facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شفيقة


ايمان مرزوق
19-03-2007 02:00 AM

لم أكن يوما من الأيام طالبة مهملة أو مستهترة لكن حظي العاثر جعلني في إحدى الصباحات الباكرة قبل نحو تسع سنوات أنسى أن أضع" الأطلس" في حقيبتي التي كانت تزخر بوزن لابأس به من الكتب . وبقيت طول الطريق المؤدي إلى مدرسة سكينة بنت الحسين متوترة ومتوجسة من الجرس الذي سيجلجل معلنا بدء حصة الجغرافيا.دخلت معلمة الجغرافيا " مس شفيقة " إلى الصف وبعد إلقاء التحية بدأت كعادتها بالتفتيش للتأكد من أن كل طالبة قد أتمت واجبها وأحضرت الدفتر والكتاب والأطلس , كانت لحظات عسيرة عندما وصل الدور عندي وأخبرتها بأنني قد نسيت الأطلس في البيت ! فرمقتني بنظرة من عينيها الغاضبتين وبدأت بتأنيبي بشدة وصرامة وأخذت تصفني بالإهمال والتقصير , وما كان مني إلا أن أبتلعت غصة الحزن والألم البالغ الذي سببته لي معلمتي التي أحترمها وأحبها كثيرا .
وبعد عشر دقائق من بداية الدرس توقفت المعلمة فجأة عن الشرح ونظرت إلي بشكل مختلف هذه المرة وقالت لي :
" أنت طالبة مجتهدة ومؤدبة وليس من عادتك الإهمال ولم يكن يجدر بي تأنيبك بهذه الطريقة \".
اعتذرت " مس شفيقة " مني .
لقد اعتذرت المعلمة من طالبتها !!
على مرأى ومسمع من كل طالبات الصف اللواتي أكبرن هذا الموقف وتفاجأن به في الوقت ذاته .
ازداد إعجابي بمعلمتي أكثر وأكثر وصارت في عيني أكبر , ولن أنسى ما حييت أي شي ء يتعلق بها حتى مادة الجغرافيا فهمتها وحفظتها عن ظهر قلب وحصلت على أعلى العلامات فيها .
ما أجمل أن يعترف المرء بخطئه ويعتذر عنه , لكننا مجتمع بأغلبه يرفض الإعتذار ولا يعتبر الإعتراف بالذنب فضيلة , فنجد الواحد منا يتعنت ويتمسك برأيه وموقفه حتى لو أدرك أنه غير صائب
ظانين أن الإعتذار ضعف .
إن الاعتذار ممن نخطىء في حقهم أو نسيء فهمهم أمر صحي وهام يعمق جذور الاحترام ويحد من احتقان العلاقات خاصة بين الأفراد الذين ينتمون لمراتب متفاوتة كأن يعتذر المعلم لتلميذه أو الأم تعتذر لولدها أو المدير لموظفه .
لك يا " شفيقة " ولكل من لديهم الجرأة والقوة والوعي للمبادرة بالاعتذار لكم كل الإحترام والإكبار .

eman_marzouq@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :