facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أعمال الخير ليست ببناء المساجد فقط


اسامة الرنتيسي
01-07-2015 03:31 AM

بعد الأعمال الارهابية في تونس والكويت، وتمدد إجرام داعش في أماكن جديدة، بدأت تظهر قرارات لدول تتسم بالجرأة أكثر من المعتاد، وبدلًا من التسابق إلى التشدد الذي يمارسه داعش، كما تحاول دول اخرى التناغم معه، انفردت المغرب وتونس بقرارات حازمة قد نستفيد منها نحن في الاردن.

فليست المرة الاولى التي يوقع فيها العاهل المغربي محمد السادس، مرسوما ملكيا يمنع الأئمة والخطباء والمشتغلين في المهام الدينية جميعهم من ممارسة أي نشاط سياسي، ومنع اتخاذ أي موقف سياسي أو نقابي، إضافة إلى المنع عن القيام بكل ما يمكنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية.

العاهل المغربي جدد تأكيد المرسوم الذي وقعه العام الماضي ويجرى بموجبه منع الإخلال بالطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء الواجب في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي في المساجد.

كما منع القانون الجديد العاملين في الحقل الديني المغربي كلهم من مزاولة أي نشاط مدر للمال في القطاع الحكومي أو الخاص، إلا بـترخيص مكتوب من الحكومة مع استثناء الأعمال العلمية والفكرية والإبداعية التي لا تتعارض مع طبيعة مهام رجل الدين.

القرار المغربي الجريء لا يقل اهمية عن قرار الحكومة التونسية بإغلاق ثمانين مسجدا خارج سيطرة الدولة لتحريضها على العنف، وذلك ضمن عدة إجراءات فورية اتخذتها عقب الهجوم المسلح على فندق بمدينة سوسة الذي أودى بحياة نحو 39 شخصا.

عندنا في الاردن مشكلة اسمها نقص خطباء وائمة المساجد، وهي المشكلة التي تواجهها وزارة الاوقاف بتعيين خطباء جدد بمؤهلات اكاديمية متواضعة.

لم يقف احد عند سؤال لماذا النقص في الخطباء، والجواب؛ لانه بصراحة زاد في الاونة الاخيرة قيام محسنين ومتبرعين ببناء مساجد اكثر من حاجة المجتمع لها، ولا احد بالاصل ضد بناء المساجد، لكن عمل الخير له وجوه كثيرة، وبعد بناء المسجد يلزم المتبرع وزارة الاوقاف بتعيين خطيب وامام وخادم للمسجد، لهذا وصلنا الى هذه المعضلة.

هل من المعقول ان مدينة ماحص، على سبيل المثال، وهي بالاصل بلدة، يوجد بها 10 مساجد، ولا يوجد فيها مبنى لمدرسة تعود ملكيتها لوزارة التربية والتعليم.

لماذا لا يلتفت المحسنون والمتبرعون الى تأمين مستشفيات بأجهزة غسل الكُلى على سبيل المثال وهم يعرفون ان مستشفيات كثيرة في المملكة تعاني نقصا في هذه الاجهزة؟.

اليست مدننا وقرانا ومخيماتنا بحاجة الى مكتبات وحدائق عامة، اليس في هذه الاعمال اوجه خير، أليس تعليم الطلاب الفقراء، وحفظ كرامات العائلات المحتاجة، ومسح الحزن من عن وجوه الايتام، فعل خير.

لماذا التباهي والتسابق إلى بناء المساجد، واطلاق اسماء المتبرعين على لوحاتها، ولماذا يصل الامر بمحسن ان يبني عدة مساجد، ولا يقدم فعل خير آخر، وقد يتهرب من الضريبة.

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :