facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صيف العراق الساخن


د. زيد أبو زيد
14-06-2015 02:05 PM

مثل مشهد جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز والكفوف تحمله في عمان حالة رفض مطلق للنظام الطائفي في العراق ، ورفض لكل نتائج الاحتلال الامريكي لقطر عربي افرغته السياسة الامريكية في المنطقه من دوره المحوري وعتمت على مستقبله واشاعت فيه الفوضى بكل اشكالها فاصبح مرتعاً للروافض الداعشيين وللطائفيين الشيعه فيما يسمى بمليشيا الحشد الشعبي.

لقد تقلب العالم طويلاً على صفيح السياسة الأمريكية ، ودار بالكامل في فلكها، وخضع لرغباتها السادية في قيادة العالم وفق سياسة اقتصادية وعسكرية وأمنية مهيمنة، طابعها الوحيد القوة ، وكأن "نيتشه" عندما تحدث عن الفضيلة الوحيدة ،وهي القوة، كان يقصد هذا النموذج المتفرد في السيطرة والنفوذ ، الذي لا يعطي أي مجال للتعامل معه ، إلا بالخضوع التام له في زمن الانقسامات والتجزئة في المعسكرات المقابلة ، وكان العراق إحدى النماذج التي تعرضت لسياسة الهيمنة لسنوات من الحصار و الاحتلال المرْ، وغادر بوش الصغير البيت الأبيض غير مأسوف عليه ، ليعترف لاحقاً بالأخطاء القاتلة التي ارتكبتها إدارته في العراق بعد أن تسبب بمقتل أكثر من مليون عراقي وتشريد أربعة ملايين آخرين ، و تدمير العراق ونهب ثرواته وآثاره وتاريخه، بل والادهى تركه عرضه لمليشيات طائفيه امعنت في شعبه تقتيلاً وتشريداً ليعود كل ذلك بعد سنوات القتل والتشريد وبالاً على الجميع بظهور تنظيمات متطرفه وفساداً بلا حدود وحكومات اما ضعيفه لا تملك من امرها شيئاً كحكومة العبادي واما حكومات كالمغادره دون اسف حكومة المالكي الطائفية المجرمة التي اعدمت رئيس العراق السابق الشهيد صدام حسين المجيد وصحبه بعد محاكمة غير عادله ولا تنسجم واي شروط عادله.

وبعد ذلك يقول بوش: إنه نادم ندماً شديداً للفشل الذي مارسه جهاز استخباراته فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة التي اتخذ منها مسوغا لغزو العراق،علماً بأن التقارير الأميركية ذاتها تؤكد أن الاستخبارات الأميركية لم تفشل كما يزعم بوش وان ما قامت به على صعيد تركيب أدلة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق كان بإيحاء من أقطاب ومحركي الإدارة الأميركية وفي مقدمتهم نائب الرئيس ديك تشيني ،على الرغم من أنَ بوش أجاب قبل سنوات على سؤال لإحدى الفضائيات عن ماذا سيكون حكم التاريخ عليه في موضوع غزو العراق؟، فأجاب : لن أكون موجوداً عندما يحكم التاريخ؟،أي أنه لا يهتم. واحتلال العراق الذي بدأ في 20 مارس 2003 من قبل قوات متعددة الجنسيات شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية ما نسبته 98% منها ، تسببت بأكبر خسائر بشرية بين المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي في عدة عقود. ومما يجدر ذكره أن ديك تشيني و دونالد رامسفيلد و پول وولفويتس قد قاموا قبل انتخاب بوش رئيساً، بكتابة مذكرة تحت عنوان "إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة" في سبتمبر 2000 أي قبل عام من أحداث سبتمبر 2001 ورد فيها ما معناه "انه بالرغم من الخلافات مع نظام صدام حسين والذي يستدعي تواجداً أمريكيا في منطقة الخليج العربي إلا ان أهمية وأسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب وجود صدام حسين في السلطة "، لذا فقد أصبح واضحاً منذ نهايات عام 2001 ان الإدارة الأمريكية مصممة على الإطاحة بحكومة صدام حسين للهيمنة على أسواق النفط العالمية ، ودعم الدولار الأمريكي حيث إن صدام حسين كان قد اتخذ قراراً في عام 2000 باستعمال عملة اليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي. وضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة بسيطرتها بصورة غير مباشرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، وللحفاظ على المصالح الشخصية لبعض شركات الأعمال وشركات الدفاع الكبرى في الولايات المتحدة المستفيدة من تسويق منتجاتها في الأسواق العالمية وللجيش الأمريكي. ولتطبيق ما ورد في مذكرة تشيني-رامسفيلد-ولفوتز التي كتبت عام 2000 والتي تمهد لدور استراتيجي أكثر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولحماية أمن الكيان الصهيوني الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية؟ لقد اعتقد بعض مؤيدو الغزو العراقي ان محنة العراق ستنتهي بمجرد الإطاحة بالنظام السابق، وسيتحول البلد إلى واحة من الرخاء تغري ملايين العراقيين الذين يعيشون في الخارج بالعودة مع أسرهم للتمتع بثروات البلاد واستقرارها ، ولكن ما حدث هو العكس تماما، وشاهدنا العراقيين يهربون بالملايين إلى دول الجوار، ويصطفون في طوابير طويلة أمام مكاتب الأمم المتحدة أو قنصليات الدول الأوروبية والأمريكية بحثا عن تصريح باللجوء، أو إذن إقامة في إحدى الدول فراراً من الاضطهاد أو العنف الطائفي. وما يحدث الان بعد وقوع اكثر من ثلث العراق تحت حكم تنظيم داعش الارهابي ووقوع باقي العراق تحت نفوذ ايران ومليشياته الطائفية ، تعكس عمق المأزق الذي تعيشه السياسة الخارجية الأمريكية، في منطقة الشرق الأوسط،ورغم استثمار واشنطن أكثر من تريليون دولار في العراق على مدى السنوات الماضية، وخسارة أكثر من أربعة آلاف جندي، فقد عجزت ، عن حصد أي أرباح إستراتيجية، أو مادية تذكر، تجاوزاً لتوقيع اتفاقية أمنية تشرع وجودها العسكري في هذا البلد الخاضع لهيمنه ايرانية امريكية مشتركه؟؟؟ ،وستظل لعنة العراق تطارد الولايات المتحدة لعدة سنوات قادمة، فلا هي حققت الأمن والاستقرار في العراق، ولا نجحت في نشر الديمقراطية مثلما وعدت، والأهم من ذلك أنه بعد سنوات من الحرب على الإرهاب، بات الارهاب أكثر قوة وانتشاراً وخطراً. أما العراقيون فجلهم لا يجد لقمة الخبز أو علبة الدواء، ناهيك عن الأمن والأمان المفقودين، سواء بسبب العصابات الإجرامية المسلحة أو القتل على أيدي الميليشيات الطائفية والداعشية ، والشعب العراقي الذي تعرض إلى اكبر خديعة في تاريخه عندما صدق هؤلاء الذين أتوا إليه بالخراب، والدمار، والفساد، والقتل، تحت شعارات 'الديمقراطية والرخاء والأمان، قد وجد نفسه بعد هذه السنوات العجاف أكثر شعوب المنطقة بؤساً وحرماناً. رحم الله شهداء العراق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :