facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خرجت ولم تعد


عمر كلاب
27-06-2015 04:57 AM

كان هذا الإعلان سائداً في صحفنا الأردنية، (خرجت ولم تعد) ، وكان مضمون الإعلان دوما خروج خادمة من بيت عملها بالعادة، وإذا ما كان مضمون الإعلان محليا فتكون السيدة مصابة بمرض عقلي ما ، وما دون ذلك لم يكن هناك حديث عن خروج دون عودة ، كانت اطول طلعة لفتاة اردنية الى مكان عملها أو أحد أقاربها من الدرجة الأولى ، ودون ذلك فإن الخروج يحتاج الى موافقات وترتيبات وأحيانا تواطؤ من الشقيقة الكبرى أو الأم ، طبعا يكون الخروج مصحوبا بأحد الاشقاء الصغار.

تطور مفهوم الخروج مع تطور المجتمع ، وحازت الفتاة على حرية أكبر وإن بقيت حرية محدودة ومقيدة لكنها حرية افضل من حرية اجيال الثمانينيات وما قبلها ، الذي حصر غياب الفتاة بغياب الشمس على أعلى تقدير ومهما كانت الأسباب، فالعودة يجب أن تكون قبل إشعال أضواء البيت ، وكان التأخير يستوجب الفأل السيء بحدوث مكروه من نوع ما ، وأذكر كيف كانت المرأة معفاة من طوابير الدور على سيارات السرفيس وحافلات النقل العام وأي طابور آخر وأظنها حتى ايامنا هذه ، فالمرأة قيمة اجتماعية كانت وستبقى.

اليوم أصبحت هناك (موضة) غريبة اسمها (خرجت ولم تعد) ، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تتعامل معها بطريقة فضائحية وليست كعين للعدالة او مساعدا لها ، ولا أجازف بالقول انها (موضة) قابلة للتقليد ، فحب الشهرة وشهوتها على مواقع (النميمة والتواصل) يجذب أجيالا صغيرة على ابواب المراهقة ، كما أن اصرار بعض الأهالي على تكثيف الرقابة على الصبايا وإغلاق الأبواب عليهن في العطل والإجازات يفتح الباب لحدوث مثل هذه الظاهرة ، خاصة أن كل فتاة تملك هاتفا مشحونا برصيد مكالمات وحزمة انترنت ، وهذه أسلحة تسقط امامها نظرية (الأبواب المقفلة) وعويل الأهالي بأن الفتاة لا تخرج من المنزل أبدا ، على اعتبار ان ذلك دليل على الأدب والحشمة للأسف ، حديث مجروح.

نتحدث عن ظاهرة موجودة ، لأن حجم الايلاغ في هذه الحالات محدود جدا ، واللجوء الى الأمن بالعادة يكون بعد فشل كل اساليب الاهالي في البحث والتحري ، ولعل الحادثة الأخيرة ستقلل من حجم اللجوء الى الامن ، بوصفه جزءا من معادلة الشائعة ، فبيان الأمن في هكذا أمور يجب أن يكون حصيفا ومشغولا بعناية في مجتمع ما زال على قناعة بأنه “محافظ” رغم اختلال النسبة بشكل كبير ، وتطور مفهوم المحافظة كثيرا ، فالأسرة التي تلتئم قبل منتصف الليل بساعة أسرة محافظة بالمعنى الجديد.

على الأهالي الالتفات كثيرا الى الابناء، طبعا غياب الأبناء الذكور ايضا بات ظاهرة لافتة ولكنها لا تستدعي كل هذا الحديث المركز في وسائل (النميمة والتواصل) ، فالحصار البري والأرضي ليس دليل محافظة مقابل انفلات الكتروني ، فمعظم الأسر تفاخر بحداثة اجهزة الابناء المحمولة ولكن دون توعية وتربية ، فصرنا مثل النعامة فعلا وقولا ، نغلق الأبواب ولكن الحياة كلها على هذا الجهاز الصغير، والسجين بحاجة الى الحرية، والوعي وحده الذي يصنع او يحدد الفواصل بين الحرية والانفلات.

ثمة جملة مهمة وردت في احد الأفلام مفادها: “اغلقوا الأبواب على الأبناء ولكن اعطوهم المفتاح”، والمفتاح هو الوعي والتربية السليمة القائمة على المحبة، وعكس ذلك سنبقى نلحظ تزايد ظهور إعلان “خرجت ولم تعد".

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :