facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عامل وطن


بلال حسن التل
30-08-2015 03:56 AM

كشفت أزمة النفايات التي تعيشها العاصمة اللبنانية بيروت منذ أسابيع كم هو حساس ومفصلي ومحوري دور عامل الوطن في حياتنا.وهو دور يتنامى ويكبر ويزداد أهمية ,كلما كبرت المدينة وزاد عدد سكانها ونما تطورها,والدليل يأتينا هذه الأيام من بيروت التي تحولت من»ست الدنيا»التي يتوافد إليها الزوار من كل ربوع الدنيا إلى «مزبلة»يهرب منها حتى سكانها, لأنهم لم يعودوا امنين فيها على حياتهم, بعد أن أصبحت هذه الحياة مهددة بالأمراض والأوبئة الناجمة عن أكوام النفايات التي تشوه وجه المدينة وتهدد حياة سكانها.وهي حالةً تذكرنا بأهمية دور عامل الوطن في الحفاظ على صحتنا وسلامة حياتنا,وتقول لنا أنه عندما لا يقوم عامل الوطن بدوره في المجتمع تصبح صحة أبناء هذا المجتمع مهددة بالأمراض والأوبئة.
ومثلما أن عامل الوطن عنصر حاسم من عناصر حفظ سلامة الإنسان وصحته فإن لهذا العامل دوراً حاسماً ومحورياً في الحفاظ على البيئة وسلامتها,ذلك أن تراكم النفايات في المدن كما حدث في بيروت,وكما نرى صوراً مصغرةً منه في بعض مدننا الأردنية كإربد على سبيل المثال يهدد سلامة البيئة وأول مقوماتها تلوث الهواء الذي نستنشقه, والأرض التي نزرعها, ومنابع المياه التي خلق الله منها كل شىء حيا,فإذا دمرت هذه المقومات البيئة دمر معها نفس الإنسان وغذاؤه وماؤه, مما يجب أن يذكرنا باستمرار بأهمية عامل الوطن ووجوده في حياتنا.
حقيقةٌ أخرى تذكرنا بها أزمة النفايات في بيروت التي صار سكانها يضيقون ذرعاً من الحياة فيها, بعد أن تحولت هذه الحياة إلى جحيمٍ لا يطاق جراء ما تسببه لهم أكوام النفايات من منغصات,هي حقيقة الدور الاقتصادي الذي يلعبه عامل الوطن في حياتنا,فلم يكن مستغرباً أن يحجم السياح عن التوافد على لبنان خوفاًعلى صحتهم,مما يعني انتكاسة سياحية تسهم في تعميق الأزمة الاقتصادية, مما يجب ان يلفت نظرنا إلى الدور الاقتصادي لعامل الوطن, الذي يجعل الوطن مقصداً للسائحين,فالنظافة من أهم مكونات الجمال ,لذلك نستطيع القول بأن عامل الوطن هو أحد أهم صناع الجمال في حياتنا وحياة مدننا,ومن أهم صناع الجذب الاستثماري, لأن توفر الخدمات وفي مقدمتها خدمات النظافة خاصة في المرافق العامة من أهم عناصر جذب المستثمرين.
كثيرة هي العناصر التي تزيد من أهمية عامل الوطن في حياتنا,وقد أضافت أزمة النفايات في بيروت عناصر جديدة لأهمية عامل الوطن في حياتنا, عندما تمكنت هذه الأزمة من توحيد اللبنانين على اختلاف طبقاتهم ومناطقهم وطوائفهم فبعد أن تحمل اللبنانيين غياب رئيس جمهوريتهم,وتحملوا شلل مجلس وزرائهم, وتحملوا غياب مجلس نوابهم, لم يتحملوا غياب النظافة في بلدهم,فتوحدوا على مطلب النظافة.وبعد أن وحدتهم هذه الأزمة فقد حركتهم للنزول إلى الشوارع ولأيام مطالبين برحيل الحكومة والبرلمان,وحضور مطامر ومكبات النفايات,مما يبرز أهمية دور عامل الوطن وأثر غيابه قياساً بغياب سلطات لا تؤدي أدوارها.من ثم فإن غيابها لا يؤثر كغياب عامل الوطن.
سكت اللبنانيون عن الكثير من حقوقهم السياسية لكنهم لم يستطيعوا السكوت عن حقهم في بيئةٍ نظيفةٍ يوفرها لها عامل الوطن فخرجوا يهتفون بحقهم في بيئة نظيفة من نفايات بيوتهم,ونفايات السياسة,وفساد الساسة فكيف يعتقد البعض أن عامل الوطن الذي نسميه أحياناً «بعامل النظافة» ليس مهماً رغم أهميته في حفظ سلامة صحتنا وتوازن بيئتنا وتخليصنا من الفساد الذي يهددنا,فتحية لكل عمال الوطن الذين يحافظون لنا على جمال بلادنا وسلامة صحتنا.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :