ندوة ثقافية في دارة المشرق للفكر والثقافة .
07-11-2015 03:22 PM
عمون - استضافت دارة المشرق للفكر والثقافة في منتدى الرواد الكبار بالعاصمةالأردنية عمان الروائية العراقية لطفية الدليمي، في ندوة بعنوان " سليلة سومر ..حياةٌ منسوجةٌ بالكلمات" ضمّت جوقة من الأدباء والمثقفين الأردنيينوالعرب بإدارة الأديبة زهرية صعوب وتحت رعاية وزير الإعلام الأردني الأسبق طه الهباهبة أمس الأربعاء 4 نوفمبر 2015، وأدارت الندوة الإعلامية بريهان قمق.
تحدثت لطفية الدليمي عن سومر وبابل ونصيب هذه الحضارات في تجربتها الإبداعية وغربتها بين الأقطار العربية والعواصم الأوروبية، أثناءعملها في الصحافة والإعلام الثقافي منذ سنوات طويلة، وكيف أثرت الأسفار تجربتها الإبداعية على مستوى القصة التي اشتهرت بها في بداية مشوارها وبعدها الرواية والترجمة، لتُتّرجم أعمالها القصصية إلى العديد من اللغات بعد أن أثبّتت حضورها في المشهد الأدبي.
بين أدق تفاصيل السيرة وتجليات عمان ومرارة باريس بدأ السردُ شاهق اًفي كلمة لطيفة الدليمي وهي تستجلب أدق الحايات من أحر منطقة فيصدرها، لتسمع العمانيين ومن حضروا الأمسيّة وجيب الكوامن النفسية وصخب المطارات والحقائب قائلة: "عودي الى شرق الشموس ورقص الفصول في سفوحها ..مزّقي فرمان اللجوء المذل وامسحي كدمات الجسد برحيقأعنابها وعالجي جرح التغرب بهبوب نسيمها الرائق فوق الضاحية أو في حيّ أم السماق أو في تلاع العلي ،عودي إلى دوار الحاووز وجالسي أحلامك على مصطبة تعانق اغصان الليلك ، او استدعي الصحو بفنجان قهوة فادح الشذا فيها ...".
ولم يهدأ الولع القديم وهو يقاد في قلب لطفية الدليمي بين غربتين وعاصمتين،فباريس مدينة الغريبة وعمان مدينة تجاوزت مفهوم التغريب ونأت بلطفية صوب أبجديات الوطن بكامل ألفته ومؤانسته، لتشيد للحضور أسواراً عاليةً من أدب الرحلات بينما تحفر بمعول الذاكرة أقصى هضاب الولع وآخر مدارات رحلة البحث عن الذات بين ويلاّت الحروب ونزيف الغربة: ".. أغواني نداء عمان وأنا أكابد رعب الموت الغفل وسط شارع غراند بوليفاراو أسير في محطة متروسيباستيبول او فوق جسر ميرابو او في ضاحية سارسيل حيث داهمتنيعصابة من الأفارقة السود وسلبوني اللاب توب وأشبعوني رعبا وأذى وجراحاً ومنحوني يقيناً جازماً : أن لا مكان لي في هذه المدن ذات قلوب الحجر..".
ذاكرة سومر وطوبها الأحمر وظلال عمان وحكاياتها، كان هذا عمود الكلمة التي ألقتها لطفية الدليمي في عمان ضمن سرد مطول تحدثت فيه عن نصيب المكان في نفسها، والتي بدأتها: "بين إينانا سومر وربة عمون الفآصرة حب ، و بين تايكي ونيسابا ربة المعرفة والكتابة الف وشيجة نسب وقربى، وبين ذاكرة عمان وبغداد فيوض هوى وعروش سلالات وأقانيم نهضة وألقحضور، ومن بترا إلى بابل يمتد مسرى نجوم ومسيل نبع من الحب ليس لهانتهاء".
لطفية الدليمي المثقلة بإرث الجاحظ والحلاج وإخوان الصفا وراويات سومروالكوفيين والبصريين وكاهنات بابل وقصص وأساطير العراق القديم وأبجدياتدجلة والأشوريين وسائر الغرقى في تاريخ المكان الذي صنع منها ناشطةتعتلي فرساً شموص ؛وقاصة وروائية تُنهك الذاكرة وهي تعتصرها لترسمملامح الماضي على هالة مشروعها الإبداعي، فتفقدت شوارع وجبال العاصمة عمان مروراً بربّة عمون وفيلادلفيا وذاكرة الرومان وأشارت إلى عهدالتآخي القديم بين عمان وبغداد.
المرأة وحقوقها ركن رئيس من تجربة لطفية الدليمي التي تعتبر من الناشطاتالعراقيات في هذا المجال، فهي مؤسسة منتدى المرأة الثقافي في بغداد عام1992 وأمضت سنوات طويلة في مجال حقوق المرأة وهموم النساء العربياتفي ظل الحرب والتهميش والإقصاء، وكانت المرأة ركيزة عملها الإبداعي في مشوارها الطويل.
ولدت لطفية الدليمي في مدينة "بهرز" التابعة إلى ديالا العراقية في ربيع مليءبالبرتقال الذي يملأ مدينة بهرز الممتدة من حضارات أشونا والسومريين عام1939 ومن أهم أعمالها الروائية "عالم النساء الوحيدات" ،"من يرث الفردوس " ، "بذور النار" ، "ضحكة اليورانيوم" ، "حديقة حياة" ، "سيدات زحل". ومنأهم أعمالها القصصية ن اعمالها القصصية : "ممر الى أحزان الرجال" ،"البشارة" ، "التمثال" ، "اذا كنت تحب" ، "موسيقى صوفية" ، "مالم يقلهالرواة" ، "مسرات النساء".
وللطفية الدليمي باع طويل في السيناريو المسرحي والدرامي والوثائقي،والترجمة من وإلى الإنجليزية على هامش البحوث والمقالات والقراءات النقديةفي شتى الأجناس الأدبية، وحتى اليوم لم تهدأ فيوض وإبداعات لطفيةالدليمي وهي تكتب وتساند كل ما يخص المرأة، وتخدم الحركة الفكرية والثقافيةالعربية بينما تتنقل من عاصمة إلى عاصمة ومن قطر إلى قطر وملؤها المكان والتاريخ والأدب