هناك اجماع انه ما من بلد في العالم عانى ويعاني اهله كما في العراق ، حيث فقدان الأمن التام وفقدان الماء وفقدان الكهرباء وفقدان الغذاء وفقدان الدواء ، بينما تواصل واشنطن تقديم خططها الامنية التي بات من الصعب تذكر حجم عددها ، لانها مرة اسبوعية ومرة شهرية ومرة سنوية تقدم تحت عنوان الاستراتيجية الامريكية في العراق ، كما تواصل الطارات المقاتلة الاميركية شن العديد من الهجمات والغارات على مدن بكاملها او على احياء بكاملها او على منازل ومباني يعلن الناطقون باسم الجيش الاميركي ان الهجمة او الغارة استهدفت معسكراً للارهابيين وموقع تدريب لعناصر القاعدة او مستهدفين لأمن العراق ومواطنيه ، حتى اذا عادت الطائرات الاميركية الى مواقعها ومطاراتها ، وتحرك المواطنون لتفقد نتائج الغارة وضحاياها ، وجدنا امامنا جثثاً محروقة لاطفال ونساء ومواطنين لا علاقة لهم بالارهاب أو القاعدة او مخربين ، لكن واشنطن تصر على مزاعمها التي تتحدث عن الاهداف الخطيرة للغارات ونجاحها في قتل عشرة او عشرين او خمسين من العناصر الارهابية والتكفيرية !! قبل شهر تقريباً ، كانت الولايات المتحدة بادارتها المحافظة بدءاً من الرئيس بوش وانتهاء بموظفي الخارجية والدفاع ، تعلن صباح مساء انها لن تقبل باقامة أي اتصال او الحوار مع السوريين والايرانيين ، كما حذرت واشنطن الكيان الصهيوني من اية محاولة لأي اتصال او حوار مع السوريين ، ثم فجأة تتلاحق المواقف المضادة ، فتدعو الولايات المتحدة الى لقاء موسع في بغداد تم تقديمه كاقتراح من الحكومة العراقية واستجابت اكثر من ثماني عشرة عاصمة للدعوة ، وذهبت الى بغداد ، وعقدت اجتماعاً يتيماً بحث كل اوضاع العراق ، بينما تم اتصال بين الاميركيين والايرانيين واعلان واشنطن استعدادها لحوار معمق مع طهران يتناول الاوضاع في العراق، ثم جاءت الى دمشق مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية بحجة بحث اوضاع اللاجئين العراقيين الذين فروا من بلدهم طالبين السلامة والأمن في الأردن وسوريا ، وموضوع كهذا لم يكن يوماً موضع أي اهتمام اميركي ، لكن زيارة المسؤولة الاميركية كان بهدف فتح حوار والبحث عما يمكن ان تقدمه دمشق لايقاف غرق الولايات المتحدة في الجحيم العراقي ، ثم جاءت دعوة من واشنطن موجهة الى الكيان الصهيوني للحوار والاتصال والتفاوض مع السوريين وهو الامر الذي كانت واشنطن قد حذرت هذا الكيان من الاقتراب منه قبل شهر وأيام.

السياسة الاميركية في العراق كما في افغانستان سياسة غبية بكل ما تعنيه الكلمة، ومع سقوط رهان العسكريين الاميركيين على أي حسم او انجاز في العراق، وجدت الادارة الاميركية نفسها امام الخيار الصعب وهو التعامل مع الدول المارقة والداعمة للارهاب للبحث عما اسماه بوش (الانسحاب المشرف في العراق) حتى يتجنب على طريقة عقلية رعاة البقر الاعتراف بالهزيمة سواء من قبل المقاومة العراقية او من قبل الشعب الاميركي الذي هزم سياسات اميركا التي حولت الولايات المتحدة لدى شعوب العالم وأممه الى اكثر الدول المكروهة في عالمنا بالمشاركة مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب على ارض فلسطين بطائراته وفرق اغتيالات ودباباته وحصاره للشعب الفلسطيني ما يشبه ما ترتكبه الولايات المتحدة في العراق وافغانستان.

هل بدأت الادارة الاميركية تصحو وتفتح عينيها على الحقائق التي تجاهلتها بسبب غطرسة القوة وشهوة القتل وتحدي كل القيم والمبادئ الانسانية والدولية، وسيظل التاريخ يسجل اسوأ عشرة اعوام تعرضت خلالها البشرية لكل ما تعرضت له بتلك الغطرسة والشهوة والعناد، الذي لا يهزم سوى اصحابه في لحظة محددة.

اميركا قبل 2000 واميركا بعد 2010، لن تكون بعد عامين كما كانت قبل مجيء بوش الى البيت الابيض، ليقود حروبا حاقدة وعمياء لم تحمل للولايات المتحدة بكل ما يزدحم به تاريخها سوى الحقد والعار.

kmahadin@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :