facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة الخوف


جمال اشتيوي
14-06-2008 03:00 AM

أعان الله المواطن الأردني الذي يعيش سلسلة من العذابات , سلسلة تبدأ من متوالية القروض والبيوت المستأجرة وأقساط المدارس ولا تنتهي " بالشواء " اليومي المتمثل بجنون الأسعار (...) وكل ما سبق يمكن التعايش معه ومكابدته أما الاعتداء " بالضرب " على المواطنين فلا يمكن قبوله أو التسويغ لمبدأ لقبوله .


الجمعة ذهبت وزوجتي لزيارة أقارب لي يقطنون في إسكان المعلمين على طريق اوتوستراد الزرقاء , فاستوقفتني دورية شرطة وطلبت رخص السوق فأعطيتهم إياها وفي أثناء تدقيق الشرطي بأوراقي سمعت صراخا قادما من سيارة الدورية التي تبعد عني أمتارا معدودة فإذا بشرطي من ثلاثة يضرب شابا في العشرينيات من عمره ويلطمه على وجهه والأخرين يثبتانه ليستكمل زميلهم الشرطي ضربه (...) فنظرت في الساعة فكانت الساعة التاسعة والنصف تماما .


ما شاهدته فيه انتقاص من كرامة الإنسان وكرامة المواطن دافع الضرائب , فليس من حق الشرطي أن يضرب مواطنا مهما فعل الأخير , والأصل أن يودع الأخير إلى المدعي في حال كان مطلوبا للجهات الأمنية بأي شكل من الأشكال والأصل أيضا أن يحمي الشرطي المواطن من خطره على نفسه ومن خطر الآخرين عليه بعيدا عن الادعاء على المواطن بمقاومة رجال الأمن .


ممارسة تلك الدورية تخيفني إلى حد بعيد , فهذا رجل الأمن الذي يرفع شعار " الشرطة في خدمة المجتمع " يلغيه في ذهن طفلي الذي كان يرافقنا وشاهد الحادثة , ويقلبه رأسا على عقب ليكرس ثقافة الخوف .


مديرية الأمن العام عممت غير مرة على منتسبيها عدم التعرض للمواطنين بالضرب أو الإساءة لكن يبدو أن "بعض " الشرطة يصرون على تبديد الصورة التي تسعى لترسيخها المديرية , ويصرون على استخدام السلطة التي منحهم إياها القانون بشكل يسيء لسمعة البلاد لأنهم ببساطة غير قادرين على مغادرة ثقافة " القنوة " .


مطلوب من مديرية الأمن أن تكون أكثر حزما مع مخالفي القانون من منتسبيها باحالتهم إلى محكمة الشرطة والتحقيق معهم وتطبيق القانون بحقهم فأكبر المصائب أن يخالف القانون منفذوه .


في المقام , تحضرني قصة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي اقتص لأحد أقباط مصر من ابن عمرو بن العاص الذي ضرب قبطيا بالسوط لأنه فاز عليه في سباق للخيل .


إبن الخطاب فوض القبطي بضرب إبن عمرو بن العاص بالسوط ففعل القبطي , بل وذهب عمر إلى أبعد من ذلك وقال : اضرب عمرو بن العاص لان ولده ما ضربك الا لملك ابيه فما رضي القبطي واكتفى بضرب الابن . فأردف بن الخطاب قائلا لإبن العاص : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟


ما شاهدته بلا شك ليس قاعدة في التصرف الشرطي في بلادنا , فقد شاهدت أيضا شرطيين يوقرون الكبير ويرأفون بالصغير ويحترمون المواطن إلى أقصى درجة , لذا نتمنى أن يوقن المخالفون للقانون من الشرطة بأن حماية الأمن لا تكون بالاستقواء على المواطن وضربه وشتمه , فرسالة الشرطي إرساء الطمأنينة والأمن وليس ترسيخ ثقافة الخوف .
......................................................
الكاتب محرر الشؤون المحلية في الرأي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :