facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاتجاه خاطيء للمركز الصحي


فهمي الكتوت
06-05-2008 03:00 AM

كنت مستعجلة كعادتي سائرة في احد شوارع عمان , فاستوقفتني عائلة مكونة من الاب والام وعلى كتفها طفلا رضيعا ظاهرا عليه المرض , سألتني عن اتجاه المركز الصحي التابع لتلك المنطقة, فنظرت حولي واذ هناك لوحة مكتوب عليها المركز الصحي وسهما يتجه الى اليمين فقلت لهم اللوحة تشير الى هناك الى المنحدر اسفل الجبل , فنظروا الي وقلت لهم مبتسمة لا اعتقد ان في ذلك المكان اي مركز صحي !! فابتسمت اليّ الام بالرغم من التعب والخوف على طفلها الرضيع , فحزنت لاجلها , فقالت لي عدة اشخاص أرشدونا الى مكان المركز ولكن لا احد كان صادقا في وصفه , تعبنا من البحث وابني مريض ارجوكي ساعدينا ! فرحت انظر حولي علني أرى علامة ترشدني , وقلت لهم للاسف انا لا اعرف مكانه , فنظرت الى لوحة الاعلان مرة اخرى واعطيت امانة العاصمة نصيبها من العتاب لعدم تفقدها اللوحات الارشادية الموضوعة على الطرقات وتصحيح اتجاهاتها !! لكن هذا ليس حديثنا الان فالعائلة بحاجة الى الوصول الى المركز الصحي قبل موعد الاقفال , فبدات باستعمال ما تعلمته بعلم الادارة وبدأت بتحليل اللوحة كيف وضعت ولماذا وضعت ؟ وما الاتجاه الصحيح الذي ترمي اليه؟ فحددت الاحتمالات , وطرحت منها اللامعقول ومن ثم انتهيت بخيارين , أحدهما حاولت به العائلة من قبل فلم يبقَ اذا الا احتمال واحد , فقلت لهم على المؤكد من هنا , فنظر لي الاب باعجاب وقال لي الظاهر انك متعلمة في مدارس محترمة , شكرا لك سيدتي ومشوا مبتعدين سريعا لكي يلحقوا المركز الصحي قبل موعد الاقفال .

وقفت اتأمل الموقف برمته, توجيه خاطيء وعلامات خاطئة , والنتيجة لا مكان , مع ان المطلوب شيء واضح ومحدد , كثيرا ما نمر في حياتنا بهكذا مواقف, نسير في طرق لنجد انها ليست هدفنا و نتبع علامات نستدل بها لنجد في النهاية انها موضوعة خطأ , نصادف اشخاصا يوجهوننا خطأ بنية المساعدة, وفي النهاية نجد اننا لم نصل الى شيء ولم نحقق شيء . ومحظوظ الذي يستدرك خطأه قبل فوات الاوان, او يجد من يوجهه الى المكان الصحيح.

كم منا قيَم حياته وسأل نفسه الى أين أنا متجه أوما ذا أريد؟ هل أنا في الاتجاه الصحيح ؟ أم ضائع في متاهات الحياة ومتطلباتها.
احيانا نعقد حياتنا بامور كثيرة , مواعيد واتصالات , سفر ومشاريع , أحلام وطموحات , سيارة فاخرة , وبيت مستقل , ورصيد في البنك , كل هذه الاشياء جميلة ومن منا لا يريدها ؟ ولكن احيانا نجعلها تستعبدنا وتسود علينا ونصبح عبيدا لمتطلباتها , فتفوق احتمالنا. وكم منا تمنى احيانا بان يكسر هاتفه النقال , او ان يرمي كمبيوتره في اقرب سلة مهملات , او ان يعيش منفيا بعيدا عن هذا العالم الفوضوي وما فيه.
شعورنا هذا ما هو الا علامة على اننا في الاتجاه الخاطيء كمثل علامة المركز الصحي , علينا ان ندرس الاتجاه أولا : هل هو الاتجاه الصحيح المؤدي الى المكان الذي نريده ام الى الهاوية حتى لو كان هناك علامة تقول لنا من هنا او من هناك.

bassima@go.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :