facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة الكراهية


د.بكر خازر المجالي
20-11-2015 09:23 PM

لا اريد العودة الى كتاب سعد جمعة وعنوانه مجتمع الكراهية الذي ترجم معاني الكراهية في المجتمعات واجاد في استخلاص صور من الواقع كانت تعزز الكراهية في المجتمعات ، بل يمكن اليوم اعادة قراءة الكتاب بالمنظور الواقعي الحالي.

كثير من الصور السلبية الحالية ومظاهر انتاج الكراهية لم تكن موجودة قبل اربعين سنة، واليوم نشهد حالة التغير الاجتماعي المصحوب بالثورة التكنولوجية وايضا بالتنازع الشديد من اجل الوصل الى المصالح مهما كان نوع الاسلوب او الطريقة ، وغياب العديد من القيم الاجتماعية ومعايير السلوك السليم وسيادة حالة التشظي ومحاربة الاخر على قاعدة المصالح وتسديد الحسابات ومزاجية تصديق المعلومات واعتمادها رهنا بالمواقف المسبقة من هذا او ذاك .

ربما ما اورده هنا ليس بسبب خبرات شخصية والتي هي بسيطة بقدر ما المسه من عمق القراءات التي تنشر بواسطة كل وسائل الاعلام التي تكشف ان عقدة الكراهية او هي ظاهرة هي موجودة والاخطر انها تتنامى.

وهذا ما اريد ان اصل اليه ، مع حالة تنامي الكراهية في المجتمع فان هناك خاسرا على المدى البعيد او حتى المتوسط والخاسر سيكون غلى اي مستوى دون تحديد ، وان هناك حالة من تزايد حالة الاحتقان وامتلاء النفوس الى مستوى لا تعلم متى انفجارها ، والادهى من كل ذلك ان المأساة ستكون قاسية ان تعرضنا لاختبار يتصل بثوابتنا وحالتنا وصيرورتنا فقد يجد الكثيرون ممن عانوا من الكراهية الفرصة للتسديد والزج بكل مكنونهم للتعبير عمليا عن الارث الذي تعاظم في دواخلهم وان كانوا على ذلك المدى السابق هم في قمة الاعتدال والمواطنة.

ومثلما نحن نجهد في مقاومة الفكر التكفيري وتجفيف منابع الارهاب فان الواجب لا يمكن ان يختلف عن ادراك منابع الكراهية المجتمعية او الكراهية الوظيفية ، فهناك من يعاني من حالة الاقصاء واخر من الظلم الوظيفي ،وغيره من شعوره بضعف التعامل مع حالة تبذير المال العام لاسباب مصلحية ضيقة ،وهناك حماس عند شخص لفكرة ما فيجد انها لا تلاقي احتراما ، ويجد البعض ن تخصصه وخبرته في مواضيع معينة لا تجد اي تقدير ويرى في الوقت ذاته ان اخرين لا علاقة لهم بهذا التخصص هم الاسياد ولاسباب شخصية وعلاقات منفعية .
ومثلما نركز على قضايا جوهرية تمس بنية المجتمع وسلامة بنائه والتركيز على التوعية والثقافة الوطنية فنحن مدعوون ايضا لتقصي حالات الكراهية من الاسباب الى النتائج الى الدواعي ، وربما هذا الموضوع قد اثير قبل اربعين سنة ولكنه اليوم هو في صور ومظاهر قاسية مع قلة تناوله في الدراسات في نفس الوقت تناميه بصورة غير معلنة في مجتمعنا .

ربما باننا بحاجة الى تطوير ثقافة الاستقصاء التي تبحث في التراكمات النفسية التي تسهم في توجيه السلوك المستقبلي وليس الاني وفي التوقع لما سيكون عليه رد الفعل او الفعل ذاته ،لاننا بحاجة الى الجهد الوطني في البناء المعنوي والثقافي ليترجم الى جبهة داخلية منيعة في يوم كريهة لا سمح الله .
فهل يمكننا ان ندرس حالات الكراهية وتناميها واثارها وتحديد اسبابها والتعامل بعلم وموضوعية معها ؟
او هل عل الاقل نعترف بالكراهية كمرض خطير موجود بيننا ..؟؟؟
دعوة للنقاش والدراسة فحسب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :