facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فارس الخليل جريسات .. هل تقبل الموت بهبوط السكر؟!


اسامة الرنتيسي
06-08-2015 08:15 PM

كنا على موعد نرتبه سويا، انا والصديق جريس خيرو الداوود للاحتفال بعودة الزعيم المهاجر الى اميركا وليد جريسات مع "عصابة الاوبرج"، لنحاول ان نقنعه بالعدول عن مشروع الهجرة لحاجة الفحيص وحاجتنا اليه، وكان فارس الخليل ابرز من نريد حضوره حتى يمارس طقوسه في الاقناع على ابن عمه وليد، لكن غدر الموت كان اسرع.
فارس الخليل جريسات، احد شباب الفحيص المميزين، واحد بناة نادي الفحيص، واحد "عصابة حشد" في الفحيص التي صاغت لسنوات كثيرة توجهات العمل الشعبي، وقيادة المؤسسات في الفحيص.
فارس الخليل، تاجر المفروشات الذي استدان منه معظم الفقراء في الفحيص ومن حولها، واثثوا بيوتهم بالتقسيط المريح من محلاته في الفحيص وصويلح، قبل ان تعدم تجارته ضريبة المبيعات البشعه، وتعديلات قانون المالكين والمستأجرين.
فارس الخليل، داهية العمل الانتخابي برفقه صديق عمره عايد جريسات ابو معتصم (اطال الله عمره)، من المستحيل ان تعرف على من صوت لحظة الانتخاب، بعد ان يكون قد وزع اوامره بلغة الاشارة على شباب دار عوض من عشيرة الجريسات.
فارس، الذي يعرف كل الامراض وادويتها، لم تزعجه عملية فتح القلب، ولا عشرات الشبكات في شرايينه، بل مارس الطب ذات عام في معالجة رفيقه الى العراق انور ابو زينه عندما احس باعراض الجلطة من الطريبيل الى بغداد، وبقي الى جانبه، يمده بحبات دواء تحت اللسان الى ان اوصله سالما الى مشفى في بغداد.
ثمة ميتة رحيمة، وثمة ميتات تأتي على حين غرة، تقصف عمر الإنسان من دون استئذان، لا تحاوره، لأنها تعرف أنها لا تستطيع ان تجادله، هي هكذا تغشى الجسد المتعب حتى تمنع النَّفَس عنه. لا تنظر إلى أن هذا الجسد سكنه القهر والظلم، فولج صاحبه زاوية في العتمة هرباً من سياط الواقع لا خوفاً ولا تردداً، لكنها لحظة مداعبة لموت لا يقبل المزاح.
أيها الموت.. أعرف أنك لا تقبل المساومات حتى لو دعوناك لتجلس في صدر البيت، وعلى أنعم أريكة.. أعرف أنك لا تستجيب لنا، لكنني أتمنى أن تكون رحيماً بمن أحب الحياة، أتمنى ألا تمارس سياسة الخطف، فهي مؤلمة لقلوبنا.
أيها الموت، أعرف أنك لا يمكن أن تصاحبني لأحدّثك عن أحباب خطفتهم، ونحن نرجو لهم حياة أطول، فهم مبدعون حد الرفعة، وصعاليك في هذا الزمن الرديء.
أنت هكذا أيها الموت، لا تطرق الباب، ولا تستأذن، تفعلها برغبات لا راد لها.
ألا تقبل أن ندعوك إلى صفقة حتى لا تأتي غفلة، وإذا أمكن أن تؤخرنا قليلاً لننعم بعمرنا الذي سرق منا فواتير مدفوعة لأبناء قادمين، يحلمون بالحياة، ولحياة أصعب من قرط حجر الصوان؟
أيها الموت، ابتهج وافعل ما شئت، لكن على رسلك قليلاً فنحن ما نزال أحياء، وإياك والغدر، فنحن عشاق الحياة، قد نمازحك، ونلهو معك اذا وافقت على ذلك، لكن تأكد أننا نعيش الحياة ليس حبا فيها فقط، بل حبا بأحباب يخطون الآن الأحرف الأولى في الحياة، فهم مشرقون ونحن نغرب.
فارس الخليل جريسات، لقد ادميت قلوبنا، وكنت خارج حسابات المغادرة الان، فلماذا فعلتها بهذه الطريقة، وهل تقبل الموت بسبب هبوط السكر، وانت الذي قاومه بكل الحالات.
عليك الرحمة، لزوجتك، ولاهلك واحبابك واصدقائك الكثر حسن العزاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :