facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى متى يبقى المواطن "كومبارس" بنظر الأعدقاء؟


08-06-2008 03:00 AM

كم شمس نحتاج في سماءنا حتى نرى أين نضع أقدامنا ، وهل البحر الذي استطاع ان يحمل أكبر السفن والبوارج لم يعد يستطع ان يحتمل قدم أحدنا لتمشي عليه دون ان يبتلعها .. ودون ان تغرق ؟نحب أن نسمع عن الإنجازات .. وانا على المحمل الشخصي ، تسكنني الدهشة ، والإعجاب المثير كلما ، حدثني مسؤول أو سائل عن إنجاز تحقق أو خطة صادقة للارتقاء بالواقع ، ولكن ما يؤسفني أن تتحول هذه التفاحة اللذيذة فجأة الى مصدر للرائحة التي تزكم العيون قبل الأنوف ، بسبب العفن الذي ضربها فجأة ، نتيجة استحواذ شخص واحد على معلقات الشعر العربي وخطب الجهابذة ، وقراءات النقاد ، وسحجات الدبيكة ، وهدفهم .. جميعا ، هو الاستئثار بأعطية ، أو ترقية ، او منصب ، ومنهم من اعتاد الدجل والكذب والنفاق بسبب و دون ما سبب ، حتى لتكاد أن تبصق على المكان وتغادر لولا أن أدبك يمنعك ، فيتحول الإعمار الى إندثار ، والجهود الى ركود .. والسعي الى بغي ، والإنتظار الى موت متحجر كأعقاب السجائر .


ما لهذا الكون الفسيح قد اشتدت وطأته على لسان صدقّ .. وكيف للقبور وقد كادت ان تمشي بأمواتها ، ان تنام براحة وقد كرهت صالوناتنا السياسية ، وخيام النميمة ، والتعليمات عبر الهواتف ، ومصائد المغفلين ، وتعلم كتابة المقالات على دفاتر الشيكات .
زمان .. عندما تعلمنا أبجديات الصحافة والإعلام .. تعلمنا إن هناك مصطلح يسمى \"الإعلام المعاكس \" وهو من الخطر بمكان .. فالنتيجة العكسية له أخطر من اغتيال الشخصية أو النيل من الأشخاص ، ومفهومه التركيز اعلاميا على شخصية معينة لدرجة الاشباع ، ثم الإغراق في التبجيل والتمجيد والتوحيد للشخصية أو الحدث ، حتى يمل القارىء والمستمع والمشاهد ليصل درجة الانعكاس في المودة والحب ، الى درجة النبذ والابتعاد .. وهذا مالمسناه من غير كاتب أو خطيب تعليقا على شخصيات بعينها أو منجز ينتهي بكيل المديح أخيرا لشخص واحد ، أما الموضة الجديدة فهي إن المسؤولين ينافقون للمسؤولين ، وهذا بالطبع اعتمادا على سلم المسؤولية وأفضلية الدرجات .

ليست المشكلة ان تدخل معركة وتخرج منها خاسرا .. بل الأنكى ان تحشد لها قوى أكثر مما تستحق .. وتلك هي مشكلتنا مع وطننا ورجالات الهياكل الفكرية ، تعبنا من لعبة \" الاستغماية \" التي يبررها البعض بأنها شطارة ، وان شجرة الشوك هي نوارة ، وان فساد سياسة المطبخ سببه الجارة ، وليس لست الحسن الزوجة الخاملة دخل في تحطيم كؤوس القوانين .. ، ولكن.. يبقى شم ّ العرانين يأنفون من الموت كالطحالب تحت الماء الآسن ،، فالموت جَلَداً تحت سياط الشمس ، أشرف من الموت غرقا في بول الذلّ وأنت تختال بثياب الحرير وتيجان الذهب وسط حشود الأكف الملتهبة تصفيقا .. لقد تعلمنا منذ الصغر في مجلس آباءنا .. ان اليد التي تصافحك بحرارة ، قد تصفعك بشدة .. فمن يمتدح بسبب وبغير سبب ، وبمناسبة وغير مناسبة لا تأمن جانبه ، فالملمس الناعم للأفعى لا ينفي إنها صاحبة عضة الموت .


بعض المسؤولين أفلت شمسهم ، ولكن أضاء أصحاب المصالح لهم ألف فانوس في كل خطوة مظلمة ، ولم يعلم \"البيك أو البيوك \" ان بعض الأقدام والأقلام تقودها القلوب ، وستبقى القلوب المريضة تقود العقول ذات الولاءات المزدوجة ، وستبقى الولاءات تسير على بوصلة الرشاوى والمصالح ، لتعزف على أوتار الأصوات الموتورة ، والوطنيات المبتورة ، وليس للأصول والمنابت بالمناسبة دور في نتوءات هذه الطبقة ، بل ليس للمراكز الاجتماعية والمناصب أيضا دور ، فالقط ّ وان أركبوه المكوك الفضائي \"تشالينجر \" ليهبط على سطح القمر سيبقى يموء حتى وهو في كبسولته هناك .

الوطن لا يختزل بشخص أو مسؤول ، أو مكان .. الوطن مجموع من الإنجازات والانتصارات والذكريات والأمكنة والشخصيات والأضرحة المتراكمة ، لذلك يجب ان لا يبقى المواطن عبارة عن \" كومبارس \" أو ممثلين ليس لهم أدوار ، فغالبية الشعب تتحدث بما لا تعلم سوى أصداء الإشاعات ، وكل يوم يستيقظ من نومه يدعو الله أن يكفيه شر قرار خبئه ليل منصرم .
يجب ان تبدأ مرحلة جديدة ، يعلم الناس فيها الى أين هم ذاهبون .. الى اين يركضون .. وأي الطرق يسلكون .. لا ان يبقوا يتراكضون عبر شتات الطرق ، وتقاطعات القرارات ، وضربات الشمس الحكومية ، يقتلهم التفكير بالغد غير المشرق ، وطعام الأولاد ، ومصاريف الطلاب ، وإيجارات البيوت ، وعلاجات الأطفال ، خيول الدائنين التي تطاردهم في بيداء الفقر .

شتان ما بين النفاق وبين المجاملة ، ولأن كثيرا من الأمور لا تحتاج الى مواراة أو رمزية ، فإن الهروب الى الإيماء بدل الإشارة ، والتلميح دون التصريح ، واستحلاب ضرع اللاشيء لصنع شيء من الرغوة يمتاز بها من أدمن النفاق والمحاباة ، وزرع في كل ضلع منه معروفا لمعروف ، وخدمة مخبئة لغير معروف ، وفي النهاية فإن كل نتيجة هي مرتبطة بالظروف .
نراهم في كل وادٍ يهيمون ، وبين \" شلايا العطايا \" يتصيدون ، وعلى غير مصالح المواطن يراهنون ، فرجل واحد عندهم يساوي مئة الف مواطن مما يعدون إنهم \" الأعدقاء \" فاحذروهم ..
فقد تعبنا ، فبالله وتالله وحبا بالله ، لقد تعبنا من التنطح كل يوم لاسقاطات الواقع .. وانا عليم بما يتمناه الجميع ، ان يقرأوا مقالا واحدا يمتدح الانجاز ، او يبرر لقرار مفرح غير منقوص ، وهذا لعمري اقصى أمانينا ، ولكن ليس باليد حيلة .. فالمغرفة لا تطول سوى ما بالقـِـدر .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :