عمون - البحث هو المعيار الوحيد لتطور المجتمعات وتقدمها, والباحث المتميز هو الذي يرتقي بعلمه وفكره بجهده وتعبه وتركيزه على التطوير والبحث الجاد, لا ان يقوم بالاعتماد على غيره في الكتابة له واعداد الابحاث العلمية ويقوم هو بوضع اسمه على غلاف البحث العلمي, ولعل الكارثة والمصيبة عندما يقوم الدكتور الاكاديمي بسرقة الابحاث العلمية ويدعي انها ثمرة جهده وبحثه وكده وتعبه, ويترقى ويحصل على العلاوات والامتيازات والاتعاب الاكاديمية زورا وبهتانا.ملفات والسرقات العلمية في مجالات البحث العلمي والترقيات التي حصل عليها بعض الاكاديميين الذين استغلوا نفوذهم ووجودهم في الجامعات وخاصة العمداء ونواب العمداء كثيرة , و احدى الجامعات الاردنية واليكم فضيحة الترتيبات والسرقات العلمية, و الوثائق تؤكد ان احد الاساتذة والذي تقدم بطلب ترقية وبشكل روتيني ومؤسسي من خلال قسمه الى عمادة الكلية التابعة لجامعة اليرموك واللجنة التي شكلت لدراسة طلب ترقية هذا الاستاذ من رتبة استاذ مساعد الى استاذ مشارك اوصت بعدم ترقيته وذلك كون احد الابحاث التي قدمها مسروقا, ولتكتمل عملية الغش والتزوير والتي اكتشفتها اللجنة بوجود بحث اخر منشور في مؤتمر لزميل لهذا الاستاذ, قد ترقى الى رتبة استاذ مشارك .. ضاربة رئاسة الجامعة عرض الحائط قرار لجان المحكمين.

اما الاستاذ الاخر الذي يعمل في ذات الكلية فقد تقدم للترقية من رتبة استاذ مساعد الى رتبة مساعد مشارك, وعندما تم تشكيل لجنة لدراسة طلب هذا الاستاذ, وبعد بحث وتمحيص ومراجعة دقيقة للابحاث المقدمة للترقية والتأكد من آلية قبولها وكيفية النشر من قبل المحلات والدوريات التي قبلت هذه الابحاث. خلصت اللجنة الى ان بحثين غير منشورين فعليا, وان الدورية التي نشر فيها البحث Information Technolyg Journal وهي ليست محكمة وغير متخصصة وغير موجودة في تصنيف Urlich ووجدت اللجنة ان احد الابحاث منشور في مجلة ليس لها اصل ولا يوجد اصول للناشر حتى بعد الرجوع الى شبكة المعلومات العالمية.

ووجدت اللجنة ان بحثا واحدا فقط من اصل “6” ابحاث هو منشور فعليا ويستحق عليه الاستاذ المقدم للترقية ويحصل عليه “100” نقطة فقط من اصل “150” نقطة.وان خمسة ابحاث لا يستحق مقدم الترقية اي نقطة عليها, وان هذه الابحاث الخمسة قد قبلت للنشر او نشرت في مجلات غير معروفة لدى المتخصصين في مجال هندسة الحاسب, كما انها غير موجودة في قائمة المجلات ذات السمعة العالية الرفيعة والتي تطالب جامعة اليرموك اعضاء هيئة التدريس اخذها في عين الاعتبار والنشر فيها.

كما ان الابحاث التي تقدم بها الاستاذ وصلت 6 ابحاث منها ثلاثة ابحاث جرت بعد منتصف عام 2005 ونشرت بسرعة كبيرة علما بانه لم ينشر من قبلها شيء والابحاث المثبت موعد قبول البحث الى موعد نشره على هوامشها كما جرت العادة في المجلات المعروفة لدى المتخصصين. كما ان هناك مجلات تجارية تتخذ من الابحاث والنشر سلعة ووسيلة للربح المادي. وحفاظا على التميز والانجاز الكبير في نوعية الابحاث واماكن نشرها, يجب الوقوف حائطا منيعا وصلبا امام المجلات ذات المستوى المتدني والتي تتحايل في امور التحكيم وتتقاضى مبالغ مقابل النشر. وان هذه المجلات تتقاضى مبلغ “100” دولار او “120” دولار بدل نشر لكل بحث علما بان المجلات العلمية والمفهرسة عالميا ليست ربحية ولا تتقاضى اي مبالغ مقابل النشر. ولعل الموضوع الذي يجب التوقف عنده ووضع اكثر من علامة تعجب واستفهام؟ واكثر من الف علامة سؤال؟! كيف يقوم استاذ جامعي بتقديم طلب للترقية لبحث مقبول لنشر في مجلة امريكية: Journal of the American sociery for Information Science علما بان هذا البحث قد تم نشره قبل عام في مجلة باكستانية Information Teehnology-483 - 2005 واكد رئيس تحرير المجلة الامريكية ان البحث متطابق للبحث المنشور في المجلة الباكستانية. وبالتالي ليكون فكرة رئيس التحرير للمجلة الامريكية عن اساليب التضليل الذي وصل اليه البحث العلمي في جامعاتنا الاردنية.
لقد ترقى الاستاذ المذكور, وحصل على الرتبة الاكاديمية ووزع الحلوى, ووضع اعلانات في الصحف المحلية, والباحث الخبير لا هو باحث ولاهو خبير, انه منظر في زمن المنظرين.
هذه فضيحة من فضائح الترقيات, التي تقودها شلل وعصابات تسمى لجان الترقيات في الجامعات الاردنية, هذه اللجان لو كانت تحترم اسمها, وموقع البحث العلمي في سلم الاولويات, لما تجاهلت قرارات لجان الترقية في الاقسام الاكاديمية وقرارات المقومين والمحكمين. نعرف جميعا بان الترقيات الاكاديمية لها اسس وضوابط وشروط لا يمكن اختراقها او تجاوزها والالتفاف عليها, اما في جامعاتنا الاردنية فها نحن نرى الاختراق والالتفاف في الترفيعات والترقيات وتوزيع المناصب الاكاديمية.(عن المواجهة)