facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الضلع الثاني


الدكتور يعقوب ناصر الدين
30-06-2015 02:21 PM

قد لا يكون صحيحا وضع عناصر الاعتماد على الذات على شكل مثلث متساوي الأضلاع ، ولكن لا بأس أحيانا من تبسيط الصورة كي تصبح أكثر وضوحا، حين نضطر إلى الإجابة على السؤال الكبير " هل نحن قادرون على الاعتماد على أنفسنا؟ " عندها لا بأس أن نحدد أضلاع المثلث في الموارد البشرية، والموارد الطبيعية والميزة التنافسية ، والإستراتيجيات والخطط.

في مقال سابق أشرت إلى أن مواردنا البشرية - رغم كل التشوهات - كافية لتحقيق عناصر اعتمادنا على أنفسنا إذا أحسنا تعليمها وتدريبها وتوظيفها بما يتوافق مع متطلبات التنمية وحاجة السوق، والأهم من ذلك توفير البيئة المناسبة للتميز والإبداع والاختراع ، وتشجيع المبادرات الخلاقة التي تساهم في استكمال رسم هوية الأردن الاقتصادية ، تلك الهوية التي لا تزال غير واضحة المعالم ، رغم أنها موضوعة في إطار جميل ومبهر !
فتقرير التنافسية العالمي (2014-2015 ) الذي وضع الأردن في المرتبة الرابعة والستين عالميا والمرتبة الثامنة عربيا ، وفق المؤشرات التي يقيس على أساسها تقدم ونمو البلدان الاقتصادي، يقول إن الاقتصاديات الرائدة قد حققت في كل مؤشر سجلا حافلا من التطوير ، والاستفادة من المواهب المتاحة، وكذلك في خلق استثمارات تعزز الابتكار، وأن هذه الاستثمارات الذكية كانت متوقعة بفضل نهج منسق يقوم على التعاون القوي بين القطاعين العام والخاص.

هكذا نرى العلاقة الوطيدة والمتساوية بين القدرات البشرية والمقدرات الطبيعية أو الموضوعية، ولكن مرة أخرى هل تمكنا من تحديد مواردنا الطبيعية القابلة للاستثمار في بعديه المادي والإنساني ؟ فليس كافيا أن تمتلك الدولة مصادر طبيعية هائلة كما هو الحال في الدول النفطية مثلا لكي يتحقق النمو الاقتصادي التقليدي ، فإذا لم تتوفر عناصر الإبداع والابتكار فذلك يعني أننا نتحدث عن المصدر الخام ، وليس عن تعدد وتنوع ما يمكن أن يتفرع عنه من صناعات لو التفتنا إليها لكنا اليوم في وضع أفضل مئة مرة .
أحيانا قد نضرب مثلا في شيء يبدو بلا قيمة ، ولكنه يدل على شأن عظيم ، وأنا سأضرب مثلا بالملح وأسأل كم هو مخزونه الحقيقي في بلدنا ، وكم صناعة تتفرع عنه ، ثم لماذا كل هذا الغزو لسوقنا من الملح من أنحاء الدنيا ، ومنها بلاد تستورده ثم تعيد تصديره ؟!

لعلي أردت بذلك أن أشير إلى أن الوصف التقليدي للميزة التنافسية لبلدنا لم يعد يفيدنا في شيء، وباستثناء رؤية القيادة ، والأمن والاستقرار ، فنحن لم نقنع أنفسنا بعد بقيمة ما نملك من موارد طبيعية ، وميزات تنافسية ، وقدرات ومهارات بشرية ، وذلك في غياب الاستراتيجيات والخطط الصحيحة التي تقودنا نحو الاعتماد على الذات ، وهو ما سأتحدث عنه في المقال التالي بإذن الله.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :