facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإعلام الروسي وأزمات المنطقة


د.حسام العتوم
21-12-2015 07:08 PM

اختلفت الفدرالية الروسية في إعلامها عن عمقها السوفييتي بكل تأكيد واستدارت بالكامل فبما كان إعلام السوفييت يعمل من أجل مواجهة الحرب الباردة العلنية التي فرضها الغرب عليهم على أكثر من مستوى ومجال مدني وعسكري وساهم في هدم منظومتهم واتحادهم العملاق نراه اليوم يواجه حرباً مماثلة سرية توسعت أركانها لتشمل مناطقاً سوفيتية سابقة مثل أوكرانيا وجورجيا وأخرى مثل تركيا حليفة الناتو، وثالثة مثل إعلامات العرب بينما هو التقارب الروسي السياسي الأمريكي ملحوظ على مستوى الخارجية (لافروف – كيري) وعلى المستوى الرئاسي (بوتين – أوباما) في الشأن السوري خاصة وشأن إرهاب المنطقة الشرق أوسطية برمّتها وحول الأزمة الأوكرانية التي تحولت بسبب انحرافها سياسياً من طرف (كييف) إلى اقتصادية ذات علاقة بطاقة الغاز والعجز دفع فواتير مليارية دولارية سابقة تقدر بـ(3) مليار دولار، ويوجد اليوم ما مجموعه (93) ألف قناة مرئية ومسموعة ومقروءة، منها (27) ألف صحيفة ومجلة، و(330) محطة تلفزيونية، ولا زالت الصحافة الورقية سائدة ومتابعة وسط الشباب وكبار السن من متعلمين ومثقفين وتُشترى، وانتهى موضوع إلصاقها على لوحات في الشوارع ليطّلع عليها العاطلون عن العمل، والشارع الروسي مثقف ومحب للمطالعة حتى في وسائل النقل المختلفة فوق الأرض وتحتها حيث الميترو وفي الحدائق العامة، ومُقبلٌ على الفضائيات الحوارية، وتدافع بنسبة أكبر من قبل صغار الشباب ومتوسطي الأعمار على الانترنت، وكل هذه الوسائل بطبيعة الحال مراقبة من قبل الدولة الروسية لكي لا تستغل من قبل المعارضة والتطرف والإرهاب في وقت تمكن فيه (حزب التحرير) من مساعدة عصابات داعش الإرهابية من تجنيد الالاف من الروس وهو ما سبق لي أن سمعته في عمق روسيا نفسها، وهو ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين لإعلام بلاده أثناء حديثه عن تجنيد قرابة الـ(7) آلاف بهذا الاتجاه وسط صفوفهم وبخصوص ما يتعلق بحرب الإعلام ورد تصريح جديد منذ أيام على لسان مدير المكتب الصحفي لقصر الكرملين الرئاسي دميتري بيسكوف ليؤكد ما نقوله هنا.

ومن أشهر المحطات الفضائية الروسية التي يمكن متابعتها إلى جانب الانترنت وبعد تراجع المسموعات والسينما هي (RT) أي روسيا اليوم بالعربية وهي التي تبث إعلامها بالإنجليزية والإسبانية أيضاً والقناة رقم (I) و(RTR) و(روسيا 24) والتركيز الإعلامي لروسيا الآن على مسائل أربعة هي (الإرهاب، وعقدة الدولة السورية، وتركيا ومماحكاتها المتكررة لروسيا، والأزمة الأوكرانية) المتهورة التي بدأت تصطدم مع رئيس جورجيا السابق ساكاشفيله حامل جواز السفر الأوكراني العامل حالياً رئيساً لبلدية (أوديسا) والذي تم رشقه من قبل وزير الداخلية بكأس ماء بحضور الرئيس باراشينكا، وما يلفت انتباهي سنوياً وهو ما حصل قبل ايام هو اللقاء الفضائي المفتوح الذي يقوده الرئيس بوتين بنفسه ويتحدث من خلاله بكافة مواضيع الساعة ويرد على أسئلة عديدة لشبكات إعلامية روسية مختلفة وعلى أسئلة المواطنين أيضاً، ولقاء فضائي آخر أيضاً يقوده رئيس الوزراء ميدفيديف لكن من دون حضور إعلامي وحديثه ينحصر مع المحطة الإعلامية نفسها فقط، وبالأمس القريب من هذا العام 2015 قال الرئيس بوتين لإعلام بلاده وللإعلام التركي أيضاً خلال جلسته المفتوحة تلك على مدار أكثر من (3) ساعات متواصلة وسط ترحيب وتصفيق حارّ لشخصيته الرئاسية وكانت أول الأسئلة للصحفي الخبير الكسندر فانوف من صحيفة (كمسامولسكايا برافدا) حول الاقتصاد الروسي فجاءت الإجابة بأن الزراعة والصناعة في تطور دائم وبالنسب المئوية وسعر برميل النفط تحول من (100) دولار إلى (50) دولار وهناك تهديد واضح للاقتصاد من قبل التضخم المالي وحجم التبادل التجاري والصادرات تحديداً، وحول مسألة إسقاط الطائرة العسكرية الروسية من قبل تركيا ورداً على صحفي تركي قال بأن الموضوع كان يجب أن يبقى في دائرة الاتصال الهاتفي واحترام التعاون بين البلدين وروسيا لن تهرب من سوريا بعد ذلك وتم تعزيز القدرات العسكرية الروسية بسلاح (c 400) ولا نفهم إن كان هناك أي دور لأمريكا في هذا الحدث، وفي المسألة الأوكرانية توقع الرئيس بوتين تراجع الوضع الاقتصادي مع روسيا وتحديداً في مجال التجارة بعد خروج أوكرانيا عن نظام دول الـ(C.N.G) الجمركي بسبب التوجه للغرب، وطالب الرئيس بوتين سوريا بإعداد دستور جديد ومراقبة الانتخابات الرئاسية القادمة وتوحيد جهود الجيش السوري والمعارضة لمحاربة داعش.
وفي تصريح لسيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية في النيويورك لوكالة (Interfax.ru) دعا فيه إلى ضرورة إغلاق الحدود التركية السورية بوجه الإرهاب وأعتقد بأن الخطورة تكمن في ربط الخطوة الأولى بتحديد مصير الأسد، وحوار إعلامي روسي حول العلاقة مع إسرائيل وتحديد إذا ما كانت تعاونية أم تنافسية في الشأن السوري وهو ما تم بثه على موقع (PCMA) وشارك فيه كل من مارياسيس الكسندروفيج من قسم (إسرائيل) في معهد الاستشراق (PAH) وفلاديمير ماروزاف من وزارة الخارجية الروسية وفاسيلي كوزنيتسوف رئيس المركز العربي والإسلامي في معهد الاستشراق (PAH) وحديث عن لقاء بوتين نتنياهو في باريس لترتيب استخدام الفضاء السوري في الحرب على (داعش) والإرهاب عموماً والتأكيد على العلاقات الوطيدة بين موسكو وتل أبيب والعلاقة مع (حماس) و(حزب الله) وتحديد صفة الإرهاب واعتبارهما خارج هذه الدائرة وهو أمر جدلي بينهما.
والسؤال العريض هنا هو هل التنسيق الفضائي بين إسرائيل وروسيا يشمل السماح بقصف مواقع لحزب الله في دمشق كما حصل مع حادثة اغتيال سمير قنطار أخيراً. وماذا عن سلاح الـ(c 400) المضاد للطائرات الغازية للدولة السورية في هذه الحالة؟

وقول للرئيس بوتين لإعلام بلاده تضمن تأييد الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك الاقتراح حول إعداد مشروع دولي حول سوريا، وسبق لوزير خارجية أمريكا جون كيري أن قدم لموسكو بالمشروع نفسه، ويذكر بأن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التزمت في (فيينا) 14 تشرين الثاني بدعم قرار وقف إطلاق النار في سوريا وإجراء انتخابات حرة وعادلة في غضون 18 شهراً، ولاحقاً وتحديداً بتاريخ 19 الجاري من كانون الأول اتفق مجلس الأمن بالإجماع وكما نعرف جميعاً على خارطة طريق دولية لعملية السلام في سوريا، وهنا أملي كبير بأن يتكرر تصويت مجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية العادلة الماكثة تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ عم 1948، وفي موقع آخر أوضح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بأن القسم الأكبر من تهريب النفط الذي يوفر لعصابات تنظيم داعش المجرمة (1,5) مليون دولار يومياً يمر عبر تركيا، وأكد بأن بيع (داعش) السنوي من الفوسفات يبلغ (250) مليون دولار، ومن بيع الشعير (200) مليون دولار، ومن الاسمنت (100) مليون دولار إلى جانب تجارة الرهائن والآثار والتبرعات الأجنبية، وفي المقابل يخصص التنظيم ذاته ما قيمته (30) مليون دولار لشراء الأسلحة والذخائر من أوروبا الشرقية وحدها وهنا بقي عليها أن نقول بأن الإعلام الروسي المقروء والمسموع والمرئي شكل جبهة واحدة وخصص جلسات حوارية أيضاً للدفاع عن سمعة روسيا ولمحاربة الإرهاب ولتوضيح انزلاقات الدول السياسية مثل تركيا وغيرها من دور (البريكس) الداعمة للإرهاب وعددها أربعين مع ملاحظة الترحيب بالتقارب مع أمريكا بعد طول انقطاع وجفاف، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولا يسود إلا القانون والعدل وحقوق الإنسان والتعاون الدولي بدلاً من التناحر والاحتراب، ولا عودة للحرب الباردة بكافة ألوان طيفها، ولا مخرج لأمن العالم من غير التمسك بالسلم والسلام العادل والدائم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :