facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانحراف في العقول لا في الدين


فايز الفايز
28-06-2015 05:04 AM

في رمضان تكبل الشياطين ومردة الجن في عملية اعتقال كبرى للإرهابيين والزعران والمحرضين والموسوسين من أتباع المذهب الشيطاني وشعب الأبالسة وذلك كجزء من العفو العام والتشجيع من الله تعالى لمئات الملايين من المؤمنين به ، كي يتخلصوا من التبعية للشيطان الأكبر وأن يعودوا الى الطريق القويم كي يتخلص الإنسان من وحشيته الفكرية والعضلية التي تبطش بالخلق، وأن يعود بريئا في أفعاله صادقا في أقواله متمتعا بالراحة والطمأنينة ، ولكن يأبى شياطين الإنس إلا أن يتنازلوا عن حقهم في العفو الشامل من الله ، فتجدهم منقسمين بين ملاه ومراقص وسهرات شهوانية وبين قنابل ومتفجرات تنسف مساجد لمذهب آخر، أو يقتلون الأبرياء انتقاما لجريمة التاريخ.

وحتى يفهم الجميع يجب أن نعلم جميعنا أن المشكلة لم تكن أبدا في الدين الإسلامي الحنيف ، بل المشكلة بمن اتبع الدين الحنيف وألبس اختلاله وانحرافه النفسي والفكري على هذا الدين الكامل الشامل الفاضل الذي لا يمكن لأي قوة بشرية أن تنهيه أو تقضي عليه ، لأنه الدين الخاتم الجامع، رغم ما يشتغل الملايين من أتباع المذهب الشيطاني للطعن فيه وتشويه صورته وجعله منفرا، أو محاولة تبديل وتحويل أهله الطيبين عنه نحو طرق الفحشاء والتعصب والعادات والتقاليد المتخلفة والمنحطة التي لم يكن للعرب عهد بها مسلمون كانوا أو غير مسلمين.

انظروا الى عوالم غير عالمنا العربي، انظروا كيف يوظف الإسلام في تربية الأجيال، في ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة العالمية وأجزاء من بلدان شرق آسيا، أنظروا كيف نهضت تلك البلاد ، وكيف نافست في مدنيتها وحضارتها وتقدمها التنكولوجي والعلمي والاقتصادي والسياسي و الفكري أكثر بلاد العالم تحضرا وسجلت أسماءها على جدران الحضارة الجديدة بكل بهاء وصمت ، رغم فقر الشعوب وتعدادهم الكثيف وقلة مواردهم ، ولكنهم منضبطون بشكل يثير الدهشة ، فيما ترى الشعوب العربية تحمل ألوية العروبة والإسلام والمذاهب كلها والقبلية والعشائرية والمشيخية وأشجار الأنساب التي لا تنتهي إلا الى أشرف الأنساب ومع ذلك تجدنا أشبه بسباق الهجن في شارع واحد ، ثم نلوم الآخرين عندما يحتقروننا.

في العاصمة التايلندية بانكوك هناك معبد القصر الملكي ، وهو معلم سياحي داخل الحدائق الملكية حيث «صنم» الإله الأكبر بوذا عندهم ، لأنهم يعتبرون الملك «بوميبول أدولياديج» إلها أصغر حيث قارب عمره على التسعين عاما وما زال ملكا منذ سبعين عاما ، فيما يأخذ تمثال بوذا مساحة تقدر بعشرين مترا طولا، وهو مصنوع من الذهب الأحمر الخالص بوزن يبلغ ستة أطنان، وهو أحد روافد السياحة والاستثمار ، فيما يتعبد عنده البوذويون ويشعلون الشموع وأعواد البخور ويضعون أكاليل الزهور بتذلل وصمت ومع أنهم ضالون روحيا وعقائديا ، لكنهم تجدهم يتحرجون من إيذائك بالصوت في المعابد ، فيما المدارس البوذية التابعة للمعبد ينخرط فيها أطفال على درجة عالية من الانضباطية والتهذيب ، فيما أبناؤنا في المساجد مصدر إزعاج وتشويش وفي المدارس مشاريع «زناخة» في انحدار لقيم التعليم والتربية المتخلفون الخبثاء الذين يفجرون في بيوت الله في الكويت أمس وقبلها في السعودية وباكستان ، وفي أي مكان تقع مثل هذه الجرائم ، ليسوا إرهابيين فقط، بل هم معاتيه ومرضى غير أسوياء ، ومنهم من غرق في الموبقات والخطايا ، ثم يستفيق فجأة يريد الجنة، ولكنه لم يفكر حتى في أن مساعدة عجوز لتعبر الشارع أو التبرع لمريض أو مساعدة عازب فقير على الزواج أو تسجيل براءة علاج أو اختراع يخدم الناس كان ليحيي أمة مقابل هذا الانحطاط الفكري والعملي الذي تعيشه أمتنا العربية ، ثم جميعنا نستخدم الدين لغاياتنا ونسيء له ثم نتبرأ ونتهم أعداءنا الذين صنعوا لنا كل ما نستخدمه اليوم في معيشتنا وفي جرائمنا أيضا.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :