facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البلد بخير


أ.د عمر الحضرمي
31-12-2015 09:14 PM

لسببين إثنين، اضطررت هذا الأسبوع أن أراجع دائرتين حكوميتين؛ أولاهما أمنيّة وهي الأجانب والحدود في الأمن العام، والثانية تسجيل الشركات في وزارة الصناعة والتجارة.
ودون أن أدري أو الحظ نفسي، وجدتني أقف بين المراجعين أتلفت حولي، أبحث عن خارطة وجودي، أين؟ ومتى؟ وعلى أي أرض أقف؟ وفي أي مؤسسة أراجع في المسألتين اللتين أتيت لأنجازهما؟
وحتى أكون قادراً أكثر على التعبير عما يدورحولي بدأت أتلمس أعين الناس، وأراقب ردود انفعالهم، وأرصد حُزم الجمل التي ينطقون بها، سواء بين بعضهم البعض، أو مع الطرف الآخر في القاعة، أعني المسؤولين!
وحتى أرسم أجزاء الشهد، سأتحدث عن " الطرف" الأول وهو قاعة المراجعات في الأجانب والحدود والاقامة.
تدخل إلى صالة واسعة ليست بالفارهة، ولكنها تعكس اجتهادا كبيراً من لدن المسؤولين عنهما وفيها، ليجعلها صالة حضارية، وإن كان ذلك بحدود المتاح.فوضعوا القواطع والكاونترات والكراسي والأجهزة التي تنظم الدور بين المراجعين، بحيث أصبح كل شيء تحت السيطرة التنظيمية.
لم يكن كل هذا مايلفت الإنتباه ... إنما كان ذلك الخُلقُ المقسم الى أجزاء كثيرة، منها الأدب ومنها الصبر، والتفهم، واللطف التي امتلأ بها رجال الأمن العام الذين توزعوا على مقاعد هي مشابهة بالضبط لمقاعد الناس، بل وتشعر أنك في مؤسسة أجنبية قطعت أشواطا في التحضر والثقافة والحداثة.
وما أن تسقط ورقة قضيتك بين يدي أحدهم، ضباطاً أم ضباط صف، أم جنوداً، ألا وتشعر أنك وصلت الى مرمى الأمان، وحتى لو كانت قضيتك تجافي القانون أو لا تتوافق معه فانك تخرج راضيا عن المعاملة التي تتلقاها، والشرح الوافي الذي يقدم لك الذي تحس معه وكأنك لوحدك في الصالة، يعطونك كل الوقت، وكل الأناة، وكل الشرح.
ما أن جلست قبالة وكيل أسمه " أشرف الشرع "، بعد أن استقبلني شاب هادىء هو الملازم "محمد العبداللات "، وبعدها احتضن معاملتي وشرحها الرائد " اياد ابو رمان " بكل تفاصيل المسألة، الا ووجدت أن كلا منهم يريد أن يخدم بطريقته الحضارية الأصيلة، وكلا منهم يشعرك بأهميتك وقيمتك.
أما " الطرف " الثاني فكان في دائرة الشركات في وزارة الصناعة والتجارة؛ تصميم الصالة يشبه تصميم صالة أحد البنوك الكبرى التي دخلتها في مدينة نيويورك في يوم من الأيام.حيث تجد التنظيم والتحديث، وتجد المعاملة المملوؤة باللطف لكل المراجعين دون تمييز. وأول من رأيت، أنا ورفيقي رائد، كانت موظفة تستقبلك بالترحاب، وسألت عنها فقالوا إنها تدعى " منيرة عليوة " بشوشة، ولا مانع لديها أن تقدم لك المساعدة سواء كان ذلك من اختصاصها أم من اختصاص زملائها الذين يبادلونها الاحترام والتقدير.
أخذتني إلى زميل لها اسمه " لؤي الشلبي"، الذي أضطر ان يترك مكتبه لعمل رسمي، ولما أن عاد ملأ الدنيا اعتذاراً منا على التأخير، وملأ لنا الأوراق الرسمية بيده خوفا من أن نخطأ، وودعدنا بكل أدب، وقد أنجز معاملتنا كاملة.
في دائرة الأجانب والحدود، كما في قسم الشركات في وزارة الصناعة والتجارة وجدت، والناس كلهم، ظاهرة تُفْرح الخاطر، كلهم يهتمون بالتنظيم والنظام، وكلهم على دراية تامة بتفاصيل عملهم، وكلهم يتنادون لخدمة الناس.

شكراً لهم جميعا، لأنهم يتركون انطباعاً..............أن البلد بخير!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :