facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخيار الأردني في أميركا


د. حسن البراري
17-06-2008 03:00 AM



تبني جون ماكين للخيار الأردني، كما جاء في موقع "عمون" الالكتروني، يحتاج الى كثير من التفحص، بخاصة وأن الحديث صادر عن أحد كبار مستشاري جون ماكين، وهو روبرت كيغان، اليميني المتشدد المعروف بمواقفه المتشددة.

فلم يعلن ماكين هذا الموقف حتى في المؤتمر السنوي لمنظمة الايباك، التي كان من الممكن أن تكون المنبر الأهم له لإعلان كهذا. لا يستحق ما ورد على لسان روبرت كيغان التوقف لأنه لا يعكس موقفا أميركيا رسميا، ولا يعكس موقف ماكين نفسه.

فقد سمعنا من قبل الكثير من التصريحات التي تصدر عن متطرفي الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص الأردن ومستقبله ومع ذلك لم يتم تبني مواقف معادية حتى في أوقات كانت الإدارة الأميركية نفسها تعيد النظر في قابلية الأردن في البقاء. ويكفي هنا الإشارة الى فترة الرئيس جون كندي، وبخاصة في سنواتها الأولى. ثم أن صياغة السياسة الخارجية في الولايات المتحدة هي أعقد بكثير حتى يتم اختصارها من قبل موقف أحد المتطرفين حتى وإن كان مستشارا في حملة ماكين.

هذا لا يعني أن جون ماكين، في حال توليه الحكم، سيكون حمامة السلام في الإقليم. على العكس من ذلك، هناك الكثير من التحليلات الأميركية تشير الى أنه سيكون امتدادا للرئيس بوش من حيث التركيز على عامل القوة في العلاقات الدولية. وبالتالي هو أحد الشخصيات التي لا يمكن لها أن تساهم بالاستقرار الإقليمي ومن هنا أرى أن خسارة ماكين في الانتخابات القادمة يصب في مصلحة الإقليم العربي لأنه سيقلل من حجم الضرر.

وهذا يقودنا الى معرفة إن كان هناك اتفاق بين الأردنيين على الموقف من جون ماكين. فالاستطلاع الذي نشره مركز بيو للأبحاث يشير الى أن نسبة التأييد أو الثقة بجون ماكين هي الأعلى في الأردن. فقد عبر 23% من الطبقة السياسية عن ثقتهم بجون ماكين مقابل 22% أفادوا بالثقة بباراك أوباما.

الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة تفضل أوباما بمعدل 79%. أضف الى ذلك، هناك من بين الرسميين في الأردن، كما كتب الزميل سامي الزبيدي في الزميلة الرأي، من يريد أن يكون ماكين رئيسا قادما للولايات المتحدة. وفي لقاء لنا على عشاء مع أحد الوزراء العاملين عبر عن تفاؤله من نجاح ماكين. وكان تبرير الوزير هو أن أوباما قد يجري حوارا مع حماس! لكن من الواضح أن الوزير المحترم يرى العلاقات الدولية من "خرم" صغير اسمه الموقف من حماس.

ولا يقف الأمر عند بعض الرسميين إذ أن هناك بعض من يطالب علنا بالكونفدرالية. وقد ظهرت بالفعل بعض الأقلام التي تدافع عن خيار لا يخدم الأردن ولا الفلسطينيين. فالكونفدرالية التي طالبت بها بعض الأقلام تعني الخيار الأردني بلباس جديد. لا أعرف بالتحديد إن كان هناك علاقة بين هذه الأقلام وبعض الرسميين الذي يروا في فوز ماكين فرصة لتسهيل تحقيق المصالح الأردنية. وأي مصالح؟! لكن، دعنا نقر أن لهؤلاء الكتاب والرسميين كل الحق في التعبير عن خياراتهم وتفضيلاتهم السياسية، سواء فيما يتعلق بشكل العلاقة مع الفلسطينيين وتوقيتها، أو فيما يتعلق بالروابط مع أي تيار محدد في الولايات المتحدة. لكن، من خلال قراءتي لما كتب عن هذا الموضوع، لم أجد منطقا مقنعا في إقامة علاقات وحدوية مع الفلسطينيين لأسباب إستراتيجية متنوعة. فالخيار الأردني (الذي يطلق عليه البعض كونفدرالية) يحرم الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير وينتقص من الاستقلال الأردني والهوية الأردنية.

على كل، لن تتمكن الولايات المتحدة بقيادة ماكين من فرض خيار لا يقبله الأردن. ولن ينجح خيار كهذا، في حال تبنيه إلا إذا وافق صانع القرار الأردني عليه وهو أمر مستبعد؛ فموقف الملك صريح وقاطع في رفض الخيار الأردني. ونظرا لرفض الأردنيين حل مشكلة إسرائيل الديموغرافية على حساب الأردن حتى مع وجود البعض من يروجون لفكرة الكونفدرالية التي تهدد بقاء الأردن. فقوة التأثير الأميركية في تراجع. وقد طرأ تغير في موازين التأثير في المنطقة في السنة الأخيرة.

ففي وقت تراجعت قوة تأثير القوى العظمى، تصاعدت قوة تأثير القوى الإقليمية بشكل يدل على أن الاختراق الاستراتيجي للشرق الأوسط لم يعد أمرا تلقائيا. فحتى لو أعلن كل متطرفي أميركا ومصاريع إسرائيل، ومن يتفق معهم من الأردنيين، فإن الأردن بنظامه الاجتماعي والسياسي أقوى من أن يخضع ويساوم على بقائه.

hassan.barari@alghad.jo

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :