facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خوارج الإسلام وغيره


عصام قضماني
06-10-2015 03:33 AM

على الطرق الرئيسية علقت يافطات حملت عبارات دينية بعضها منقول عن القرآن الكريم وأخرى عن الحديث النبوي الشريف وأخرى عبارات مصفوفة مستوحاة من الموروث.

لا أعرف من علق هذه اليافطات , هل هم شبان متحمسون لنشر الفضيلة أم جمعيات وأحزاب ذات طبيعة دينية أم هي أمانة عمان والبلديات ؟.

كل هذه العبارات التي يقرأها الناس ذهابا وإيابا صحيحة وهي في صلب الدين وإن كنا لا «نجرؤ « على أن لا نختلف بشأنها , على أنه يجوز لنا أن نقف عند مقاصد بعضها وتأويلات كثيرا منها وعن الرسائل التي قصد ناشروها إبلاغها للناس , بينما يخوض مجتمعنا كجزء من أمة عربية وإسلامية في جدل دخل الى صلب المفاهيم والمبادىء , بين عصابة تخوض حروبا باسم الدين كمحرض على القتل والحرق والإبادة وبين أغلبية تسعى لإعادة الدين الى خندقه الأصيل كدين تسامح ورحمة وسلام ومحبة.

في مآدبا رفع أحدهم لوحة عريضة وفر لها إضاءة لافتة كتب عليها عبارة حملت بشدة على الرسوم المسيئة للرسول الأعظم وهي الممارسات البغيضة التي إقترفها بعض الموتورين في الغرب , وبالمناسبة التعصب الديني ليس قاصرا على دين دون آخر , فها هي عصابات المتدينين اليهود تمارس قتلا لا يقل بشاعة عن ذلك الذي تمارسه داعش وهناك أيضا بين صفوف المسيحيين من اتبع ذات الطريق.

على شبكة الإنترنت طلب شاب مليون لايك لصورة نشرها لحبة أرز ظهر عليها لفظ الجلالة للتدليل على أن الإسلام هو دين الحق , إذ لم تكفه المبادئ والقيم التي نزلت في آيات القرآن لإثبات ذلك ومثله يفعل أتباع ديانات أخرى , عندما يسطحون قيم الإيمان والتراحم فينشر بعض المسيحيين مشاهد لمعجزات مماثله تخصهم وكذلك اليهود وحتى من إتبعوا الأديان غير السماوية , فالمبادئ والقيم تنسحب خجلة أمام هكذا أحداث لا تخاطب العقل الذي خاطبته الأديان كمدخل للإيمان.

المشكلة ليست في العبارات التي تنتشر هنا وهناك بل في توظيفها لغايات ومقاصد غير بريئة , فهل نضب بحر الإسلام وهل كان الحال كذلك بالنسبة للأديان الأخرى ومصدرها واحد , من عبارات رائعة في منسوبها الثري الذي قدمته للإنسانية في العراق والشام وقرطبة والأندلس وفي الصين وعموم البلاد الأسيوية.

كل تيارات التطرف الديني في البلدان العربية التي برزت في عقد الستينيات لم تكتف باقامة الدولة الدينية شفاهة بل سعت اليها بالقوة , وقد كانت الأمة كما هي اليوم على مفترق طرق , وكما كان الدين المفصل آنذاك هو اليوم كذلك في شأن الخلاف في وجهات النظر حيال كثير من المفاهيم وهو الخلاف الذي تطور من لغة العقل والحوار الى لغة السيف بين كل الفرقاء.

المشكلة هي فيما يريده البعض بتكريس الاسلام كأداة إنغلاق وتكميم أفواه وحظر حريات وتعليب مفاهيم ومبادئ , والحقيقة أن اللادينيين في تلك الحقبة هم من سعى الى تأجيج الخلاف ووضعه في قالب عنيف وقد كانت حجتهم التي أريد بها باطل , ليس لهدف سوى توسيع رقاع الشقاق والتناحر فكان التطرف هو الفائز الوحيد.

الأردن الذي يواجه معركته ضد الارهاب لا يواجهها فحسب بالسيف إنما بالدولة المدنية التي تحترم الدين ولا تحترم التشدد فيه وتهتدي بتعاليمه ولا تأخذ بمغالاة البعض في مفاهيمه.

الأردن ليس دولة دينية وهو لا ينكر الدين , لكنه يسعى لأن يكون دولة مدنية تتجذر فيها مفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي والشعائر دون تطرف وبلا عزلة ولا تجريم.

بدأنا في «رسالة عمان»، و»كلمة سواء»، و»الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان»، ونحتاج كي تكتمل الحلقة الى فتح باب الإجتهاد والتفسير من جديد , فهل نرى في عمان دارا تضم مفكرين وعلماء يعيدون فتح الصندوق المغلق منذ سقوط بغداد على يد المغول؟

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :