facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديانا الإفرنجي التي علّقت الجَرَس ..


25-08-2015 09:14 PM

المدارسُ على وشكِ الصَخبِ والأناشيدِ. لا أعرفُ هل ستقفُ القائدةُ التربويّةُ السيدةُ ديانا الافرنجي أمام الطابور الصباحيّ في أيّ مدرسةٍ في عمّان. لا أعرفُ إذا كان آباءٌ وأمهاتٌ سيتظاهرون أمام وزارة التربية والتعليم لإعادة الفارسة الى ميدانها. ما أعرفهُ جيداً أن التعليمَ في بلادنا خسرَ كثيراَ من غياب النساء المختلفات والمربيات المتمرّسات، من أمثال ديانا الإفرنجي.

"مِسْ ديانا" المرأةُ التي قَرعتْ الجرسَ مبكرا، قبل الحصة الأولى، وظلّتْ تقرعه ضدّ الجهل والتجهيل. المعلّمة والأم المُعارضة لحِجاب الصغيرات، في المدرسة، وخارجها. المُناهضة لتزويج القاصرات. المؤمنةُ بأهمية تعليم البنات، لحمايتهنّ من قانون الذكور الجائر، وأنماط التفكير البدائية في المجتمع. السنوات الطويلة التي أمضتها بين أسوار المدارس وكتبها وأجراسها، كانت مزدحمةً بالمقاومة. لا تُذعنُ للهيمنة الحكومية على فلسفة التعليم وسجنه في التلقين ودروس المحفوظات. اقصاها الاسلاميون الذين كانوا متنفذين في وزارة التربية والتعليم. لم يحتملوا جرأتها في رفض الحجاب على الصغيرات. ولا غرابة، فالاسلاميون متخصصون في الاقصاء، واغتيال الشخصية، وذلك ما حدث منذ أكثر من ربع قرن، حينما أخرجوا المربية الشجاعة من مدرسة سكينة بنت الحسين.

يصفها خصومها من الإسلاميين وحلفائهم بـ"العلمانية". يُحبون هذا التخليص، وهو أكثر من كافٍ للتحشيد ضدها. قرأتُ عنها في موقع أصفر أنها "مستبدّة" وأنها "قائد فيلق عسكريّ". لا نحتملُ النساءَ المستقلاّت والمختلفات. أو ربما نَحْنُ أصغر من احتمال النساء الشاهقات من حيث هو. فهذه السيدة فتحت صفّاً لتدريس اللغة الفرنسية في مدرسة حكومية، قبل أكثر من عشرين عاماً. إنها تفهمُ معنى أن يعرفَ أبناءُ الفقراء والطبقة الوسطى الفرنسية. أي لغة فولتير. يا أيتها البداوة، ويا ايها الرعاةُ في أعالي الجبال.

نقلت ديانا الافرنجي حضورها الى المدارس الخاصة، في المدرسة الانجليزية، وأكاديمية عمّان، وجرى اقصاؤها ايضا، بسبب الاصرار على رفض تحجيب الطفلات قسراً. كأنّ خصومها كانوا في حالة طوارئ مستمرة. فقد استغلوا وفاةَ طفلةٍ في مسبح مدرسة "كامبردج" الدولية العام الماضي، للنيل منها. ماتت الطفلةُ في حادثٍ مؤلمٍ، وأصرّت وزارة "التربية والتعليم" على فصلها، بعد تحقيقٍ، لم يستوفِ معايير العدالة والنزاهة. ارسلت الوزارة لمالك المدرسة بأنك "إذا لم تفصل ديانا الافرنجي، فلن نعترفَ بها مديرةً للمدرسة". نظّم الاباء اعتصاماً في ساحة المدرسة، لثني الوزارة عن قرارها، لكنها فرصةٌ في الثأر من السيدة، لم تفوّتها الوزارة.

"مِسْ ديانا". أينما تكونين. تذكّري أنك زرعتِ كثيراً من الورد في هذه البلاد التي ترفعُ من شأن الشوك. فكوني بسلامٍ، وأنت تقرأين كتاباً أو تسمعين موسيقى في بيتك. وأرجو أنْ يسرّكِ أنَّ شجرةً خضراءَ وارفةً في بيتي من غرسِ يديك الجميلتين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :